اقرأ في هذا المقال
يتم التّصديق في كل عامٍ على عدد من الاتفاقات الدوليّة، فهو الأمر الذي يعطي المنظّمات الدوليّة سيطرة مباشرة على الأنظمةِ القطريّة والإقليميّة، بل حتَّى على مستوى الأفراد وعلى رأسها الأمم المتّحدة. ولا يوجد شك أن تنامي قوّة المنظّمات الدوليّة سيؤثر تأثيراً بليغاً على المجتمعات، بل أيضاً على كلّ فرد في المعمورة.
ما هي معاهدة لوكارنو:
معاهدة لوكارنو: هي مُعاهدة سياسيّة من سبعة اتفاقيات، لقد تمّ التفاوض عليها في مدينة لوكارنو التي تقع في سويسرا، لقد بدأت مراحل التّفاوض مُنذ 5 إلى 16 أكتوبر من عام 1925، وقّعت رسمياً في مدينة لندن بتاريخ 1 ديسمبر، التي سعت من خلالها القوى الأوروبيّة المنتصرة في الحربِ العالميّة الأولى، إلى تأمين وتسوية الوضع الإقليمي، بعد الحرب كذلك أيضاً تثبيت وتأكيد معاهدة فرساي، بالإضافةِ إلى إعادة تطبيع العلاقات رسميّاً مع ألمانيا التي خسرت الحرب في ذلك الوقت. وأدت لتحوّلها إلى جمهوريّة فايمار. كما أن المعاهدة لقد نصّت على أن ألمانيا لن تدخل في حروبٍ مرة أخرى.
تقسيم معاهدة لوكارنو الحدود في أوروبا:
لقد قسّمت المُعاهدة الحدود في أوروبا إلى قسمين :
الغربيّة: التي تضمنها مُعاهدة لوكارنو.
الحدود الشرقيّة: لقد كانت لألمانيا مع بولندا، التي كانت مفتوحة للمراجعةِ مستقبلاً.
مضمون معاهدة لوكارنو:
إن النسخة الأرشيفيّة من المعاهدة هي المُبرمة بين حكومات دول، ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا العظمىوإيطاليا، في مدينة لوكارنو سويسرا في 16 أكتوبر من عام 1925. تحتوي الصفحة الأخيرة على الأختامِ والتوقيعات الدبلوماسيّة لممثليّ القوى الخمسة الموقّعة، الذي كان من بينهم وزير خارجيّة ألمانيا غوستاف شتريسيمان، أيضاً وزير خارجية فرنسا أريستيد بريان ورئيس ووزير بريطانيا العظمى ستانلي بالدوين.
ولقد كان النص مكتوب باللغة الفرنسيّة. وتضمنت المعاهدة المعروفة أيضاً بميثاق لوكارنو، حدود ألمانيا الغربية حيث تعهدت الدّول المتجاورة، هي فرنسا وألمانيا وبلجيكا، بمعاملتِها كمنطقة محرّم انتهاكها. حيث التزمت بريطانيا وإيطاليا كموقعين على الاتفاقيّة، بالمساعدةِ في صدّ أي عدوانٍ مسلح عبر الحدود. وأصبحت راينلاند منطقة منزوعة السّلاح نزعاً دائماً، حيث انسحبت منها قوات الاحتلال وهي جزء من غرب ألمانيا، احتلته قوات التّحالف المنتصرة بعد الحرب العالميّة الأولى. وكان دخول الاتفاقية حيّز التّنفيذ مرهوناً بالتحاق ألمانيا بعُصبة الأمم المتّحدة وحصولها على مقعدٍ في المجلس، فهو الأمر الذي وقع في عام 1926.
نتائج معاهدة لوكارنو:
لقد كانت لوكارنو بمثابة نهايةِ فترة الحرب، أيضاً بداية لعهد جديد مبشِّر بالسّلام والتّعاون في دولة أوروبا، لكنه أودت به الأزمة الاقتصاديّة والسياسيّة بثلاثينات القرن العشرين. وفي عام 1936 لقد نَبذ أدولف هتلر ميثاق لوكارنو، حيث أرسل القوات الألمانيّة مرّة أخرى إلى راينلاند.
وتوجد الوثيقة في أرشيفات عصبة الأمم المتّحدة، التي فيما بعد نُقلت إلى الأمم المتّحدة في عام 1946. ووضعت في مكتب الأمم المتّحدة في جنيف. ولقد أدرجت الأرشيفات في سجل ذاكرة العالم التّابع لليونسكو عام 2010.