ما هي الجيولوجيا التركيبية؟
تعرف الجيولوجيا التركيبية بأنها فرع من فروع علم الأرض وتملك فروع متعددة، تقوم الجيولوجيا التركيبية بالاهتمام في دراسة التراكيب الأرضية الثانوية التي تنتج من تعرض صخور الغلاف الصخري إلى عملية التشوية، ويكون ذلك بسبب القوى التكتونية والقوى غير التكتونية، والفروع الرئيسية للجيولوجيا التركيبية هما: التحليل التركيبي والجيوتكتونيك.
التحليل التركيبي:
يهتم بدراسة التراكيب أرضية المنشأ بشكل هندسي، لذلك تم تقسيم التحليل التركيبي إلى تحليل هندسي يتضمن القياسات المباشرة التي تخص الصفات الفيزيئية للجسم الصخري، وبالتالي تعيين نوع التركيب وأبعاده الهندسية.
والقسم الآخر هو التحليل المنشأي، يحتوي على نوعين من التحليل وهما التحليل النيماتي والتحليل الديناميكي، فالتحليل النيماتي هو توضيح كيفية حصول عملية التشوية في الجسم الصخري أي أنه يقوم بالاهتمام في دراسة المطاوعة، أما التحليل الديناميكي يتم بهدف إعادة بناء القوة التي أدت إلى تشويه الجسم الصخري أي أنه يهتم بدراسة ومعرفة الإجهاد.
والفرع الآخر من فروع الجيولوجيا التركيبية هو الجيوتكتونيك الذي يهتم في معرفة ودراسة أصل وتطور الأقاليم والتراكيب بالإضافة إلى دراسة الظواهر الجيولوجية الكبيرة التي توجد ضمن الغلاف الصخري للأرض، ومعرفة طبيعة وأسباب ظهور القوة التي تسببت فيها، يوجد الكثير من النظريات التي عملت على تفسير وتوضيح التراكيب الجيولوجية التي توجد في القشرة الأرضية أو في الغلاف الصخري.
النظريات التي تفسر حدوث التراكيب الجيولوجية:
ومن أهم النظريات التي حاولت تفسير التراكيب الجيولوجية هي: (نظرية الانكماش ونظرية الجيوسنكلاين وهاتين النظريتين لم تعودا نافعتين في الوقت الحاضر وتم اعتبارهما جزءاً من تاريخ المعرفة العلمية الجيولوجية)، (أما نظرية زحزحة القارات، نظرية تيارات الحمل الحراري، نظرية انتشار قاع المحيط، فقد تم جمع هذه النظريات مع بعضها البعض وتم إضافة الكثير من المعارف الجديدة لها فنتجت النظرية التي تعتبر هي الأكثر قبولاً اليوم في الأوساط العلمية وتم تسميتها بنظرية الأطباق أو الصفائح التكتونية).
والجيوتكتونيك بنظريته الأساسية (نظرية الأطباق التكتونية) تم اعتباره البودقة أو الوعاء الذي تنتهي إليه كل المعارف الجيولوجية المختلفة، فلا يمكن اليوم أن نفهم الكثير من المعلومات الجيولوجية التي توجد لدينا بعيداً عن مفاهيم نظرية الأطباق، والسبب في ذلك أنها تمكنت من جمع هذه المعارف الجيولوجية التي كانت نتيجة لمجهود علمي طويل في وحدة معرفية متكاملة ومترابطة.
كما تتطلب نظرية الأطباق القدرة على ربط المعلومات الجيولوجية بشكل كبير، إذ يجب أن تكون المعلومات منفصلة ومعزولة عن بعضها البعض، وهذا يكون عائق عن الوصول إلى التفسيرات العلمية الصحيحة للظواهر الجيولوجية المختلفة.
فالتراكيب الجيولوجية هي عبارة عن أنماط هندسية من الصخور يمكن تعيين أبعادها وتحديد أشكالها وتوزيعها، وتم تقسيمها إلى نوعين رئيسيين، فالنوع الأول هي التراكيب الجيولوجية الأولية التي تتشكل خلال عملية الترسيب؛ أي أنها تتشكل نتيجة لأسباب غير تكتونية كثير، فعلى سبيل المثال (تراكيب التطبق، التطبق المتقاطع، الشقوق الطينية، علامات النيم) لكن هذه التراكيب الأولية لا تعني بدراستها الجيولوجيا التركيبية.
والنوع الآخر من الجيولوجيا التركيبية هي التراكيب الجيولوجية الثانوية، حيث أنها التراكيب الجيولوجية التي تتشكل بعد إنتهاء عملية الترسيب، أي أنها تتشكل نتيجة لأسباب تكتونية، فعلى سبيل المثال (الطيات، الكسور وتتضمن على الفواصل والشقوق والعروق بالإضافة إلى الفوالق، التراكيب الملحية، التراكيب النارية)، حيث أن هذه التراكيب الثانوية هي ما يقوم علم الجيولوجيا التركيبية بدراستها والاهتمام بها عن طريق الفرع المتمثل بالتحليل التركيبي.
إن الجيولوجيا التركيبية مع أفرعها (التحليل التركيب والجيوتكتونيك) تعتبر مهمة جداً في كل العلوم الجيولوجية، ومن الأمثلة التي توضح أهميتها لكافة العلوم الجيولوجية، هي الجيولوجيا الهندسية ففي حال العمل على إقامة المنشآت الهندسية يتم دراسة بنية الصخر الأساس وبأهمية كبيرة وبشكل خاص عند تشييد السدود والأنفاق، حيث يلزم معرفة الكسور واتجاهاتها وأخذها بالحسبان.
ومن الأمثلة أيضاً ما يُعرف بجيولوجيا النفط، حيث أن هناك الكثير من المصائد النفطية التي تقوم بتمثيل مظاهرها التركيبية (طيات أو فوالق)، والجيولوجيا الاقتصادية يتم العمل على تقويم الأهمية الاقتصادية لخام أو جسم صخري مثل الفحم أو الحجر الكلسي، وذلك عن طريق تعيين أبعاد الخام أو الجسم ووضعه البنيوي، والجيولوجيا المائية، حيث أن الخزانات المائية ترتبط بوجود التراكيب الجيولوجية مثل التكسرات والطيات.
يمكن القول أن كل العلوم الجيولوجية متداخلة ومترابطة مع بعضها البعض، وكل منها يحتاج إلى الآخر، فمثلاً الجيولوجيا التركيبية وخاصة في فرعها التحليل التركيبي فإنها تقوم بالاعتماد على عدد العلوم التي يعتبر جزء منها مساعداً والجزء الآخر يكون أساسياً مثل الجيوفيزياء والجيومورفولوجيا وأيضاً علم الصخور وميكانيكية الصخور.