ما هي الواقعية الجديدة؟

اقرأ في هذا المقال


الواقعية الجديدة: المعروفة بالواقعية البنيوية بأنها مقاربة للعلاقات الدولية وهي من تطورات النظرية الواقعية التي برزت في القرن ال 20 وجاءت في إطار نقد مقدمة الواقعية الكلاسيكية؛ نظراً لتركيزها على تصرفات الدولة وصناع القرار، حيث قامت الواقعية الجديدة باعتبار أن فهم تصرف صناع القرار عاجز لفهم التفاعلات الدولية.

لمحة عن الواقعية الجديدة:

يرجع التقدم النظري في العلاقات الدولية المتعلق بالواقعية إلى المدة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث التفكير في مسببات الحرب والدعوة لإقامة مؤسسات دولية قد تساند في عدم تكرار حرب كبرى، لذلك جاء النموذج الواقعي على النقيض من النموذج المثالي الذي كان سائداً في أوائل القرن ال 20.

لقد ارتكزت الواقعية الجديدة في تفسيرها وتحليلها للسياسة الدولية على 4 عوامل رئيسية:

  • الدولة: الذي يعد الفاعل الرئيسي في السياسة الدولية وهو صاحب سيادة ومستقل عن الآخر، حيث يسعى لضمان بقائه.
  • فوضى النظام الدولي: هذه الفوضى هي التي تحدد سلوك الجهات الفاعلة في غياب سلطة مركزية، حيث تتميز الدول بقدراتها وليس بوظائفها.
  • سلطة الدولة: وهو ضمان البقاء وبالقوة يمكن للدول أن تدافع عن نفسها، حيث من هذه القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية.
  • توازن القوة: حالة الفوضى في النظام الدولي تدفع باتجاه توازن القوى ورغم أن احتياجات الدول واحدة فإن الوسائل تختلف من دولة إلى أخرى، حيث هناك طريقتان يمكن أن تحققهما توازن القوى في المجتمع الدولي.

لم تتغير الواقعية الجديدة عن السابق في اعتبار العوامل المنبثقة عن البيئة الخارجية محدداً أساسياً للسلوك الخارجي للدول، بناءً على فوضى النظام الدولي ومن وجهة النظر هذه كل مصلحة الوحدات السياسية هي كيفية الحفاظ على وجودهم.

لذلك تميل الدول إلى فهم الهيكل الدولي وليس الداخلي حيث أن الطبيعة الفوضوية للنظام الدولي تحدد سلوك الدول في حين أن العوامل الداخلية ليست عاملاً مهماً في السياسة الخارجية، حيث تخسر النظرية طبيعتها عندما تكون الخصائص الوطنية المحلية للدول التدخل كوسيلة تفسيرية للسلوك الخارجي.

يعتقد منتقدو النظرية أن هذا النهج لم يعد صالحاً لتوضيح العلاقات الدولية وترجع مصطلحات الفوضى وتوازن القوى والسلطة إلى عصر انتهى، حيث العلاقات الدولية تتقدم وأنماط جديدة ظهرت ومفاهيم بما في ذلك الديمقراطية والعولمة والتبعية والمؤسسية، بالتالي فقدت الواقعية قدرتها على تفسير العلاقات خاصة بعد الحرب الباردة.


شارك المقالة: