قصة اختراع الحوامة

اقرأ في هذا المقال


تاريخ اختراع الحوامة وجهود كريستوفر كوكريل في ابتكارها

في عام 1955م، اخترع المخترع والمهندس البريطاني كريستوفر سيدني كوكريل مركبة نقل مائي سريعة وهي الحوامة، وُلد كوكريل في 4 يونيو 1910 في كامبريدج بإنجلترا. كان والده، السير سيدني كارلايل كوكريل مديرًا لمتحف فيتزويليام ثم سكرتيرًا خاصًا للسير ويليام موريس عندما اتخذ ابنه قرارًا بدراسة الهندسة، قام بدعمه وقرر تمويل بعض من براءات اختراع كوكريل، حصل كوكريل على شهادة في الهندسة من كلية بيترهاوس بجامعة كامبريدج وعمل في شركة أبحاث الراديو حتى عام 1935م.

كما انضم إلى شركة (Marconi Wireless Telegraph)، حيث شارك في تطوير أنظمة الرادار لاستخدامها خلال الحرب العالمية الثانية. حصل على 36 براءة اختراع خلال فترة عمله مع ماركوني وكان له الفضل في الاختراعات، مثل جهاز تحديد الاتجاه الجوي الذي استخدمه الطيارون أثناء الحرب، في عام 1950م وأثناء إقامته في نورفولك، بدأ يفكر في مفهوم المركب الثقيل الذي يمكن تشغيله من خلال وسادة هوائية على طول سطح جسم مائي دون السحب الناتج عن الاحتكاك.

بدأ بتجربة صنع هذا المركب من خلال أنابيب ضخمة وعلب ألمنيوم فارغة ووجد أنه عند وضع علبة صغيرة داخل علبة أكبر وعند نفخ الهواء عبر العلبة الصغرى، فإنها تحوم فوق السطح السفلي، خلال سنة 1955م، كان لديه نموذج أولي عملي ومن ثم سعى للحصول على براءة اختراع لابتكاره، والتي أطلق عليها اسم الحوامة ومن ثم حصل على براءة اختراع عام 1956م في الحوامة، وهي تُسمّى (Hovercraft) عبارة عن سلسلة من المركبات ذات الوسائد الهوائية (ACVs).

خلال نفس العام، قدم نموذجًا أوليًا لمركبته، التي استخدمت الهواء المنبعث من قاع المركبة تحت الضغط وقدمها للسلطات البريطانية وأظهر أنه من الممكن استخدام مثل هذه المركبة، في تلك الفترة أيضًا اخترع الأمريكي تشارلز جي فليتشر مركبًا مشابهًا للحوامة المصممة من قبل كوكريل وأسماها (Glidemobile)، وذلك خلال الحرب العالمية الثانية. لكن وزارة الحرب الأمريكية، حرمت فليتشر من حق براءة الاختراع. وذلك لأن كوكريل هو أول من توصل إلى ابتكار الحوامة وكان أول من حصل على براءة اختراع لابتكار الحوامة.

أهم الاحداث في تاريخ ابتكار الحوامة

في عام 1958م، وبعد وقت قصير من تقديم كوكريل نموذجه الأولي في إنجلترا، دفعت الوكالة الوطنية للبحث والتطوير في البلاد مبالغ كبيرة ليتم إنشاء أنواع متنوعة من الحوامات، والتي سيتم إنشاؤها بواسطة شركة تُدعى (Saunders-Roe) وتم إطلاق الحوامة المعروفة باسم (R-N1) في 11 يونيو 1959م، بعد ذلك قامت شركة (NRDA Hovercraft Development، Ltd) بتطوير وتحسين مبدأ عمل الحوامات للاستخدام التجاري ووقعت اتفاق مع خمس شركات لبناءها.

بعد أن اشتهر كوكريل باختراعه للحوامة أصبح مدير ومستشار تقني حتى عام 1966م، لقد حصل كوكريل على أكثر من 50 براءة اختراع نتيجة تطويره للحوامات، وبعد ذلك يعمل بشكل مستقل في شركة (Hovercraft Development) الخاصة بتصنيع الحوامات، كما أنه حصل على لقب الفارس لخدماته في المجال الهندسي في عام 1969م، في الواقع كان الاستخدام الفعلي للحوامة في عام 1962م، وأصبح يُطلق عليها اسم (Vickers VA-3).

يمكن للحوامات التي تزن 265 طنًا وتعمل بأربعة محركات توربينية أن تحمل أكثر من 50 سيارة وأكثر من 400 راكب، في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، تم إطلاق أسماء مختلفة على الحوامات مثل (Hoverlloyd وSeaspeed وHoverspeed)، ومن ثم تم تصنيع حوامات رياضية صغيرة وحوامات متوسطة الحجم التي تعمل في الطرق الساحلية والنهرية، وحوامات هجومية برمائية قوية. واستمرت شعبية استعمال الحوامات وبعد وقت لاحق تم استخدام الحوامات للنقل البشري ولقوارب طاقم النفط.

ومع بداية عام 1962م، ظهرت العديد من شركات الطيران وبناء السفن في المملكة المتحدة بالعمل على تصميم الحوامات، بحلول أوائل السبعينيات، كان البريطانيون وحدهم هم من ينتجون ويستخدمون أكبر أنواع العبّارات، في الواقع كان لارتفاع سعر الوقود القائم على البترول حوالي (1973-1974) سببًا في انخفاض الأرباح الناتجة عن استخدام الحوامات.

فيما بعد تم إجراء العديد من التحسينات من قبل المخترعين والعلماء، لذلك تم اعتماد الحوامات كنظام نقل مائي فعّال، ممّا أدى إلى تطورات واسعة النطاق لاستعمالها في عمليات البحث والإنقاذ والعمليات التجارية. وكذلك ومن قبل خفر السواحل الوطنية والعسكريين ودوريات صيد الأسماك، اليوم ومع التقدم في التكنولوجيا يتم ابتكار أنواع جديدة للعوامات مُصممة بدقة وبكفاءة وتعمل بشكل أفضل من السابق.


شارك المقالة: