ما هو مصطلح نظرية الدومينو؟

اقرأ في هذا المقال


مصطلح نظرية الدومينو: هي نظرية جيوسياسية بارزة في الولايات المتحدة، حيث تم الافتراض أنه إذا تم تعريض دولة واحدة في مكان ما للشيوعية فإن الدول المجاورة سوف تتبعها في تأثير الدومينو، حيث تم استعمال مصطلح الدومينو من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال الحرب الباردة لتبرير الحاجة إلى التدخل الأمريكي في جميع أنحاء العالم.

لمحة عن مصطلح نظرية الدومينو:

لقد أدى إيمان السياسي دوايت أيزنهاور بمصطلح الدومينو في آسيا إلى زيادة “التكاليف المتصورة للولايات المتحدة لمتابعة التعددية”؛ بسبب الظروف متنوعة الأوجه منها انتصار الحزب الشيوعي الصيني سنة 1949 والغزو الكوري الشمالي سنة 1950 و 1954، وشكّل الصراع في الهند الصينية تحدياً واسع النطاق ليس فقط لدولة واحدة أو دولتين ولكن لقارة آسيا بأكملها والمحيط الهادئ، حيث يتماشى مع تعليق الجنرال دوغلاس ماك آرثر أن “النصر هو مغناطيس قوي في الشرق”.

تاريخ مصطلح نظرية الدومينو:

في أعقاب أزمة إيران سنة 1946 أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق هاري ترومان ما أصبح يعرف بعقيدة ترومان في سنة 1947، واعداً بالمساهمة بالمساعدات المالية للحكومة اليونانية خلال الحرب الأهلية وتركيا بعد الحرب العالمية الثانية، على أمل هذا من شأنه أن يعيق تقدم الشيوعية في أوروبا الغربية.

وفي وقت لاحق تم توضيح سياسة الاحتواء بحجة أن انتشار الشيوعية إلى دول خارج “المنطقة العازلة” ضمن الاتحاد السوفييتي حتى لو جرى ذلك من خلال انتخابات ديمقراطية، حيث كان أمراً غير مقبول ويشكل تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة، وتم مشاركة آخرين في إدارة ترومان في إنشاء خطة مارشال التي بدأت في سنة 1947، لتقديم المساعدة لدول أوروبا الغربية (جنباً إلى جنب مع اليونان وتركيا) بشكل كبير على أمل منعهم من الوقوع تحت السيطرة السوفييتية.

الحجج لصالح نظرية الدومينو:

إن الدليل الرئيسي لنظرية الدومينو هو توزع الحكم الشيوعي في 3 دول في جنوب شرق آسيا في سنة 1975 بعد السيطرة الشيوعية على فيتنام: جنوب فيتنام (من قبل الجبهة الوطنية فيت كونغ)، لاوس (من قبل قوات باثيت لاو) وكمبوديا (من قبل الخمير الحمر)، حيث يمكن القول كذلك أنه قبل أن ينتهوا من السيطرة على فيتنام قبل الخمسينات من القرن الماضي لم تنجح الحملات الشيوعية في جنوب شرق آسيا.

ولقد لاحظ حالة طوارئ الملايو وتمرد الحزب في الفلبين، والمشاركة المتزايدة مع الشيوعيين من قبل الرئيس سوكارنو الإندونيسي من أواخر الخمسينات حتى الإطاحة به في سنة 1967، حيث كل هذه كانت محاولات شيوعية فاشلة من أجل لسيطرة على دول جنوب شرق آسيا، التي توقفت عندما كان الشيوعيون وكانت القوات لا تزال مركزة في فيتنام.

فإن تدخل الولايات المتحدة في الهند الصينية عن طريق منح دول الآسيان الوقت من أجل توطيد النمو الاقتصادي والانخراط فيه منع تأثير الدومينو على نطاق أوسع، ففي لقاء مع الرئيس جيرالد فورد وهنري كيسنجر في سنة 1975 فقد كان هناك ميل في الكونجرس الأمريكي إلى عدم الرغبة في تصدير الوظائف وعلى الجميع الحصول على الوظائف إذا أرادوا إيقاف الشيوعية.

فإن افتراضات تأثير الدومينو كانت قليلة في سنة 1965 عندما تم تخريب الحزب الشيوعي من خلال فرق الموت في الإبادة الجماعية الإندونيسية، ومع ذلك يظن الأنصار أن الطاقات التي بذلت أثناء فترة الاحتواء (أي نظرية دومينو) أدت في النهاية إلى زوال الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة.

ولاحظ العديد من الأنصار تاريخ الحكومات الشيوعية التي قدمت المساندة للثوار الشيوعيين في الدول المجاورة، حيث قامت الصين بدعم اتحاد استقلال فيتنام بالقوات والإمدادات وقام الاتحاد السوفييتي بتزويدهم بالدبابات والأسلحة الثقيلة، حيث حقيقة أن قوات باثيت لاو والخمير الحمر كانا في الأصل جزءاً من اتحاد استقلال فيتنام ناهيك عن دعم هانوي لكليهما بالتزامن مع فيت كونغ، كما زود الاتحاد السوفييتي الرئيس سوكارنو بالإمدادات العسكرية والمستشارين بشكل كبير من وقت الديمقراطية الموجهة في إندونيسيا، خاصة أثناء وبعد الحرب الأهلية في سومطرة سنة 1958.

فإن الحركات الشيوعية والاشتراكية أصبحت شائعة في الدول الفقيرة؛ لأنها قامت بإدخال تحسينات اقتصادية على تلك الدول التي أخذوا السلطة، ولهذا السبب قامت الولايات المتحدة ببذل الكثير من الجهد لقمع ما يسمى بـ “الحركات الشعبية” في تشيلي وفيتنام ونيكاراغوا ولاوس وغرينادا والسلفادور وغواتيمالا وما إلى ذلك.


شارك المقالة: