ما هي قصة اختراع جهاز العرض السينمائي؟
جهود المخترعين في ابتكار جهاز العرض السينمائي:
يمكن إرجاع أثر ابتكار الصور المتحركة وأجهزة العرض إلى العديد من الأشخاص والعلماء بالإضافة إلى دور المسارح والسيرك والعروض المسرحية في فكرة ظهور تلك الصور، عامل آخر ساعد في تطويرها هو فهم ظاهرة استمرار الرؤية. في حين أن هذه العملية تم اكتشافها منذ سنوات بعيدة، إلّا أنّها طُبقت في أوائل القرن التاسع عشر فقط، وتم تقديم الكثير من الأجهزة الجديدة القائمة على هذا المبدأ، من بين هذه الأجهزة جهاز عرض الفيلم السينمائي.
في الواقع كانت أكثر الأجهزة البصرية والميكانيكية ما عدا أجهزة الإضاءة والصوت، كانت متوفرة قديمًا. بدأ المخترع العظيم (Charles Jenkins) بتجربة تطبيق آلية الأفلام السينمائية سنة 1891م، وكرّس حياته للعمل على تطويرها في النهاية قام بابتكار وتطوير جهاز العرض السينمائي الخاص به، فانتوسكوب، قالت صحيفة ريتشموند تيليجرام خلال سنة 1894م، بأنّ جينكينز ذهب ليُظهر لوالديه وأصدقائه جهازه الذي كان يعمل على ابتكاره لمدة عامين، كان بداية عبارة عن صندوق صغير.
اجتمعوا في محل للمجوهرات وشاهدوا الفيلم الأول المعروض أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص، كان فلم معروض للفنان فودفيل والذي قام جينكينز بتصويرها بنفسه في منزله بواشنطن. في الواقع هذا لم يكن فقط العرض الأول من نوعه لفيلم يعمل من خلال ضوء كهربائي بل كان أيضًا أول صورة متحركة ملونة، اعُتبر ذاك الجهاز من الأجهزة الميكانيكية ومهمته بث الصور المتحركة من خلال الشاشات الضخمة والسينما.
أهم الأحداث في تاريخ جهاز العرض السينمائي:
في عام 1895م أظهر (Woodville Latham) وأبنائه جهاز عرض (Panopticon)، تم إنشاءه في الولايات المتحدة، قام أولاده وهما مؤسسا شركة قامت بإنتاج وعرض أفلامًا بتطوير جهاز يعرض صورًا بالحجم الطبيعي على الشاشة لجذب جماهير أكبر، كان (Latham) وهو ضابط سابق في الكونفدرالية بابتكار ما يُسمّى بحلقة لاثام، وهي حلقة تم وضعها في شريط الفيلم قبل دخوله بوابة الكاميرا مباشرةً حتى يتمكن جهاز العرض بعمل توقف مؤقتًا لعرض الصورة ثم تقديم الفيلم.
سمح هذا الابتكار لـ (Lathams) لقيامة بتصوير أفلام عديدة، وذلك من خلال شريط واحد، كان هذا الأمر تطورًا كبيرًا على أجهزة عرض الفلم، قام بتقديم طلب رسمي للحصول على براءة اختراع لـ (Projecting-Kinetoscope)، كان من أول أجهزة العرض السينمائية المُطورة هو (Zoopraxiscope)، الذي ابتكره المصور من بريطانيا (Eadweard Muybridge) سنة 1879م، حيث تم عرض صورًا في قرص زجاجي دوار في تتابع سريع لإعطاء الانطباع بالحركة السريعة.
استخدمت رسومات تخطيطية مطبوعة على الأقراص بشكل فوتوغرافي، ثم تلوينها يدويًا، لكن بعد مدة من الزمن قام المخترع الشهير من فرنسا لويس لو برنس جهاز عرض أفلام أكثر تطوراً أثناء عمله في سنة 1888م، تم الإعلان عن براءة اختراعه لجهاز يتكون من ستة عشر عدسة تتكون من كل من كاميرا وجهاز للعرض السينمائي، فيما بعد استعمل كاميرته بعدما قام بتطوير مبدأ عملها حتى يقوم بتصوير فلم يحتوي على صور متحركة.
لم تنتهي جهود العلماء بعد فقد قام الأخوان المعروفان لوميير بابتكار جهاز عرض سينمائي متقن للغاية، حيث أنه تم عرض فيلمهم الذي قاموا بالعمل عليه لفترة طويلة، باستعمال ذاك الجهاز تم عرض أفلام أخرى فيما بعد، تم عرض أفلامهم الشهيرة في باريس سنة 1895م، وقد تم تقديمها أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص على شاشة ضخمة، بعد ذلك تم الإعلان عن افتتاح مسرح تم تخصيصه لعرض الأفلام عليه، وذلك في لوس أنجلوس، خلال سنة 1902م.
بعد أقل من عام من عرض لاثام، استخدم توماس أرمات طريقة مشابهة لطريقة لاثام لوب لتطوير جهاز عرض حديث. حتى في هوليوود الحالية، يمكن العثور على نسخ من الأجهزة القديمة في كل كاميرا فيلم سينمائي وجهاز عرض، في عام 2002م، تم تجربة تلك الأجهزة المطورة في دور السينما.
بعد ازدياد التطور في التكنولوجيا وجهود العلماء المستمرة تم ابتكار أجهزة عصرية، وقامت المسارح ودور السينما في استعمال الأجهزة الحديثة المطورة بدلًا من أجهزة العرض القديمة، كان من المعتقد أنه بحلول عدة سنوات لاحقة لن يقوم الأشخاص باستعمال أجهزة العرض وأنه من ما زال يقوم بتشغيلها كان يقوم بتشغيل أفلام قديمة، الآن وبفضل التقدم التكنولوجي لا يتم استعمال أجهزة عرض الأفلام السينمائية القديمة.