اقرأ في هذا المقال
- مبادئ الاستراتيجية البحرية
- أصول الاستراتيجية البحرية
- تأثير الحروب العالمية على الاستراتيجية البحرية
- الاستراتيجية البحرية العصرية
مصطلح الاستراتيجية البحرية: هي التنسيق للحرب وتنفيذها في البحر، وهو المكافئ البحري للاستراتيجية العسكرية على الأرض، وترتبط الاستراتيجية البحرية ومفهومها ذات الصلة بالاستراتيجية الشاملة لتحقيق الفوز في البحر، بما في ذلك التنسيق للحملات وتنفيذها وحركة القوات البحرية وتصرفها، التي من خلالها يؤمن القائد ميزة القتال في مكان مناسب له وخداع العدو، حيث تتعامل التكتيكات البحرية مع تنفيذ الخطط والمناورات للسفن أو الأساطيل في المعركة.
مبادئ الاستراتيجية البحرية:
يجب أن تكون الأهداف العظيمة للأسطول في الحرب هي الحفاظ على ساحل بلده خالياً من الهجوم، وتأمين حرية تجارته وتدمير أسطول العدو أو حصره في الميناء، حيث يمكن تحقيق الهدف الأول والثاني من خلال الإنجاز الناجح للهدف الثالث، وتدمير أو شل الأسطول المعادي، حيث إن الأسطول الذي يؤمن حرية اتصالاته من الهجوم يتحكم في البحر.
وتختلف الاستراتيجية البحرية اختلافاً جوهرياً عن الاستراتيجية العسكرية في البر والبحر، فلا توجد أرض تحتلها بغض النظر عن الثروة السمكية وحقول النفط البحرية، ولا توجد أصول اقتصادية يمكن للعدو أن يحرمها ولا موارد يمكن أن يحرمها يمكن للأسطول استغلال، بينما يمكن للجيش أن يعيش على الأرض، ويجب أن يعتمد الأسطول على الإمدادات التي يجلبها معه أو يمكن إحضارها إليه.
أصول الاستراتيجية البحرية:
يزعم أن الأدميرال البريطاني إيرل تورينجتون هو من نشأ أسطول التعبير في الوجود، ففي مواجهة أسطول فرنسي متفوق بشكل واضح في صيف سنة 1690 أثناء حرب التحالف الكبير اقترح تورينجتون تجنب المعركة، إلا في ظل ظروف مواتية للغاية حتى وصول التعزيزات، من خلال الحفاظ على أسطوله في الوجود سيمنع الفرنسيين من السيطرة على البحر؛ ممّا سيسمح لهم بغزو إنجلترا، على الرغم من اضطرار تورينجتون للقتال في معركة بيتشي هيد، إلا أن الانتصار الفرنسي هناك منح باريس السيطرة على القناة الإنجليزية لبضعة أسابيع فقط.
وبحلول منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر كان القراصنة من الموانئ الفرنسية الأطلسية، ولا سيما سانت مالو ودونكيرك يشكلون تهديداً كبيراً للتجارة الأنجلو هولندية، حيث أجبر التهديد الحكومة الإنجليزية على تحويل السفن الحربية للدفاع عن التجارة كمرافقين للقوافل وطرادات لمطاردة القراصنة.
وفي فرنسا حفَّز نجاح القراصنة ضد المجهود الحربي الأنجلو هولندي تحولاً تدريجياً من استخدام السفن الحربية الملكية كأساطيل قتالية نحو دعم الحرب على التجارة، حيث قدمت قوافل الحلفاء أهدافاً كبيرة لأسراب الإغارة التجارية، وكانت النتيجة الأكثر دراماتيكية لهذا التحول هي هجوم كومت دي تورفيل على قافلة سميرنا التابعة للحلفاء في 17 يونيو سنة 1693.
فإن عيب حرب المسار عند اتباعه كاستراتيجية لأسطول المعركة وليس مجرد سفن أصغر هو أنه يترك تجارة البلد بلا حماية، كما أن أسراب الإغارة الفردية معرضة للهزيمة بالتفصيل إذا أرسل العدو أسراباً أكبر في المطاردة، كما حدث في معركة سان دومينغو في سنة 1806 وفي معركة جزر فوكلاند في سنة 1914.
تأثير الحروب العالمية على الاستراتيجية البحرية:
تركت الحرب العالمية الأولى والثانية تأثيراً واسعاً على الاستراتيجيات البحرية بفضل التقنيات الجديدة، ومع تكوين سفن بحرية جديدة مثل الغواصة كان من الممكن تطبيق استراتيجيات مثل الحرب غير المقيدة، ومع إنشاء وقود يستند على النفط، حيث تمكنت أساطيل الرادار والراديو من العمل بشكل أكثر كفاءة وفعالية، حيث كانت قادرة على التحرك بشكل أسرع وتم تحديد موقع الأعداء وتمكنوا من التواصل بسهولة.
وفي الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى كان هناك سباق تسلح بحري في أوروبا، مع هذا السباق الذي قدم العديد من الابتكارات للقوات البحرية في جميع أنحاء أوروبا، ففي سنة 1906 كشف البريطانيون النقاب عن سفينة حربية ثورية جديدة مدعومة بالتوربينات البخارية، كما حققت هذه السفينة الحربية تطورات في مجال الأسلحة لم تكن تمتلكها أي دولة بحرية أخرى في ذلك الوقت، ومع هذا تغير سباق التسلح إلى أي دولة يمكنها بناء معظم تلك السفن الحربية الحديثة الصنع.
الاستراتيجية البحرية العصرية:
تتطور الاستراتيجية البحرية باستمرار مع توفر التقنيات المحسنة، وخلال الحرب الباردة على سبيل المثال تحولت البحرية السوفييتية من استراتيجية المواجهة المباشرة ضد الناتو للسيطرة على محيطات المياه الزرقاء، إلى دفاع مركز عن معاقل بحر بارنتس وبحر أوخوتسك.
ولقد قامت هذه الاستراتيجية الجديدة برسم مساراً للخدمات البحرية الأمريكية للعمل بشكل جماعي مع بعضها البعض ومع الشركاء الدوليين؛ لمنع حدوث هذه الأزمات أو الاستجابة بسرعة في حالة حدوثها، ولتجنب الآثار السلبية على الولايات المتحدة، ففي بعض الأوقات يتم استعمال القوة العسكرية كإجراء وقائي لتجنب الحرب وليس التسبب فيها.