المجاميع الصخرية المتداخلة

اقرأ في هذا المقال


ما هي المجاميع الصخرية المتداخلة؟

إن كلاً من ويلر ومالوري (wheeler and mallory 1965) أطلقا مصطلح الكتلة الصخرية على الكتل والطبقات الصخرية التي تحتوي على صفات صخرية فيزيائية معينة ومتجانسة في خصائصها، كما أنها تتداخل مع كتلة صخرية ثابتة لها صفات صخرية فيزيائية تختلف عنها؛ وذلك من أجل تفريقها عن الوحدة الصخرية النظامية (المجموعة، التكوين)، كما أن ويلر ومالوري قاموا بتعريف الطبقات الصخرية المتداخلة.
حيث أنه من الممكن تعريف الطبقات المتداخلة بأنها الكتل الصخرية التي تتكون بشكل أساسي من طبقات منتظمة الصفات الصخرية، والتي تتداخل مع كتل صخرية مجاورة لها وذات صفات صخرية ليثولوجية مختلفة، أما إذا احتوت الطبقات الصخرية على نوع واحد من المتحجرات فإنها تسمى باسم الكتلة الحياتية؛ أي المجاميع الحياتية المتداخلة، وهذا المصطلح تم اطلاقه من قبل ويلر سنة 1958.

أشكال المجاميع الصخرية المتداخلة:

إن شكل المجموعة الصخرية الواحدة يمكن تحديده من خلال علاقة شكل المجموعة الصخرية مع المجموعة الصخرية المجاورة لها؛ أي أنه لا يمكن تحديد شكل المجموعة الواحدة المجاورة، كما أن سمك معظم المجاميع الصخرية المتداخلة يكون صغيراً مقارنة بامتدادها الجيولوجي.
وتحتوي المجاميع الصخرية المتداخلة على تصانيف لأشكالها، وهذه التصانيف تعتمد بالأساس على الأشكال الهندسية الطولية للمقاطع العرضية، فالتصانيف على الأساس الهندسي هي: (الأشكال الصفائحية، الأشكال العدسية، الأشكال الوتدية، الأشكال الغطائية، الأشكال الشريطية، الأشكال الموشورية).
وعند تصنيف أشكال المجاميع الصخرية المتداخلة على أساس أصل تكوينها فإنها تبدأ بأشكال حواجز أو شعب صخرية أو أشكال حواجز أو شعب واطئة الارتفاع بالإضافة إلى شكال جزر (حواجز) وأشكال قناتية.
استعمل كرينين (krynine) سنة 1948 نسبة العرض إلى السمك في الكتل الصخرية؛ وذلك بهدف إيجاد أساس للتقسيم الهندسي، حيث قسمها إلى أشكال غطائية تكون النسبة بين العرض والسمك أكبر من 1000، الأشكال الصفائحية تكون النسبة فيها من 1/50 إلى 1/1000، الأشكال الموشورية وفيها النسبة تكون من 1/5 إلى 1/50، وأخيراً الأشكال الشريطية وتكون النسبة فيها أقل من 1/5.

العلاقات العمودية للمجاميع الصخرية المتداخلة:

إن دراسة العلاقات الشاقولية لمجاميع الكتل الصخرية المتداخلة تكون سهلة، حيث يمكن القيام بها بشكل مباشر وفي الحقل إذا كان هناك مكاشف صخرية واضحة، كما يمكن دراستها ببساطة حتى لو كانت تحت السطح ويمكن تقسيم هذه الأنواع من العلاقات إلى نوعين (علاقات طبقية متوافقة، علاقات طبقية غير متوافقة).
فبالنسبة للعلاقات الطبقية المتوافقة، فإن أسطح الاتصال بين الكتل الصخرية المتعاقبة تعتبر توافقية إذا لم يكن هناك أي دليل واضح لانقطاع الترسيب بين الوحدتين المتجاورتين، ومن الممكن تعريف أسطح مستويات التوافق الطبقي بأنها السطوح التي تمثل الحدود الفاصلة بين الطبقات في المقطع الشاقولي لمجاميع الكتل الصخرية المتداخلة، وفي هذه الحالات لا توجد دلالات أو علاقات تدل على انقطاع الترسيب بين الوحدات الطبقية المتجاورة.
إن التغير المفاجئ في كتل الصخور والذي لا يرافقه دليل على عدم التوافق هو نادر الوجود في الطبيعة، ويكون عادة في منطقة محدودة وعندما ندرس ذلك السطح جيولوجياً نلاحظ تبدله إلى سطح يمثل عدم توافق وبأدلة واضحة، البعض من هذه ملاحظتها بشكل واضح لكنها لا تمتد إلى مسافات كبيرة وقد تمتد بصورة أفقية وعندها تصبح ضمن العلاقات الطبقية غير المتوافقة.
هذه الأنواع من الحدود الطبقية تتواجد في المناطق التي يكون فيها الترسيب، ومن الممكن أن يحصل تغير في الترسيب إلا أنه يأخذ مدة طويلة من الزمن قد تمتد إلى آلاف السنين، ومن الأمثلة على ذلك حصول عملية الدلمتة (dolomitization) لبعض انواع الحجر الجيري النقي، إن هذه العملية تؤدي إلى تغييرات واضحة في اللون وحجم الحبيبات وتؤدي إلى تغير في صلابتها ومقاوتها لعوامل التعرية.
والنوع الأخر من أنواع العلاقات الطبقية هي العلاقات غير المتوافقة، حيث أن العلاقات المتواجدة بين الكتل الصخرية المتداخلة والمنفصلة عن بعضها البعض عمودياً بواسطة أسطح التعرية أو بواسطة عدم الترسيب يمكن تسميتها بعلاقة غير متوافقة والسطح الفاصل يدعى سطح عدم توافق.
وتم إجراء عدة تقسيمات لظاهرة أسطح عدم التوافق، حيث تم الاعتماد في التقسيمات على المقارنة بين الأنواع التي توجد على سطح الأرض وتلك التي توجد في البحار وكذلك المقارنة بين الطبقات المتوافقة والطبقات غير المتوافقة، وتم اعتماد هذه الطريقة من قبل ساندرز 1957 وحصل على نتائج لمصطلحات معقدة جداً.
وفي سنة 1926 اعتمد twenhofel على التطبيقات التكوينية في تقسيمه، أما هايم وكروسبي اعتمدا على العلاقات الهندسية أو الشكلية، لكن هذه التقسيمات لا تشمل تطبيقات واسعة والتطبيقات المتبعة حالياً هي التطبيقات التي تم وضعها من قبل جيولوجي الطبقات في أمريكا الشمالية.


شارك المقالة: