النظرية المثالية السياسية: تعد نظرية تؤكد على أهمية القيم والمعايير وارتباط المصالح لتكون موجهة نحو صياغة السياسة الخارجية عوضاً من المصلحة الوطنية والسلطة، حيث إنه يفحص ما يجب أن تكون عليه الحياة الدولية وليس ما هي عليه وتقوم على معرفة كيف يجب أن يتصرف السياسيون في العلاقات الدولية، وليس على أساس كيف يتصرفون بالفعل.
لمحة عن النظرية المثالية السياسية:
لقد جاءت كرد فعل على الحرب العالمية الأولى وآثارها الرهيبة التي تهدد البشرية جمعاء وإن استمرار الحروب ينذر بإبادة البشرية في المستقبل القريب، حيث السبب في ذلك يعود إلى المعاهدات السرية وسياسات القوة والتوازنات والتحالفات التي قامت بممارستها القوى الأوروبية العظمى، حتى جعلت من السياسة الدولية ساحة للتعبير عن مصالح الدول الأنانية وميلها إلى الإفراط في استخدام القوة العسكرية في حل نزاعاتها، أو في تنفيذ سياساتها الخارجية عوضاً من اللجوء إلى التعاون والتفاهم والنقاش.
تعد مثالية ويلسون مقدمة للنظرية الليبرالية وهي مجموعة معينة من الآراء التي برزت بين ما يسمى بناة المؤسسات بعد الحرب العالمية الثانية، حيث المنظمات التي كانت نتيجة مباشرة لانتهاء الحرب شملت صندوق النقد الدولي والأمم المتحدة وغيرها.
لقد كان للولايات المتحدة دور كبير في تشكيل هذه المؤسسات والمحافظة عليها وتضمنت المذاهب ذات الصلة مفهوم الخصوصية الأمريكية والشعور بالسلام الأمريكي، على الرغم من أن السياسة الخارجية الأمريكية تختلف بشكل كبير بناء على المسؤولين الذين يحكمون البلاد.
يمكن اعتبار هذه النظرة الدولية بالمعنى الفلسفي الأوسع امتداداً للمثالية الأخلاقية التي دعا إليها العديد من المفكرين أثناء عصر التنوير وبعده، حيث تضمنت تلك الحقبة بالذات العديد من الأفراد البارزين الذين روجوا لإحساس عام بالخير والحكومة على أساس الشخصية الأخلاقية، بينما انتقدوا النضال الدولي باعتباره ضد مبادئ العقل.
لذلك تقوم النظرية المثالية بالتركيز على إن السلوك الشرير للأشخاص أو البلاد لا يعد بأي طريقة نتيجة السلوك الشرير للأفراد، لكنه في الواقع نتيجة للمؤسسات السيئة والمنظمات الهيكلية التي تدفع الأشخاص إلى ارتكاب حماقات وسياسات غير عقلانية، غالباً ما تؤدي إلى اندلاع الحروب والنزاعات الدولية التي تهدد الأمن والسلم الدولي.
