الينابيع المائية الأرضية الساخنة

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم دراسة الينابيع المائية الأرضية الساخنة؟

تعرف الينابيع المائية بأنها عبارة عن انسياب وتدفق أو اندفاع المياه الجوفية من باطن الأرض وعبر الصخور أو التربة فوق سطح الأرض، سواء كانت هذه الينابيع باردة أو ساخنة بشكل طبيعي من غير أن يكون للإنسان أي تأثير في تكوينها، وأسباب تسرب وانسياب أو اندفاع المياه الجوفية إلى سطح الأرض تعود إلى تأثير الضغظ العظيم الذي يقع عليها وهي في باطن الأرض.
كما أن الينابيع من الممكن أن تندفع أو تنساب على صورة انسيابات عادية أو من الممكن أن تندفع إلى الأعلى على شكل نافورات هائلة، هند ذلك يتم تسميتها باسم الينابيع الإرتوازية، والينابيع الدافئة يتم تسميتها باسم الحمات وهي عبارة عن ينابيع ساخنة وبخار تندفع في الفضاء إلى مسافات مرتفعة يرافقها صوت هائل يشبه صوت الرعد.
لقد حظيت الينابيع الطبيعية على اهتمام علماء العرب والمسلمين فقاموا بوضع الكثير من الفرضيات والنظريات عن أسباب اندفاع تلك المياه من باطن الأرض إلى السطح الخارجي، وحاول العلماء معرفة تأثير الضغوط الهائلة في باطن الأرض على اندفاع المياه الجوفية للخارج، فعلى سبيل المثال قام العالم المسعودي بالإشارة في كتابه (مروج الذهب) إلى أن انفجار الينابيع والآبار الارتوازية يكون بسبب طبيعة وقوع المياه الجوفية تحت ضغوط عالية.
فنتيجة لتلك الضغوط تكون بحاجه إلى متنفس لها في ظل تلك الضغوط وإذا وجدت مخرج سواء كان هذا المخرج صدع أو شق أو موقع لبئر محفور، فإنها تخرج بهدف تخفيف الضغط الكبير الواقع عليها عن طريق الاندفاع إلى الخارج والانبثاق بالشكل الذي نراه على شكل نافورات تنطلق إلى عنان السماء وإلى مسافات تتناسب مع قدر الضغوط التي تقع عليها.
كما أن العالم القزويني قد شرح عن الينابيع في كتابه (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) حيث أنه اعتبر قوى الضغط التي تتعرض لها المياه الجوفية في باطن الارض هي قوة الخروج إذا كانت لها القدرة على الاندفاع للخارج وترتبط بصلابة الأرض أو قابلية الأرض للإنهيار، وممكن أن تكون قوة الضغط ضعيفة مما تسمح للمياه بالاندفاع إلى الخارج من باطن الأرض إلى سطح الأرض بشكل ينابيع.
وحاول القزويني تفسير المياه الكبيرتية الساخنة التي تعرف باسم الحمات على أنها ظاهرة طبيعية، فأشار إلى وجود الحرارة الكامنة في باطن الأرض، ووجود مياه وسوائل حرارية غنية بعناصر ومركبات معدنية مختلفة.


شارك المقالة: