معاهدة بروت

اقرأ في هذا المقال


تُعدّ معركة بروت التي انكشفت عن مصادقة معاهدة بروت، سلسلة من المناوشات المحددة التي حدثت بين الدولة العثمانية. وكانت يرئاسة الصدر بلطجي باشا وجيوش الدولة الروسية برئاسة قيصر روسيا بطرس، التي وقعت عام 1710 حتى عام 1711.

معاهدة بروت:

عُرِفَتْ الدولة العثمانية بأنها مملكة تخشى الدول جانبها، كانت سيرتها تثير الخوف داخل أوروبا بأكملها؛ لذلك لم تجرأ أيّ دولة أوروبية على تحديها بمفردها، فقد عملت البلاد المسيحيّة على تشكيل أحلاف بينها، حيث كان طابعها التقديس ليتم مواجهة العثمانيين الذين توجهوا بالفتوحات إلى أراضي لم يدخلها الإسلام من قبل.
ولقد عمّت مقولات عن الدولة العثمانية بأن جيشها لا يُقهر. وكانت جيوشها وأساطيلها من أقوى الجيوش في العالم لذلك من المستحيل أن يتم هزيمته. وبالإضافة إلى ما تمتعوا به من رغبة بالجهاد وحماس دينيّ، ابتكار في الأسلحة وحسن التدريب، أيضاً في الخطط الحربيّة والقتالية، حيث عرف التاريخ منهم أعظم القادة والسلاطين، مثل محمد الفاتح وسليمان القانوني، حيث كانت لهم بصمات بارزة في التاريخ.
وإن الدول العظيمة والكبرى في وقت قليل مرت بمرحلة مُبهرة تنجز فيها أعمال عظيمة، ثم تمرّ بمرحلة قامت بالوقوف حتى تدافع عن إنجازاتها، ثم تبدأ في مرحلة الضعف والاختفاء، من بعدها التلاشي من الحقيقة والدخول في سجلات التاريخ، حيث يُعتبر عصر السلطان أحمد الثالث من عصور التوقف في تاريخ الدولة العثمانية.

الحرب الروسية التركية:

لقد قام الإمبراطور بطرس باتباع سياسة خارجيّة، ترتكز على جعل الأقوياء من حوله بإضعافهم، فقد بدأ بدولة بولونيا والسويد وانتهى بالدولة العثمانية. وبعد فشل العثمانيين في الحصار لمدينة فيينا وهزيمتهم عام 1683، اتخذت دول أوروبا ضدهم سياسات هجومية، حيث قاموا بمواجهتها بضعف نتج عنه العديد من الهزائم، خلال ذلك قام بطرس الأكبر على انتزاع ميناء آزوف الموجود في شمال شرق البحر الأسود.
وقامت روسيا بتحويل البحر الأسود إلى بحيرة وإن ذلك بالنسبة لها كان بداية لجهودها، خلال فترة من الزمان حيث قام بتشكيل تهديد للدولة العثمانية، التي قامت بإبرام صلح فارلوجة عام 1699، الذي تنازلت بسببه عن أوكرانيا لبولندا، أيضاً عن المجر وترنسلفانيا لدولة النمسا، اليونان للبندقية. ولقد وُصِفَ هذا الصلح بأنه عبارة عن أول تفكيك لحبال الإمبراطورية العثمانية؛ لأنه قام بتسجيل اعتراف قانوني بالتنازل عن بعض أملاكها في دول أوروبا.


شارك المقالة: