مصطلح أنشلوش: يطلق على فكرة الضم بعد أن استبعد توحيد ألمانيا النمسا والنمساويين الألمان من الإمبراطورية الألمانية التي يسيطر عليها البروسيون في سنة 1871، حيث بعد نهاية العالم الحرب الأولى مع انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية في سنة 1918 حاولت جمهورية ألمانيا النمساوية المشكلة حديثاً تشكيل اتحاد مع ألمانيا، لكن معاهدة سان جيرمان سنة 1919 ومعاهدة فرساي سنة 1919 نهى عن كل من الاتحاد والاستمرار في استخدام الاسم وجردت النمسا من بعض أراضيها مثل: سوديتنلاند.
لمحة عن مصطلح أنشلوش:
قبل الضم كان هناك دعم قوي من الناس من جميع الخلفيات في كل من النمسا وألمانيا لتوحيد البلدين، ففي أعقاب تفكك ملكية هابسبورغ مباشرة، مع ترك النمسا كبقية محطمة محرومة من معظم الأراضي التي حكمتها لقرون، وتعرض لأزمة اقتصادية حادة، بدت فكرة الوحدة مع ألمانيا جذابة أيضاً للعديد من مواطني اليسار والوسط السياسي.
ولو سمح المنتصرون في الحرب العالمية الأولى بذلك لكانت النمسا قد اتحدت مع ألمانيا كقرار ديمقراطي يتم اتخاذه بحرية، لكن بعد سنة 1933 أمكن تحديد الرغبة في التوحيد مع النازيين الذين كانت بالنسبة لهم جزءاً لا يتجزأ من مصطلح العودة إلى الوطن النازي، الذي سعى إلى دمج أكبر عدد ممكن من الألمان العرقيون خارج ألمانيا في ألمانيا الكبرى.
وفي أوائل ال 30 من القرن الماضي كانت لا تزال هناك مقاومة كبيرة في النمسا “حتى بين بعض النازيين النمساويين” للاقتراحات بضم النمسا إلى ألمانيا وحل الدولة النمساوية تماماً، وبالتالي بعد استيلاء النازيين الألمان تحت قيادة النمساوي أدولف هتلر على ألمانيا عمل عملاؤهم على تنمية الاتجاهات المؤيدة للتوحيد في النمسا، وسعى إلى تقويض الحكومة النمساوية التي كانت تحت سيطرة جبهة الوطن الأوستروفاشي.
وأثناء محاولة انقلاب سنة 1934 اغتيل النازيون النمساويون المستشار النمساوي إنجلبرت دولفوس، ودفعت هزيمة الانقلاب العديد من النازيين النمساويين البارزين إلى الذهاب إلى المنفى في ألمانيا، حيث واصلوا جهودهم لتوحيد البلدين.
وفي أوائل سنة 1938 وتحت ضغط متزايد من النشطاء المؤيدين للوحدة، أعلن المستشار النمساوي كورت شوشنيج أنه سيكون هناك استفتاء على الاتحاد المحتمل مع ألمانيا في 13 مارس، حيث صوّر هتلر هذا على أنه تحدّي للإرادة الشعبية في النمسا وألمانيا وهدد بالغزو وضغط سراً على مستشار النمسا الاتحادي للاستقالة.
تاريخ مصطلح أنشلوش:
كانت فكرة تجميع جميع الألمان في دولة قومية واحدة موضوعاً للنقاش في القرن التاسع عشر منذ تفكك الإمبراطورية الرومانية في سنة 1806 وحتى تفكك الاتحاد الألماني في سنة 1866، حيث كانت النمسا ترغب في الحصول على حل ألمانيا الأكبر وتتحد الولايات الألمانية تحت قيادة النمساويين الألمان.
ولقد كان من الممكن أن يشمل هذا الحل كافة الولايات الألمانية منها المناطق غير الألمانية في النمسا، لكن كان على بروسيا قبول دور ثانوي، حيث أنّ هذا الجدل المسمى بالثنائية سيطر على الدبلوماسية البروسية النمساوية وسياسة الدول الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر.
وفي سنة 1866 انتهى الخلاف أثناء الحرب الألمانية التي خسر فيها النمساويين، ثم قاموا البروسيون باستبعاد النمساويين الألمان من ألمانيا، حيث قام رجل الدولة البروسي أوتو فون بسمارك بتأليف اتحاد شمال ألمانيا والذي شمل العديد من الولايات الألمانية المتبقية إلى جانب عدد قليل في المنطقة الجنوبية الغربية من الأراضي التي يسكنها الألمان ووسع قوة بروسيا.
ولقد استخدم بسمارك الحرب الفرنسية البروسية كطريقة لإقناع ولايات جنوب غرب ألمانيا، منها مملكة بافاريا بالوقوف إلى جانب بروسيا ضد الإمبراطورية الفرنسية الثانية، حيث بسبب الانتصار السريع لبروسيا تمت تسوية الجدل، وفي سنة 1871 تشكلت الإمبراطورية الألمانية “كلايندوتش” على أساس قيادة بسمارك ومملكة بروسيا، باستثناء النمسا، إلى جانب ضمان الهيمنة البروسية على ألمانيا الموحدة، فقد ضمن استبعاد النمسا أيضاً أن يكون لألمانيا أغلبية بروتستانتية كبيرة.
ردود الفعل على مصطلح أنشلوش:
كان للنمسا في الأيام الأولى لسيطرة ألمانيا النازية العديد من التناقضات: في وقت واحد بدأ نظام هتلر في إحكام قبضته على كل جانب من جوانب المجتمع، بدءاً من الاعتقالات الجماعية حيث حاول الآلاف من النمساويين الفرار، ومع ذلك فقد هتف نمساويون آخرون ورحبوا بدخول القوات الألمانية إلى أراضيهم.
وفي 18 مارس سنة 1938 أبلغت الحكومة الألمانية الأمين العام لعصبة الأمم بشأن ضم النمسا، وفي اليوم التالي في جنيف أعرب مندوب المكسيك لدى مكتب العمل الدولي إيسيدرو فابيلا، عن احتجاج قوي أقوى من الاحتجاج الذي أعربت عنه الدول الأوروبية مديناً ضم ألمانيا النازية للنمسا.