أشهر أنواع التراكيب الأرضية الارتطامية والأدلة على وجودها

اقرأ في هذا المقال


ما هي أشهر أنواع التراكيب الأرضية الارتطامية؟

إن أغلب التراكيب الارتطامية الموجودة على سطح الأرض يمكن العثور عليها في مستويات أو نطاقات تعرية منخفضة، وفي الزمن الجيولوجي القديم قام العالم دنس (Dence) في عام 1972 ميلادي بتحديد اثنا عشر مكاناً يحتوي على تراكيب ارتطامية، البعض منها يكون متراكب والبعض الآخر يكون متعدد الحفر والفوهات.
ولقد أثبت هذا العالم أن كل هذه التراكيب الارتطامية حديثة، وأنها لم تتعرض بشدة لعمليات التعرية، كما أنها صغيرة الأقطار؛ إذ يبلغ قطر أكبرها 1200 متر، وهو موجود في أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية.
يضاف إلى ذلك أنه استطاع من خلال دراسة هذه التراكيب الصغيرة (المؤكد أنها ارتطامية النشأة) أن يقف على بعض الشواهد والظواهر المميزة للتراكيب الارتطامية، والتي قد تم استنباطها من التركيب الارتطامي الكبير الموجود بأريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية.
يطلق على هذا التركيب الارتطامي اسم الفوهة النيزكية، ويطلق عليه أيضاً اسم فوهة بارينجر، وهو عبارة عن منخفض دائري إلى شبه مستطيل ذو قطر 1200 متر وذو عمق يساوي 180 متر في هضبة كلورادو في غرب الولايات المتحدة، والتي تبعد نحو 150 كيلو متر جنوب شرق جراند كانيون، ويعتبر التركيب منخفضاً مغلقاً وجدرانه الداخلية شديدة الانحدار.
كما أن حافة هذا التركيب ترتفع حوالي 50 متر عن السهول المحيطة به، وهو موجود في داخل منطقة تنتشر فيها قطع النيازك الحديدية، وطولها يعادل نحو 500 كيلو متر وتمتد باتجاه شمال شرق وجنو غرب أريزونا، وخلال نصف قطر قدره 5 كيلو متر من هذا التركيب الارتطامي تم العثور على آلاف القطع النيزكية الحديدية، والتي تتراوح من عدة غرامات إلى عدة كيلو غرامات، بالإضافة إلى مواد نيزكية صغيرة جداً متناثرة في المكان.

أول دراسة أجريت على تركيب ارتطامي:

إن أول دراسة أجريت على تركيب ارتطامي كانت في عام 1866 ميلادي، وأجرتها إحدى الشركات المهتمة بالرعي، وخلصت إلى أن التركيب ناجم عن انبثاق بركاني، وأن القطع الحديدية الموجودة على الحافة مصدرها فوهة البركان، إلا أنه في عام 1896 ميلادي أشار العالم جيلبرت إلى احتمالية أن يكون التركيب ناجماً عن ارتطام قطعة مركزية بسطح الأرض.
مع أن هذا العالم قد نفى وجود أي قطع نيزكية مدفونة في مكان الارتطام، باعتبار أن الصخور التي تؤلف حافة التركيب تناظر من الناحية الكمية فوهة التركيب، وبعد ذلك التاريخ لم تتمكن عمليات المسح المغناطيسي من إثبات وجود قطع نيزكية مدفونة بالمكان.
وهذا ما حدا بالعالم جيلبرت،حيث إنه تراجع عن رأيه في مسألة نشأة التركيب من خلال ارتطام نيزكي، واعتقاده أن يكون التركيب ناتج عن انفجار بركاني، وتفسيره لوجود بعض الكتل النيزكية بالمكان على أساس أنها مجرد صدفة بحته.
وعلى أية حال ففي الكثير من التراكيب الارتطامية وعلى وجه الخصوص تلك التي تعرضت لعمليات تعرية عنيفة أو المشوهة بشدة، دائماً ما يكون هناك جدل كبير حول نشأتها، وفي فوهة بارينجر بأريزونا فإن الدليل المؤكد على أنها لا علاقة لها بالأرض من حيث النشأة، هو وجود الكتل النيزكية التي تملأ جنبات المكان، يضاف إلى ذلك عمليات الفحص الدقيقة التي تمت على الصخور المشوهة الموجودة في مكان الارتطام.
والصخور الموجودة بحافة الفوهة تبدو في مظهرها العام أنها مقلوبة رأساً على عقب، من جراء ارتطامها بشيء ما بقوة كبيرة، كما أن المنطقة المحيطة بالفوهة تشبه إلى كبير المناطق المحيطة بالتفجيرات النووية التي تتم تحت سطح الأرض، أما أرضية الفوهة في مغطاة بعدة مئات من الأمتار من صخور ال (breccia)، تحتوي على مواد زجاجية ومواد نيزكية حديدية منتثرة.

مكونات أشهر التراكيب الأرضية الارتطامية:

عندما قام الجيولوجيين بفحص أشهر التراكيب الأرضية الارتطامية مثل: المواد النيزكية الحديدية الموجودة في صخور البريشيا ال (breccia)، وقد ثبت أنها مشوهة للغاية وتحتوي على ألماس، وهي من الأحجار الكريمة التي لا تتكون إلا تحت ضغوط عالية جداً.
بالإضافة إلى ذلك فإنه في منطقة الزجاج الليبي القريبة من منطقة الجلف الكبير في الصحراء الغربية المصرية، أثبت الجيولوجيين بوجود بلورات من الألماس ناجمة عن ارتطام نيزك بالمكان منذ ثلاثين مليون سنة، وقد استند الجيولوجيين على مجموعة من الأدلة وهي:

  1. عدم وجود متداخلات نارية أو بركانية بالمنطقة باعتبار أن المنطقة جزء من بحر الرمال الأعظم، وقد غطت الرمال أغلبها.
  2. ظهور الفوهة النيزكية بمتوسط قطر قدره 45 كيلو متر في صور الأقمار الصناعية.
  3. التشوهات واضحة جداً في بلورات معدن الكوارتز.
  4. وجود صخور نارية دقيقة التحبب تختلف في تركيبها المعدني والكيميائي عن الصخور النارية المتعارف عليها.
  5. وجود صخور شديدة التشوه على سطح الأرض ووجود صخور غير مشوهة في الأعماق.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: