ما هي المفوضية السامية للأمم المتحدة؟

اقرأ في هذا المقال


لقد تم تكوين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سنة 1950، لمعالجة أزمة اللاجئين التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية. حددت اتفاقية اللاجئين لسنة 1951، النطاق والإطار القانوني لعمل الوكالة، الذي ركز في البداية على الأوروبيين الذين اقتلعتهم الحرب.
منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، أدى النزوح الناجم عن صراعات أخرى من الانتفاضة المجرية، إلى إنهاء الاستعمار في إفريقيا وآسيا، إلى توسيع نطاق عمليات المفوضية. بما يتناسب مع بروتوكول سنة 1967 الملحق باتفاقية اللاجئين، الذي وسع النطاق الجغرافي والزمني لمساعدة اللاجئين، عملت المفوضية في جميع أنحاء العالم، مع الجزء الأكبر من أنشطتها في البلدان النامية. بحلول الذكرى الخامسة والستين لتأسيسها في سنة 2015، ساعدت الوكالة أكثر من 50 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم.

مفهوم المفوضية السامية للأمم المتحدة:

مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين UNHCR، هي وكالة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بمساعدة وحماية اللاجئين، والمجتمعات التي نزحت قسراً والأفراد عديمي الجنسية والمساعدة في العودة الطوعية إلى الوطن أو الاندماج المحلي، أو إعادة التوطين في بلد ثالث. يقع مقرها الرئيسي في جنيف سويسرا، مع أكثر من 17300 موظف يعملون في 135 دولة.
اعتباراً من يونيو سنة 2020، يوجد لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكثر من 20 مليون لاجئ تحت ولايتها. نتيجة لذلك نمت ميزانيتها السنوية من 300 ألف دولار أمريكي، في سنة 1951 إلى 8.6 مليار دولار أمريكي في سنة 2019، مما يجعلها واحدة من أكبر وكالات الأمم المتحدة من حيث الإنفاق.
تأتي الغالبية العظمى من ميزانية المفوضية، من المساهمات الطوعية ومعظمها من الدول الأعضاء، أكبر المانحين هم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا. يشمل عمل الوكالة توفير الحماية والمأوى، والرعاية الصحية والإغاثة في حالات الطوارئ، والمساعدة في إعادة التوطين والعودة إلى الوطن، والدعوة إلى السياسات الوطنية والمتعددة الأطراف لصالح اللاجئين.
تقديراً لعملها حصلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على جائزتي نوبل للسلام في سنة 1954 و 1981، أيضاً جوائز أمير أستورياس للتعاون الدولي في سنة 1991. وهي عضو في مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية، وهي مجموعة من المنظمات المكرسة لتنمية مستدامة.

تاريخ المفوضية السامية للأمم المتحدة:

بعد زوال عصبة الأمم وتشكيل الأمم المتحدة، كان المجتمع الدولي على دراية تامة بأزمة اللاجئين، التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية. في سنة 1947، تم تأسيس المنظمة الدولية للاجئين (IRO) من قبل الأمم المتحدة. كانت IRO أول وكالة دولية تتعامل بشكل شامل مع جميع جوانب حياة اللاجئين. سبق ذلك إدارة الأمم المتحدة للإغاثة وإعادة التأهيل، التي تأسست سنة 1944 لمعالجة ملايين الأشخاص الذين نزحوا في جميع أنحاء أوروبا نتيجة الحرب العالمية الثانية.
في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي لم تكن منظمة IRO محبذة، لكن الأمم المتحدة وافقت على ضرورة وجود هيئة للإشراف على قضايا اللاجئين العالمية. على الرغم من العديد من المناقشات الساخنة في الجمعية العامة، تم تأسيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كهيئة فرعية للجمعية العامة بموجب القرار 319 (IV)، للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1949. مع ذلك كان القصد من المنظمة فقط هو تعمل لمدة 3 سنوات، اعتباراً من يناير 1951؛ بسبب خلاف العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حول الآثار المترتبة على هيئة دائمة.
لقد تم تحديد ولاية المفوضية في الأصل في نظامها الأساسي، المرفق بالقرار 428 (V) للجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 1950. فقد تم توسيع هذا التفويض لاحقاً من خلال العديد، من قرارات الجمعية العامة ومجلسها الاقتصادي والاجتماعي ECOSOC وفقاً للمفوضية، حيث تتمثل مهمتها في توفير الحماية الدولية للاجئين، على أساس غير سياسي وإنساني والبحث عن حلول دائمة لهم.

وظيفة المفوضية السامية للأمم المتحدة:

تأسست مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في 14 ديسمبر 1950، وخلفت إدارة الأمم المتحدة السابقة للإغاثة وإعادة التأهيل. الوكالة مفوضة لقيادة وتنسيق العمل الدولي لحماية اللاجئين، بخلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين تساعدهم الأونروا، وحل مشاكل اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
الغرض الأساسي منه هو حماية حقوق ورفاه اللاجئين، حيث تسعى جاهدة لضمان أن يتمكن كل شخص من ممارسة حقه، في طلب اللجوء والعثور على ملجأ آمن في دولة أخرى، مع خيار العودة إلى الوطن طواعية أو الاندماج محلياً أو إعادة التوطين في بلد ثالث.
لقد تم توسيع ولاية المفوضية تدريجياً لتشمل حماية وتقديم المساعدة الإنسانية لمن تصنفهم على أنهم أشخاص معنيين آخرين، بما في ذلك الأشخاص المشردون داخلياً، الذين يتناسبون مع التعريف القانوني للاجئ، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لسنة 1951 بشأن وضع اللاجئين، وبروتوكول سنة 1967، اتفاقية منظمة الوحدة الأفريقية لسنة 1969، أو بعض المعاهدات الأخرى إذا غادروا بلدهم، لكنهم ما زالوا في بلدهم الأصلي.
تقوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حالياً بمهام رئيسية في كل من: لبنان وجنوب السودان وتشاد و دارفور وجمهورية الكونغو الديمقراطية العراق وأفغانستان، كذلك كينيا لمساعدة النازحين داخلياً واللاجئين، في المخيمات وفي المناطق الحضرية وتقديم الخدمات لهم.
تحتفظ المفوضية بقاعدة بيانات لمعلومات اللاجئين ProGres، التي تم إنشاؤها خلال حرب كوسوفو في التسعينيات. تحتوي قاعدة البيانات اليوم على بيانات، عن أكثر من 11 مليون لاجئ أو حوالي 11٪ من جميع النازحين، على مستوى العالم.
تحتوي قاعدة البيانات على بيانات بيومترية، بما في ذلك بصمات الأصابع ومسح قزحية العين، وتستخدم لتحديد توزيع المساعدات للمستلمين. كانت نتائج استخدام التحقق البيومتري ناجحة، عند تقديمه إلى مخيمات اللاجئين الكينيين في كاكوما وداداب في سنة 2013، تمكن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من القضاء على 1.4 مليون دولار من الهدر والاحتيال، لذلك من أجل تحقيق ولايتها تشارك المفوضية في أنشطة، في كل من البلدان المعنية والبلدان التي لديها مانحين، حيث يشمل ذلك استضافة موائد مستديرة للخبراء؛ لمناقشة القضايا التي تهم مجتمع اللاجئين الدولي.
لقد تم تقديم العديد من البرامج الجديدة مؤخراً؛ لدعم وزيادة الوعي بالقضايا التي يواجهها اللاجئون في جميع أنحاء العالم. هذان البرنامجان الجديدان هما نتاج المعايير، والتي حددتها أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية. تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في مناطق مختلفة من العالم لنشر الوعي حول أزمة اللاجئين واحتياجات هؤلاء اللاجئين.
منذ سنة 2009، أقرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بوجود أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين في منطقة البحر الكاريبي، حيث ظلت أزمة اللاجئين غير مبلغ عنها إلى حد كبير. تنبع المشكلة من اللاجئين الذين وبدلاً من التقدم بطلب إلى الأمم المتحدة يبحثون بشكل غير لائق عن اللجوء في الولايات المتحدة، ويفشلون في النهاية في الوصول إلى وجهتهم والبقاء في منطقة البحر الكاريبي.



شارك المقالة: