إن الدولة العثمانيّة ثُبتت سيطرتها اليوم على دولة تركيا، حيث كان هناك تنافس قوي ولدود بين الدولتين. فقد بدأ النزاع بشكل تدريجي مع الدولة الفارسيّة الناشئة، التي كانت برئاسة إسماعيل الأول الذي كان من السلالة الصفوية.
معاهدة كردان:
لقد تمّ توقيع المعاهدة في منطقة كردان بالقُرب من قزوين، التي كانت بين حسن علي حاجي من المذهب الصفوي ومصطفى نظيف من الطرف العثمانيّ.
ولقد كانت الدولة العثمانية تمثّل الإسلام السنيّ، أمّا بالنسبة للدولة الصفوية كانت تُمثّل المذهب الشيعي، حيث اتبعت الدولة اللاحقة على أثرهم. ولحق ذلك لعدة سنوات مجموعة من النزاعات العسكرية، حيث تنافست الدولتان بشكل عسكري من أجل السيطرة على شرق القوقاز والأناضول والعراق.
خلفية معاهدة كردان:
إن بسبب التنازع على الحكم و انتشار التوتر والفوضى، خلال الفترة الأخيرة من الحكم الصفوي في دولة إيران، كان العثمانيون لهم القدرة على ضمّ معظم القوقاز وإيران. وفي الوقت ذاته كان الأفغان يمتلكون القدرة على ضمّ جزء من منطقة خراسان.
وقام الشاه بتعيين نادر كقائد أعلى للجيوش، بحيث تكون كامل الجيوش تحت قيادته، حيث أصبحت إيران من بعد الانتصارات التي قامت بتحقيقها، قادرة على استرجاع البعض من خسائرها. ولقد كانت مسألة الاستيلاء على العرش سهلة لنادر شاه. وفي سنة 1736 أسس نادر شاه السلالة الأفشارية التي استمرَّت حتى سنة 1796. فقد كان يخطط من أجل تأسيس امبراطورية فارسية، كما كانت في العصور القديمة، حيث تمتد من نهر السند إلى مضيق البوسفور.
واقترح نادر الشاه التوفيق بين المذهب السني في دولة إيران والشيعي، بعد أن قام بالسيطرة على الأراضي التي كانت لإيران ومحاولة ضمّ مجموعة من أراضي الأناضول والعراق. وقام بالتخطيط لإجبار العثمانيين، أيضاً يدفع السنة لقبول التشيع والمذهب الجعفري، خصوصاً كمذهب خامس في الإسلام.
شروط معاهدة كردان:
- لقد كان خط الحدود بين الدولتين نفس الخط، الذي رسم مُنذ ما يُقارب عام 1639، قريبة من خط الحدود الحديثة لتركيا وإيران.
- موافقة العثمانيون بالاعتراف أن السلالة الأفشارية هم قادة لإيران.
- موافقة العثمانيون بالسماح للحجاج الإيرانين، بتأدية مناسك الحج إلى مكة المكرمة تحت يدّ العثمانيين.
- السماح لكلّ من الدولتين بتبادل القنصليات.
- اتفاق الطرفان على تحرير الأسرى.
- التخلّي على إعلان التشيع كمذهب خامس في الإسلام.