حدود تقسيمات العصر الترياسي والحركات التكتونية فيه

اقرأ في هذا المقال


تقسيمات العصر الترياسي:

قام الجيولوجيين بتقسيم عصر الترياسي خلال حقب الحياة المتوسطة، كما تم تسمية صخور هذه الفترة بصخور بونتر وصخور ألماس اللكالك (صخور قديمة تحتوي على ألماس) وصخور كوبر أيضاً (bunter، muschelkalk، keuper)، ولا توجد هناك مشكلة صعبة لمعرفة الحد الفاصل بين صخور بونتر وصخور ألماس اللكالك، فعلى قمة رواسب الترياسي السفلى (بونتر) توجد طبقة من الطفل فوق الصخور الرملية من السهل التعرف عليها.
ثم يبدأ فوق هذه الرواسب ظهور صخور الحجر الجيري الغنية بالحفريات التي تمثل ألماس اللكالك، وعلى العكس من ذلك فإن الحد الفاصل بين الماس اللكالك وبين كوبر يكون أكثر صعوبة، فطبقة الطين الصفائحي الغني بفحم اللجنيت يعتبرها الألمان الحد السفلي لصخور كوبر.
أما الفرنسيون فيعتبرون طبقة الطين الصفاحي هي الحد الأعلى لألماس اللكالك والرواسب بعد ذلك في الحد الفاصل تختلف تماماً عن ألماس اللكالك (الحجر الجيري) الغني بالحفريات، ولهذا يمكن اعتبار الطبقة التي أشرنا إليها (طبقة الطين الصفائحي) بأنها كما قال الفرنسيون تابعة لصخور ألماس اللكالك وليست لكوبر.

تقسيمات الترياسي في حقب الحياة المتوسطة وأماكن تواجدها:


  • مجموعة بونترbunter: يتراوح سمك طبقات هذه المجموعة بين 1600 إلى 1800 قدم في المانيا، وتتكون هذه الرواسب غالباً من طبقات حمراء مثل الصخور الرملية والطين الصفائحي ومعها بعض الجبس والملح، وهذا يعتبر دليلاً على أنها تكونت في مناخ جاف يشبه الظروف التي تكونت فيها رواسب هذا النظام في غرب وسط الولايات المتحدة الأمريكية.
    ويمكن تقسيم الرواسب من أسفل إلى أعلى، حيث تبدأ بالصخور الرملية عند القاعدة تغطي صخور البيرمي ثم صخور رملية يوجد أسفلها طبقة من الكونجلوميرات، وهذه الرواسب تكونت تحت ظروف قارية ومناخ جاف يتخللها فترات ممطرة كونت رواسب الطمي، وآخر التقسيمات (الجزء العلوي من الرواسب) يتكون من صخور رملية وكونجلوميرات وبعض الدولوميت بالإضافة إلى رواسب رملية قارية الأصل.
    من المهم التنويه إلى أن طبقة الطين الصفائحي تشير إلى تقدم البحر على اليابسة في نهاية ذلك الوقت، يتبين من النظام السابق للرواسب أن مجموعة بونتر تكونت عامة في ظروف قارية وانتهت بتقدم البحر وتكوين رواسب بحرية.
  • مجموعة ماس لكالك muschelkalk: هي غالباً صخور جيرية تبلغ حوالي 1000 قدم في السمك تكونت في البحار، ومن الممكن تقسيم الطبقات فيها إلى الأقسام التالية:
    • طبقة حجر جيري سمكه حوالي 25 متر.
    • طبقة من المارل وانهايدرايت وجبس بالإضافة إلى الدولوميت وذلك يكون بسمك 25 متر.
    • طبقة تتكون من أنهايدرايت ومارل سمكها يتراوح بين 1 إلى 80 متر.
    • طبقة من الحجر الجيري التي تحتوي على حفريات المسرجيات والأمونايت سمكها يتراوح بين 80 إلى 100 متر.
    • طبقة من الدولوميت الغني بالمسرجيات وتتراوح من 5 إلى 7 أمتار.
  • مجموعة كوبر keuper: خلال تكوين رواسب كوبر سادت الظروف التي كانت تؤثر على الرواسب في مجموعة بونتر، وفي أواخر كوبر طغت مياه البحر على اليابسة في هذه المساحة.
    وتتكون رواسب كوبر من حوالي 100 متر من رواسب اللاجونات والرواسب القارية الأخرى، ويوجد تتابعاً كبيراً مكشفاً على السطح في منطقة لورين شمال فرنسا، وتتكون الرواسب غالباً من مارل وجبس ودولوميت بالإضافة إلى الحجر الرملي.
    ويظهر من دراسات التتابع في الثلاث مجموعات (بونتر وماس لكالك وكوبر أيضاً) أن الترياسي كان عبارة عن فترة دورة ترسيبية بدأت برواسب قارية ثم رواسب بحرية وانتهت برواسب قارية.

الحركات التكتونية وتوزيع صخور الترياسي:

لم تنشط الحركات الأرضية خلال هذا العصر ولم تترك آثاراً قوية سوى في طبقات اليابان بين رواسب الترياسي السفلى ورواسب الترياسي العليا، بينما كان النشاط البركاني ذو فعالية كبيرة فقد غطت البراكين مساحات كبيرة في الصين وشمال أفريقيا وجنوب وشمال أمريكا، وتبلغ مدة الترياسي كله حوالي 30 مليون سنة سادها الهدوء النسبي، وفي نهاية هذه المدة تقدم البحر وكان عبارة عن بداية لبحار الجوراسي ثم الطباشيري.
بالرغم من الهدوء النسبي الذي ساد عصر الترياسي إلا أن رواسبه بلا شك كان لها أثر فعال في حدوث الحركات الأرضية العظيمة في أوائل حقب الحياة الحديثة، وتظهر بوادر هذه القوى بوجود الطيات الإنفصالية، وهي عبارة عن طيات تنفصل فيها كتلة من الصخور (سمكها مئات الأقدام) عن الصخور التي تقع أسفلها وتنثني أو تتصدع أحياناً وهي مستقلة تماماً عن الكتلة السفلى.
كما أن مجموعات بونتر وماس للكالك وكوبر يمكن اعتبارهم رواسب تمثل الترياسي السفلى والمتوسط والعلوي على الترتيب، ففي انجلترا وكثير من شرق روسيا وغرب وجنوب أسبانيا توجد الرواسب بسمك معقول كما في ألمانيا، وفي وسط شرق أوروبا توجد طبقات من الحجر الجيري والطين الصفائحي تنتمي إلى هذا النظام.
وتمتد رواسب الترياسي البحرية شرقاً لتغطي مساحات واسعة في جنوب آسيا كما في جبال الهيمالايا، والرواسب القارية توجد أيضاً في أجزاء أخرى من آسيا مثل اليابان وشرق سيبيريا.


شارك المقالة: