التراكيب الجيولوجية وبنائية ميكانيكية حركة الألواح

اقرأ في هذا المقال


ما هي ميكانيكية حركة الألواح الأرضية؟

تمثل الألواح التكتونية قشرة صلبة متماسكة رقيقة للغاية، تتحرك حركة نسبية بالنسبة لبعضها البعض على سطح كرة ضخمة يبلغ قطرها تقريباً 6370 كيلو متر (أي على سطح الكرة الأرضية)، وطالما أن الحركة النسبية بين أي لوحين تتم على سح كرة، فهذا يعني أنها عبارة عن حركة دورانية زاويّة حول محور يقطع الكرة في نقطتين يطلق عليهما قطبا الدوران.

فإذا ما تمت الحركة من خلال انفتاح محيط محصور بين صدعين ناقلين للحرك، فإن هذين الصدعين سوف يبدوان كدائرتين صغيرتين حول محور الدوران، وسوف يكونان موازيان لاتجاه الحركة النسبية، وتوصف علمية التسارع في الحركة النسبية بـالسرعة الزاية وهي سرعة دوران حول محور.

وفي حالة وجود ثلاثة ألواح تكتونية فإنها تلتقي مع بعضها البعض في نقطة التقاء ثلاثية، ويمكن حساب السرعة النسبية لأي لوح من خلال معرفة السرعة النسبية للوحين الآخرين.

ما هي التراكيب الجيولوجية وبنائية الألواح؟

يمكن تناول هذا الموضوع من خلال الحديث عن التراكيب الجيولوجية المصاحبة لكل من الحدود الفاصلة البناءة والحدود الفاصلة المحافظة، بالإضافة إلى الحدود الفاصلة الهدامة فضلاً عن التراكيب الناجمة عن ارتطام القارات، وفيما يلي توضيح لكل حد من الحدود السابقة:

1.تراكيب الحدود الفاصلة البناءة: يعتبر نطاق عفّار في أثيوبيا واحداً من أهم التراكيب المميزة للحدود الفاصلة البناءة، وهذا يمثل نقطة التقاء ثلاثة أخاديد (أو نطاقات خسف) هي: البحر الأحمر وخليج عدن والأخدود الإفريقي العظيم.

ولقد أثبتت الدراسات الجيولوجية التي التي أجريت على هذا النطاق أنه خلال العصر الميزوزوي حدث ارتفاع قدره واحد كيلو متر لمنطقة عرضها يساوي 100 كيلو متر، وبعد ذلك انفصلت الأخاديد الثلاثة من خلال صدوع عادية شدية، كما أن المرحلة الأخيرة من عملية الانفصال يمكن الوقوف عليها في كل من البحر الأحمر وخليج عدن واللذين تكونت فيهما قشرة محيطية قليلة السمك، وفي خلال العشرين مليون سنة الماضية حدث انفتاح تدريجي بسيط لخليج عدن، والذي يمثل الامتداد الشمالي الغربي لعرف كارلسبرج في المحيط الهندي.

ومعنى هذا أن خليج عدن دائم الاتساع، وهو جزء من محيط أو هو محيط قادم، والبحر الأحمر كذلك سوف يصبح في قابل الأيام محيطاً كبيراً، ويطلق على الأخدود الثالث في أي نقطة التقاء ثلاثية اسم الذراع الفاشل، حيث أنه لم يتحول إلى محيط، ولكن مع هذا فهو يظهر جميع السمات التركيبية والترسيبية والبركانية المميزة للمحيطات حديثة التكوين.

ومن الجدير بالذكر أنه ثمة ظواهر تكونية أو تراكيب تصاحب الحدود الفاصلة البناءة منها: الصدوع الشدية سواء الموازية لخط الساحل أو المحددة للذراع الفاشل والانبثاقات البركانية المكثفة، والتي ربما تخرج في صورة جدد احتشادية شدية.

2. تراكيب الحدود الفاصلة المحافظة: يُعد صدع سان أندرياس الشهير بكالفورينيا من أهم الأمثلة على الصدوع القارية النقلة للحركة، وقد نشأ هذا الصدع منذ قرابة 30 مليون سنة، وقبل هذا التاريخ كانت الحافة الغربية للوح الأمريكي محددة بخندق محيطي يحدث عنده انضواء للوح فارالون باتجاه الشمال الشرقي تحت اللوح الأمريكي، ونتيجة لحركة اللوح الباسفيكي باتجاه الشمال الغربي والتقائه مع اللوح الأمريكي بدأ صدع سان أندرياس في التكون.

إزاء هذا حدث انقلاب في وجهة الحركة على حافة اللوح الأمريكي من حركة تقاربية إلى حركة مضربية على قطاعين منفصلين ناقلين للحركة على لوح فارالون، ثم استمرت عملية الانضواء باتجاه الشمال والجنوب، وبمرور الوقت حدثت اسطالة لسطح سان أندرياس بمعدل يفوق عملية الانضواء المشار إليها، ومن الظواهر المميزة لصدع سان أندرياس تقوسه الواضح ويعزى هذا التقوس إلى تأثير حافة اللوح الأمريكي على صدع ماري الناقل للحركة، ويبلغ عرض النطاق المحدد لاي صدع قاري ناقل للحركة نحو 100 كيلو متر، ويفصل هذا النطاق كتلتين صخريتين غير متشوهتين نسبياً.

والازاحة المضربية عبر هذا النطاق تُعبر في الواقع عن مجموع الإزاحات التي تحدث في عدد من الصدوع الصغيرة الموازية للصدع الرئيسي، أو بمعنى آخر تُعبر عن التراكيب الثانوية التضاغطية والشدية الناجمة عن إعادة توزيع الاجهادات الناشئة عن حركة الصدع الرئيسي.

3. تراكيب الحدود الفاصلة الهدامة: ثبت من الدراسات السيزمية أن خنادق المحيطات الحديثة تأخذ شكل الحرف الانجليزي V ويكون الجانب شديد الانحدار فيها باتجاه ميل نطاق الانضواء، وعلى الرغم من أن قيعان هذه الخنادق عادة ما تكون ممتلئة بما يقرب من 2 كيلو متر من الرواسب والتي تبدو غير مشوهة في القاع وشديدة التشوه من اعلى، حيث تظهر أنماط متعددة من الطيات والصدوع الدسرية (الصدوع الدفعية)، ويعزى التشوه الشديد في الرواسب السطحية الموجودة في الخنادق إلى عملية الانضواء في حد ذاتها.


شارك المقالة: