السيجارة الإلكترونية:
بسبب التقدم التكنولوجي ونظرًا لأنّ التدخين يزداد استخدامه يومًا بعد يوم بالرغم من آثاره السلبية التي تلحق بالأذى بحياة المدخن والمستنشق له، قام المخترعون بالعديد من الجهود لابتكار جهاز أقل ضرر من السجائر العادية، لذلك قاموا بابتكار السيجارة الإلكترونية التي تعمل ببطارية حيث يقوم الشخص باستنشاق مادة النيكوتين، على عكس السيجارة العادية السجارة الإلكترونية فهي مزودة ببطارية ليثيوم يمكن إعادة شحنها، توضع داخل (e-cig) التي تتكون من إلكترونيات ورذاذ.
ما هي قصة اختراع السيجارة الإلكترونية؟
تعود الإشارات الأولى الموثقة لابتكارها إلى ثلاثينيات القرن الماضي عندما حصل جوزيف روبنسون على براءة اختراعها في الولايات المتحدة الأمريكية ومع ذلك لا يوجد دليل على أنّ هذه التكنولوجيا قد تم استخدامها على الإطلاق أو أنّ نموذجًا أوليًا لها تم صنعه أو عرضه، يُعتبر أول عنصر مادي يشبه السيجارة الإلكترونية هو الذي تم إنشاؤه في عام 1965م في الولايات المتحدة، حيث حصل هربرت جيلبرت على براءة اختراع سيجارة إلكترونية.
في براءة اختراعه وصف جيلبرت كيفية عمل جهازه من خلال استبدال التبغ والورق بهواء ساخن ورطب، لا يحتوي جهاز جيلبرت على النيكوتين، لكن منتجه لم يكتسب شعبية أبدًا، كما فشلت محاولات تسويق اختراع جيلبرت، كما أنّه لم يحصل أبدًا على أية فوائد من براءات اختراعه، انتهت صلاحية براءات الاختراع قبل حوالي عشر سنوات من بدء الإنتاج الضخم للسجائر الإلكترونية ومع ذلك فإنّه يستحق الذكر باعتباره أقدم براءة اختراع للسيجارة الإلكترونية.
في عام 1979، بدأ (Phil Ray) في تطويرها، في الواقع لم تكن إلكترونية على الإطلاق كانت تعتمد على تبخير النيكوتين، كان الأكثر شهرة هو ما قام به الصيدلي العظيم (Hon Lik) الذي حصل على براءة اختراع لأول سيجارة إلكترونية تعتمد على النيكوتين، تم إنشاءها في عام 2003م، تم تصنيعها في بكين، الصين، كان هون ليك أول شخص يقوم بتصنيع وبيع مثل هذا المنتج.
أولاً تم تسويقها في السوق الصينية ثم على المستوى الدولي، كان (Lik) يبلغ من العمر 52 عامًا، دفعته وفاة والده الذي كان أيضًا مدخنًا والذي تُوفِّي بسبب سرطان الرئة إلى تطوير السيجارة الإلكترونية، في ذلك الوقت، عمل (Lik) في (Golden Dragon Holdings) حيث طوّر المنتج وأطلق عليه اسم (Ruyan)، كان مبدأ عمل الجهاز الخاص به استخدام النيكوتين بدون مئات المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان التبغ.
حقّق تصميم (e- cig) الخاص به نجاحًا هائلاً وسرعان ما بدأ في عرضه ووبيعه إلى بلدان أخرى، حيث تم تقديم أولها في المملكة المتحدة في 2005م ثم إلى السوق الأمريكية في عام 2007م، النيكوتين يسبب الإدمان ومع ذلك السجائر الإلكترونية تعتبر أقل ضررًا من السجائر التجارية العادية.
ولكن لسوء الحظ قد تحتوي على مكونات كيميائية ضارة أخرى، تضمنت المادة السامة التي تم العثور عليها في فحص (e-cigs) من قبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) أشياء مثل ثنائي إيثيلين جلايكول وهي مادة كيميائية سامة، هناك أيضًا تعليمات معينة حول كيفية تنظيم استخدام السجائر الإلكترونية والقيود العمرية وما إذا كان ينبغي أو لا ينبغي تضمينها في حظر التدخين.
حظرت بعض الدول بيع وتسويق ال( e-cigs) بالكامل، سنة 2008م أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّه لا يجب تسويقها كمساعدة في ترك التدخين أو التخفيف من استخدامه، ومع ذلك لم تقدم أي اقتراح حول ما إذا كان لها تأثير إيجابي أو سلبي، ممّا مهّد الطريق لاستمرار شعبيتها، اليوم تشير التقديرات إلى أنّ أكثر من 2.6 مليون شخص يستخدمون السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة وحدها.
في سبتمبر 2010م، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعض رسائل التحذير إلى موزعيها ومسوقيها بسبب انتهاكاتهم للقانون الفيدرالي، خلال نفس الفترة قدمت إحدى كبرى شركات التبغ الأمريكية طلبًا إلى إدارة الغذاء والدواء لتطوير وتسويق سيجارة إلكترونية (جهاز إدارة النيكوتين)، مع ذلك في ذلك الوقت كانت إدارة الغذاء والدواء تنظم إدارة الأدوية وليس القضايا المتعلقة بالتبغ ورفضت منح الترخيص لها.
اليوم تحقق الشركات المصنعة أرباحًا ما بين 250 مليون دولار إلى 500 مليون دولار سنويًا وفي حين أنّ هذا يعتبر جزء صغير من أرباح سوق التبغ الأمريكي البالغ 100 مليار دولار تم عمل دراسة على مستخدميها وتوصلوا إلى أنّ 2.7 ٪ من البالغين في الولايات المتحدة قد جربوا السجائر الإلكترونية بحلول عام 2010م، ارتفاعًا من 0.6٪ في العام السابق.