ماذا قال الجيولوجيين عن سطح قمر الأرض؟
هناك قمر طبيعي وحيد يرافق الأرض في دورانها السنوي حول الشمس، وهذا النظام الخاص بالقمر الكوكبي فريد من نوعه في المجموعة الشمسية؛ وذلك بسبب حجم القمر الكبير مقارنة بالكوكب الأم وهو الأرض، ويبلغ قطر القمر حوالي “3475” كيلو متر، وقد وجد أن كثافة القمر تساوي 3.5 ضعف كثافة الماء، وتقارن هذه الكثافة بكثافة الصخور في القشرة الأرضية إلّا أنها أقل من متوسط كثافة الأرض، ويقترح الجيولوجيين بأن هذا الاختلاف يمكن إرجاعه إلى صغر حجم لب القمر، وتبلغ الجاذبية على سطح القمر سدس ما هو معروف على سطح الأرض وهذا الفارق يمُكّن رواد الفضاء من حمل أجهزة ثقيلة بيسر وسهولة.
وعندما لا يكون حاملاً ذلك الوزن يستطيع الرائد الفضائي أن يقفز ستة مرات أعلى من قفزته على الأرض متخطياً ببساطة مبنى من دور واحد، وعندما وجه غاليلو منظاره ناحية القمر لأول مرة رأى نوعاً من التضاريس، فالمناطق الغامقة التي لاحظها معروفة الآن بأنها مناطق منخفضة مهددة، في حين أن المناطق البراقة كانت مرتفعة مرصعة بالفوهات المفتوحة، ولكون هذه المناطق الغامقة شبيهة بالبحار فلقد سميت أخيراً بالبحار، وهذه التسمية لا تعكس الحقيقة إذ أن القمر خال من المياه كلياً، ونعرف اليوم بأن القمر ليس له غلافاً جوياً وأنه يفتقر للمياه كذلك وعليه فإن وسائل التجوة والتعرية التي تغير باستمرار سطح الأرض مفقودة تماماً هناك.
إضافةً إلى ذلك فإن الحادثات الحركية مثل الزلازل والفوارات البركانية لا تحدث على القمر وحيث أنه لا يحمي القمر غلاف جوي فإن جزيئات صغيرة (نيازك صغيرة) تمطر سطحه باستمرار، فالصخور مثلاً لا يمكن أن تصبح دائرية نسبياً إذا استمرت متكشفة على سطح القمر لفترة كافية، وبالرغم من ذلك فإنه من المستبعد بأن يكون قد جرى أي تغيير على القمر خلال الثلاثة بلايين سنة الماضية باستثناء اضافة بعض الفوهات الكبيرة، وأكثر المظاهر وضوحاً على سطح القمر هي الفوهات ومن كثرتها فإنه أصبح كقاعدة لوجود فوهة داخل أخرى، كما أن أكبر هذه الفوهات يمكن ملاحظتها في أسفل حيث يبلغ قطرها حوالي 250 كيلو متر وهذه عادة ما تتداخل.
وأغلب هذه الفوهات قد نتجت عن تصادم أجسام سريعة الحركة (الشهب أو النيازك) وهذا التصادم أكثر شيوعاً في التاريخ المبكر للمجموعة الشمسية مما عليه الآن، وخلافا لذلك فإنه يوجد على الأرض فقط دستة من فوهات الارتطام هذه ويرجع هذا الاختلاف إلى الغلاف الجوي الأرضي.