التاريخ الطبيعي والحركات التكتونية للنظام البيرمي

اقرأ في هذا المقال


ما هو التاريخ الطبيعي للنظام البيرمي؟

بدأ النظام البيرمي بتقدم البحر على صخور نراسكا كانزاس غرب أكلاهوما (التي تقع غرب ووسط تكساس في نيو مكسيكيو)، ويبدو أن هذا البحر كان متصلاً بخليج المكسيك من اتجاه الشرق للمكسيك، وفي نفس الوقت غمرت مناطق شمال كلفورنيا وكثير من ولاية الاسكا، وتحتوي طبقات البيرمي السفلي على الفحم في شمال منطقة الأبلاشيان، وهذا يشير إلى استمرار ظروف نمو النباتات والغابات في هذه الفترة الزمنية.
وفي البيرمي الأوسط زاد البحر في تقدمه حتى اتصل بالمحيط الهادي في شمال كليفورنيا غرب كندا، وفي نفس الوقت يغطي كل أرض الاسكا ويسمى هذا باسم البيرم العظيم، بعد البيرمي الأوسط انحسر البحر عن بعض الأجزاء كما هو واضح من وجود الشعاب المرجانية.
فمنطقة تكساس وجنوب المكسيك مثلت حواجز لفصل هذه اللاجونات والأحواض عن البحر من ناحية الغرب وخلال هذا الحوض وفي وجود المناخ الجاف كانت تسود الظروف الملائمة لترسيب الطبقات الحمراء وطبقات سميكة من الجبس والملح.
وفي منطقة سان لورانس توجد صخور البيرمي القارية وكذلك في تكساس وكانزاس، ولكن لا يتم العثور على الملح أو الجبس في هذه الأماكن، ورواسب الثلوج في البيرمي توجد شرق ماسشيست massachusette وهناك شك في وجود رواسب ثلجية في بعض الأماكن في منطقة سان لورانس وفي الاسكا.
أما في البيرمي الأوسط نشطت براكين في شمال غرب كليفورنيا وغرب نيفادا وفي جنوب الاسكا، وفي البيرمي العلوي حدث تراجع للبحر عن أغلب الأماكن تاركاً أنحاء كثيرة من تكساس وشرق المكسيك مغمورة بالمياه، وفي البيرمي العلوي أيضاً نشطت براكين في شمال كاليفورنيا وجنوب الاسكا، وفي نهاية نظام البيرمي تراجع البحر كله عن القارة الأمريكية.

الحركات التكتونية في نهاية النظام البيرمي:

في نهاية النظام البيرمي تعرضت الطبقات الصخرية لحركات الطي والصدوع، وتعرف هذه الحركات باسم ثورة الأبلاشيان appalachian revolution وقد سميت بهذا الاسم؛ لأن هذه الحركات تسببت في ارتفاع طبقات الأبلاشيان وطيها وتصدعها.
وبلغت هذه الحركات أقصى قوتها في نهاية الزمن البيرمي، وفي خلال حقب الحياة القديمة تكونت رواسب الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وكان امتدادها من ناحية الشرق يقترب من شرق جبال الأبلاشيان.
وكما هو معروف إن جبال الأبلاشيان مرتكزة على صخور البريكامبري (فترة ما قبل الحياة)، ولما كانت كميات كثيرة من الرواسب قد تآكلت بفعل عوامل التعرية فإن هذا يدل على أن جبال الأبلاشيان كانت مرتفعة جداً عما هي عليه الآن، وغرب جبال الأبلاشيان غمر البحر المناطق القارية زمناً طويلاً في حقب الحياة القديمة وتكونت رواسب سميكة.
وأكبر الرسوبيات سمكاً وأخشنها نسيجاً تكونت في المناطق الشاطئية وفي نفس الوقت تكونت الرواسب الدقيقة والحجر الجيري في منطقة وادي المسيسبي، ويبلغ سمك هذه الرواسب حوالي 25 ألف قدم، ولما كانت هذه الرواسب تدل على أنها قد تكونت في مياه ضحلة وأن هذا يدل على أن قاع البحر كان يغوص تدريجياً وببطئ خلال هذه الفترة الزمنية مكوناً تقعراً إقليمياً، وقد يكون ثقل الرواسب وتراكمها سبباً في هذا الهبوط.
وفي نهاية البيرمي توقفت عمليات الهبوط وتعرضت الطبقات لقوى الضغط الجانبي مما سبب طيها وتصدعها، وهكذا ارتفعت سلسلة جبال الأبلاشيان، وهذه الحركات التكتونية حدثت ببطئ خلال فترة زمنية ليست طويلة إذا قورنت بالفترة الزمنية لحقب الحياة القديمة، وفي بداية حدوث الحركات الالتوائية كانت الطيات حادة وبارزة وضيقة ولكن بتأثير عمليات التعرية لفترة زمنية طويلة تآكلت القمم الحادة وأصبحت تجاعيد أبسط.
أما المناطق التي لم تتأثر كثيراً بعمليات الهدم كما في كاليفورنيا، فإنه يتضح فيها هذه التجاعيد الحادة العالية، وفي جنوب وسط الأبلاشيان يوجد فوالق كبيرة يبلغ فيها رمية الفالق أميال نحو الشمال الغربي وهي ناتجة من تأثير حركات أرضية في فترات متتابعة وليست نتيجة حركة واحدة وطول بعض هذه الفوالق يبلغ مئات الأميال.
ومن الجدير بالذكر أن أجزاء كبيرة من جبال الأبلاشيان قد تآكلت بفعل عمليات التعرية بعد حقب الحياة القديمة حتى ظهرت بالشكل الحالي، ومن التغيرات الهامة التي نتجت هي:

  1. تشوه سطح الأبلاشيان بشكل كامل.
  2. حدوث عمليات رفع لحوض المسيسبي مع بعض التحورات وتغيير تراكيب صخوره.
  3. ارتفاع وتعرية صخور البيرمي غرب جبال روكي في الولايات المتحدة الأمريكية، كما هو واضح من وجود عدم توافق بين طبقات البيرمي وطبقات نظام الترياسي في هذه المساحات.
  4. اجهادات الصخور تكون مصحوبة بتحول الصخور وكمية من التداخلات النارية وخاصة بصخور الديورايت.
  5. استمرار تأثير الحركات التكتونية الأرضية وخاصة الفوالق في جبال وصخور أوكيتا.

شارك المقالة: