نبذة عن الجلدكي:
هو علي بن محمد أيدمر المعروف باسم عز الدين الجلدكي، اختلفت الروايات والمصادر في تحديد نسبه واسمه واسم أبيه، يُقال أنّ سبب تسميّته بالجلدكي يعود إلى إحدى قرى مدينة خراسان، كان عالماً وكيميائيّاً وفيلسوفاً، اهتم في العديد من العلوم كالفلك والفلسفة والأدب وغيرها الكثير من المجالات.
حقق الجلدكي شهرةً كبيرة في ذلك الزمان، إلى جانب إسهاماته وإنجازاته التي حققت نجاحاً كبيراً، ساهم الجلدكي في نمو وتطوّر الدولة الإسلامية والعربية؛ وذلك من خلال أبحاثه ودراساته التي كانت مرجعاً رئيسيّاً للعديد من الطلبة والعلماء والمؤرخين.
يُعتبر الجلدكي واحداً من أهم وأعظم المؤلفين المُعاصرين، أخذ عن العديد من العلماء والمؤرخين الذين ظهرو قبله، هذا وقد نقل الجلدكي عن عدد من العلماء أمثال جابر بن حيانوأبو بكر الرازي وابن أرفع رأس إلى جانب أبي القاسم، حيث كانوا هؤلاء العلماء من أعظم الأساتذة الذين أخذ عنهم الجلدكي.
قدّم الجلدكي نهضةً علميةً واسعة ساهمت في رقي وتقدّم علم الكيمياء بشكلٍ خاص، حيث خدم تاريخ هذا العلم خاصةً عند الدولة الإسلامية، كما انّه عمل جاهداً على تدوين العديد من الكتب والمُصنفات التي زادت من مكانة وقيمة الجلدكي في ذلك الزمان.
أهم إنجازات الجلدكي في الكيمياء:
تميّز الجلدكي بذكاءه وفطنته وسرعة فهمه، كما أنّه كان غزير العلم كثير التعلّم، إلى جانب أنّه كان محبوباً في زمانه يلجأ إليه العديد من العلماء والطلبة والمؤلفين لإتمام أبحاثهم ودراستهم، كما أنّه حقق العديد من الإنجازات والإسهامات في مجال الكيمياء بشكلٍ خاص، ومن أشهر تلك الإنجازات:
- كان الجلدكي أول من ساهم في اكتشاف حمض النيتريك الذي تمكّن من خلال تجاربه وأعماله إلى الوصول إلى أنّ هذا الحمض قادر على فصل كل من معدن الذهب عن معدن الفضة.
- ساهم الجلدكي بشكلٍ كبير في اكتشاف عدداً من المواد الكيميائيّة التي أثبت أنّها تتفاعل مع بعضها البعض ولكن بنسب ثابتة ومُحددة.
- كان الجلدكي أول من قام بإضافة مواد كيميائيّة مُختلفة للصودا الكاوية التي تُستخدم لصناعة الصابون الذي يُستخدم في غسيل الملابس، هذا وقد يعود السبب وراء اضافة هذه المواد لحماية الملابس من الإحتراق.
- يُعدّ الجلدكي أول من نجح في اكتشاف أنّه عند احتراق مادة ما فإنّه سينتج ألوان جديدة وخاصة لكل مادة من هذه المواد.
- يُعتبر الجلدكي أول العلماء الذين بينوا خطر استنشاق الغازات الناتجة من التفاعلات الكيميائية، كما أنّه كان له الفضل في صناعة الكمامات التي يتم استخدامها حالياً في المُختبرات الكيميائية.
- اشتهر بأفكاره وآراءه التي كانت بمثابة موسوعة علمية للعديد من العلماء الذين جاءوا من بعده، ومن أشهر تلك الأفكار:” إن المواد الكيميائية لا تتفاعل مع بعضها البعض إلا بوجود أوزان مُعينة؛ الأمر الذي جعل من هذه النتيجة المفتاح الرئيسي في قانون النسب الثابتة الخاصة بالإتحاد الكيمائي”.
أشهر مؤلفات الجلدكي:
كان للجلدكي كغيره من العلماء عدداً من المؤلفات والكتب، التي ما زال جزءاً منها يُستخدم حتى هذه الأيام، إلى جانب أنّها كانت مرجعاً رئيسياً للعديد من العلماء والأدباء والطلبة، ومن أشهر تلك المؤلفات:
- كتاب البرهان في أسرار علم الميزان: يُعدّ هذا الكتاب من أهم الكتب التي تناولت مواضيعاً مُختلفة في الكيمياء، حيث احتوى هذا الكتاب على أربعة أجزاء رئيسية، تحدّث فيها عن أهم القواعد الطبيعية التي تتعلق بكيفية صناعة الكيمياء.
تميّز هذا الكتاب بترتيبه وتفصيله كما أنّه كان شاملاً اعتمد الجلدكي فيه على طريقة البحث العلمي في إيصال أفكاره ومعلوماته، هذا وقد احتوى كتاب البرهان على ما يقارب ثمانية مقالات تناولت مواضيع مُختلفة حول الحكم الإلهية والأسرار الخفية وغيرها العديد من المواضيع.
إلى جانب ذلك فقد يعود السبب في تميّز وازدهار هذا الكتاب هو أنّ الجلدكي تحدّث فيه عن كل ما يظهر في الطبيعة من إنسان وحيوان ونبات وجماد، كما أنّه تحدّث عن المعادنوالكواكب والفلزات، وغيرها العديد من المواضيع التي قد يحتاج الإنسان إلى تفسيرها. - كتاب نهاية الطلب: يُعتبر هذا الكتاب وحسب اعتقاد العديد من العلماء الغرب أنّه من أهم الكتب التي تم إنتاجها من قِبل الإنسان العربي؛ وذلك نظراً لدقة المعلومات والبيانات التي احتوى عليها، هذا وقد اعتمد الجلدكي لإتمام كتابه هذا بشكلٍ رئيسي على مؤلفات كل من الرازي وجابر بن حيان.
- كتاب المصباح في علم المفتاح: احتوى هذا الكتاب على مُعظم المعلومات والأبحاث العلمية التي توصّل إليها الجلدكي، كما أنّه كان خُلاصة لأشهر خمس كتب للجلدكي، وهذه الكتب هي: كتاب غاية السرور وكتاب البرهان في أسرار علم الميزان، وكتاب نهاية الطلب في شرح المُكتسب وزراعة الذهب، إضافةً إلى كل من كتاب التقريب في أسرار التركيب في الكيمياء وكتاب كنز الإختصاص في معرفة الخواص.