ما هو أساس النظم الجيولوجية؟
وجد سميث أن كل وحدة صخرية تحتوي على حفريات تميزها عن الوحدات الأخرى، وتوصل في دراسته إلى أن كل مجموعة من الحفريات تدل على فترة زمنية معينة من التاريخ الجيولوجي للأرض، واستفاد كثيراً من ظاهرة الانقراض العضوي ووجود الفجوات في السجل الأحفوري.
وعلى هذا الأساس يتضح لنا أن هناك فقرات زمنية كان يعيش خلالها أنواع معينة من الكائنات، وكذلك تكونت رواسب مميزة خلال هذه الفترة ويطلق على الأقسام الكبرى اسم النظم الجيولوجية geologic systems، ولم تكن النظم الجيولوجية التي تستعمل اليوم نتيجة اقتراح أو جهد فرد واحد ولم تكن أيضاً نتيجة عمل مجموعة من العلماء، ولكن هي محصلة عمل متصل لمدة طويلة للجيولوجيين.
فهناك مجهودات كثيرة حول تقسيم السجل الزمني للصخور الرسوبية، حيث إن هناك تقسيمات عديدة سابقة تم إهمالها نظراً لعدم تكاملها، والتقسيم الذي نستعمله اليوم هو نتيجة محاولات عديدة لجيولوجيين كثيرين خلال قرون عديدة مضت، ثم ثبتت هذه المحاولات في التقسيم الحالي منذ القرن العشرين ولكن ما زال هناك الباب مفتوح لعمل المزيد من الجهود في التقسيم.
فمعظم النظم الجيولوجية عُرفت لأول مرة في أوروبا، ويعرف القطاع في الصخور المكشوفة الذي أخذ أساساً في التقسيم باسم قطاع النوع، كما تعرف المساحة التي توجد فيها باسم مساحة النوع.
مشكلات الحدود بين النظم المختلفة:
الحدود بين النظم الجيولوجية لها اعتبارات كثيرة أولها الحدود الطبيعية، ولكن الاعتماد عليها غير كافي لأن صخور النظام الواحد قد تختلف من مكان إلى آخر حسب ظروف الترسيب والعوامل البيئية المختلفة التي تؤثر عليه.
والطريقة الثانية في تحديد بداية النظام الجيولوجي ونهايته هي الفجوات التي قد توجد أعلاه وأسفله في المساحة النوعية، ولكن فترات عدم الترسيب هذه ليست عامة في جميع أنحاء العالم بل نجد أن الترسيب قد استمر في أماكن أخرى خلال الفترة الزمنية لهذا النظام نفسه، وحفريات هذه الفترة تقع بين النظامين وتمثل تدرجاً في تطور الكائنات ومراحل ظهورها.
والرواسب التي تقع ين النظم وحفرياتها تمثل فترات انتقالية، ويجد كثير من الجيولوجيين صعوبة كبيرة في تحديد النظام الذي تتبعه والسبب في ذلك يرجع إلى عدم اتفاق كثير من العلماء على الأسس التي تتم بها هذا التحديد، ولكنهم جميعاً متفقين على أن النظم هي الأقسام الرئيسية للتسجيل الاستراتغرافي للأرض.
فالبعض يعتقد أن هذه النظم أقساماً زمنية فقط بينما البعض الآخر يعتبرها فترات حدثت خلالها تغييرات عضوية هامة على سطح الأرض، أو تمثل مراحل هامة رئيسية في تطور الكائنات.