الحاجة إلى أفكار تصنيفية جديدة في علم الطبقات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأفكار التصنيفية الجديدة في علم الطبقات الصخرية؟

الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من تقدم علمي وتقني هائل في مختلف العلوم التي تملك علاقة بعلوم الأرض لا سيما علم الطبقات الصخري، بالإضافة إلى التقارب الفكري البشري الذي أوجد مناخاً جديداً لتبادل الأفكار وتطور الوسائل والأساليب المعتمدة في غرب أوروبا والولايات المتحدة، ومن أهم المعطيات الجديدة ما يلي ذكرها:

استمرار البحث والتحري الطبقي:

إن البحث والتحري الطبقي استمر ليشمل حافات القارات وأعماق المحيطات، كما أنه توجد معلومات جديدة تكتشف كل يوم عن الفترات المفقودة من العمود الجيولوجي بتأثير التعرية أو التآكل أو عدم الترسب، وهي معلومات صخرية وأخرى حياتية قديمة.
إن اكتشاف فترات جديدة من الحركة الدايوستراتيفية وفترات عدم التوافق وعدم الترسب تضيف معلومات جديدة وتستوجب إعادة النظر في بعض الأفكار التطبيقية التي سادت الأربعينات أو الخمسينات من هذا القرن مثلاً.

تأثير المعلومات تحت السطحية:

إن كافة الاستكشافات النفطية عكست بالآف أو ملايين الآبار التي حفرت والتي تخفف باستمرار الأعمال السحيقة، كما أن الرسوبيات التي حفظت في هذه الأعماق قد قامت بالاحتفاظ في سجلات كاملة للأحداث الجيولوجية وتطور المجاميع الحياتية، إن السجلات تقوم بالتعريف عن الرسوبيات البارزة في المكاشف أو في وسط القارت القديمة.
إن هذه المعومات الجديدة المأخوذة من الأحواض الرسوبية في شتى أنحاء العالم أيضاً تستوجب إعادة النظر في بعض الأفكار بهدف وضع أسس أكثر انطباقاً على الواقع.

الضوابط التكتونية الحركية:

المعلومات الحديثة تدل على أن التاريخ التوضعي للرسوبيات وصفات ما تحويه هذه الرسوبيات من متحجرات وأحافير أو مستحاثات متأثر إلى حد كبير بالسلوك الحركي للقشرة الواقعة تحت هذه الصخور أو في أحواض ترسبها.
من المعروف أن سلوك أجزاء واسعة من القارات يختلف عن سلوك الرُّف القاري والأحواض الجيوسنكلانية المحيطة به ومختلف عن سلوك الأجزاء الحوضية، حيث أن هذا التباين في السلوك الحركي أوجد تبايناً في صفات العمود الطبقي المترسب في كل بيئة من هذه البيئات.
كما أن هذا التباين واضح في اختلاف نوع الرسوبيات وصفاتها العظمى والصغرى وصفات ما تحويه من متحجرات، حيث إن البيئة الحوضية العميقة هي أكثر ثبوتاً من الناحية الحركية والبيئة القعرية هي الأكثر ثبوتاً من حيث استمرار فاعلية عناصرها الأساسية وهذا يعكس التأثير على سجل الحياة وتطورها المستمر دون فترات انقطاع أو ضياع.


شارك المقالة: