ما هي نقد الملكية؟

اقرأ في هذا المقال


يجب أن يحيلنا انتقاد الملكية بالضرورة إلى نقد النظام الملكي كشكل من أشكال الحكم المطلق، حيث يمكن أن يحيلنا أيضاً إلى كوننا نوعاً من الحكومات المقيدة، التي ترثها العائلات المالكة في بعض دول العالم. مع ذلك لا يزال انتقاد الممتلكات محدوداً، فالكلام النقدي خارج هذه الحدود يعتبر خطاباً جنائياً، في كل الدول التي حافظت على الملكية المطلقة لأنه ينتهك حرمة جلالة الملك.

لمحة عن نقد الملكية:

لقد تعرضت الأنظمة الملكية المطلقة ومبادئ تكريس الحق الإلهي، للملوك لانتقادات شديدة في القرن الثامن عشر في عصر التنوير. لقد أدت هذه الانتقادات إلى إعلان إلغاء النظام الملكي، في فرنسا في 21 سبتمبر 1792 أثناء الثورة الفرنسية.
في 4 يوليو 1776، أدى ذلك إلى استقلال الولايات المتحدة، عن الملكية البريطانية بعد الثورة الأمريكية. هكذا تمكنت بعض الدول من إلغاء الملكيات واستبدالها بالأنظمة الجمهورية، بينما غيرت دول أخرى أنظمتها الملكية المطلقة بأنظمة دستورية مقيدة. هناك أنواع مختلفة من الملكيات، التي لا تزال موجودة حتى الآن في القرن الحادي والعشرين. يمكن أن نذكر في عدد من البلدان: الأنظمة الملكية المطلقة في: المملكة العربية السعودية، بروناي، عمان، سوازيلاند، الفاتيكان وقطر.
الملكيات الدستورية في: السويد، الدنمارك، لوكسمبورغ، هولندا والمغرب. الأنظمة الملكية ذات النظام البرلماني هي: بريطانيا، إسبانيا، بلجيكا والنرويج. سنرى أن كل هذه الدول باستثناء الفاتيكان، أعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وقد وقعت حسب الأصول وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

تعارض الملكية مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:

الأنظمة الملكية عامة ولا تحترم عدداً، من أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948؛ لأن مبادئها الاستبدادية المطلقة تتعارض مع ما ورد في البند الأول من هذا الإعلان، الذي ينص صراحة على أن “كل الناس يولدون أحراراً و متساوون في الكرامة والحقوق”.
في حين أن قواعد تولي العرش في الملكيات، تسمح بحقوق وامتيازات لأفراد العائلات الحاكمة وأمرائها، باستثناء أعضاء الرعية الآخرين من أجل الحفاظ على العرش واستمراره في سلالاتهم. كما أن هذه الأنظمة الملكية، تتعارض مع نفس الغرض مع المادة السابعة من نفس الإعلان، التي تنص على أن “جميع الناس متساوون أمام القانون”.
من أجل تمييز مدى تعارض هذه الأنواع من الملكيات، مع المواثيق الدولية المختلفة المكرسة لحقوق الإنسان، في الحرية والمساواة بين الأفراد في جميع المجالات، بما في ذلك السياسية والاجتماعية والثقافية، علينا التركيز على المبادئ التي تستند إليها هذه الأنظمة الخاصة على أساس: الملكية المطلقة لا تفرق بين السلطات المختلفة، التي تفسد المجتمع من المستحيل ضمان المساواة بين الأفراد أمام القانون.

تعارض الملكية مع العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية:

يتعارض العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ICCPR وهذا العهد مع الملوك، على سبيل المثال: مبدأ وجود ولي للعهد من العائلات الملكية الوراثية، يمنع أياً من رعاياه الذين يمتلكون الملكيات من الوصول إلى العرش، وبالتالي فهو يمنعه من التمتع بحقه المعلن في الفصلين والخامس والعشرين، من العهد الدولي الخاص بالحساب المدني، من أين جاء فيهم.
الفصل الأول: لجميع الشعوب حقّ تقرير مصيرها بنفسها، وهي بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي، وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي و الثقافي. لقد ورد في “الفصل 25: لكل فرد الحق في الاشتراك في إدرة الشؤون العامة لبلاده، إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً.
أيضاً لكل شخص نفس الحق الّذي لغيره، في تقلد الوظائف العامة في البلاد، كما إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة. لذلك يعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية، تجرى على أساس الاقتراع السري، وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.

تعارض الملكية مع ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي:

ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي: يبدو أن القواعد الملكية والمطلقة والوراثية، تتعارض مع ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي، من حيث أن بعض هذه المواقف لا تزال ثابتة على قواعد خلافة العرش لطفل من النسب والحرمان منه، كما هو الحال في اليابان وفي كل الملكات ما يكرس الإسلام كدين للدولة، مثل: السعودية والأردن والمغرب.
أما البنود التي تتعارض مبادئ المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي، منصوص عليها في الفصل الأول الخاص لها أحكامها على النحو التالي: يمنع التمييز بين الأفراد في المجتمع على أساس الجنس، أو ظهور أعراض معينة وكذلك بسبب اللغة أو الدين، أو بسبب التوجهات السياسية والآراء الأخرى، التي تهدف إلى اللجوء إلى النساء.في المادة 23: شرط المساواة بين الذكور والإناث: المساواة بين الرجل والمرأة مكفولة في جميع المعالجات.

الشرعية الحالية للعائلات المالكة:

كما هي فإن الطريقة التي ارتقى بها تناسب ملوك الوراثة بالولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الانتخاب في سرية عامة، في هذه الأيام لا يمكن أن يتحقق صعود العرش، في هذه الأرض الملكية والحاكمة دون خلافة التاج، جيلاً بعد جيل من خلال خلافة العهد. لكن عدداً من القضايا في العالم معرضة الآن لحالات الطوارئ، حيث هناك بعض الأمثلة على ذلك:

العائلة المالكة في بلجيكا:

قدم “النادي الجمهوري البلجيكي”، التماساً إلى البرلمان الأوروبي في مارس / آذار سنة 2008، للطعن في حق العائلة المالكة في البلاد بالحكم فيه. قد يتم التعامل مع هذه المشكلة بالتفصيل، وهذه التعليمات من المالك وحتى في بلجيكا، مع عدد من الاتفاقيات الدولية المنظمة للديمقراطية، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحقوق الطفل.

العائلة المالكة في إسبانيا:

في شبه الجزيرة الأيبيرية خضعت أيضاً، بصفتها راعية الملك تشارلز الأول، العرش المتكرر في هذا البلد إلى البلاد. وهذه الإيرادات لما لها من مردود مالي وتبديد للمال، مقابل القيمة التي تمتلكها ويمكن أن تنفق عليها دولتها. هذا بالإضافة إلى الفضائح الأخلاقية وقضايا الرشوة والفساد، وهي أولى قضايا هذه العائلة المالكة. بما في ذلك قضية “نيوس” حيث تتمثل باختلاس 6.5 مليون يورو، طالت ابنة الملك الأولى وزوجها الأمير. كما تعرضت الابنة الثانية للملك كريستينا دي بوربون، لحادث اتهمه القاضي بالما دي مايورك بالاستيلاء بشكل غير قانوني، على أموال الحق العام يميل إلى السمعة والإحباط.

العائلة المالكة في المغرب:

التحدي لشرعية المالكة وقضايا الإسراف والفساد المنسوبة إليها في أوروبا، وردت من عدة عائلات للحكم خاصة في أعقاب الأحداث، التي اندلعت في بلدان الربيع العربي في مقدمتها الكرامة للجميع، إعادة كرامة الشعب المغربي، المساواة بين الجنسين.
لقد جاء في الباب المتعلق بنفقات الملك وأسرته من ميزانية الدولة، هذا القسم المخصص للقصر في حسابه الإجمالي، يتجاوز أربعة أرصدة وأرقام حساسة من نفس ميزانية 2014: هم الصحة والتعليم الوطني والشباب والرياضة والثقافة.


شارك المقالة: