قصة اختراع الفونوغراف

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع الفونوغراف؟

في منتصف القرن التاسع عشر، كان المخترعون قادرين على استخدام تقنيات جديدة ومبتكرة، ومع اكتشاف المخترع مارتينفيل أمور جديدة في مجال علم الصوت ساعد ذلك في التفكير باختراع أدوات لتسجيل الأصوات، غيّرت التكنولوجيا التي أنشأها العلماء والمبتكرون الطريقة التي تم فيها تسجيل الأصوات، كان أهم اثنين من المخترعين الذين ساهموا في هذا التغيير المذهل هما منافسان من الولايات المتحدة وهما: توماس أديسون وألكسندر بيل.

الفونوغراف في الواقع هو نتيجة العمل وجهود توماس ألفا عام 1877م على اختراعين مهمين وهما: التلغراف والهاتف، حيث أنه كان يقوم ببحوث ودراسات على أداة تقوم بتكرار رسائل التلغرام التي على الشريط الورقي، والتي يمكن إرسالها بشكل متكرر عن طريق البرقية، قاد هذا التطور إلى التكهن بأنّ الأصوات الهاتفية يمكن تسجيلها بطريقة مماثلة، بالتالي إنتاج اهتزازات صوتية، قام إديسون بالتركيز في عملة على التقاط جزء واحد من شفرة مورس على طبقة من الورق.

وفي وقت لاحق، تم تحويل الورقة إلى طبقة من القصدير على شكل أسطوانة معدنية، كان الجهاز يتكون من وحدتي غشاء وإبرة، واحدة للتسجيل والأخرى للتشغيل، عندما يتحدث الناس يتم عرض اهتزاز الصوت من الأسطوانة بواسطة إبرة التسجيل، على الرغم من أنه ذكر لاحقًا هذا الحدث كان في أوغست 1877م، لكن يعتقد بعض المؤرخين أنه ربما حدث بعد بضعة أشهر لأنّ إديسون لم يتقدم بطلب للحصول على براءة اختراع حتى 24 ديسمبر 1877م.

تم الإعلان عن منح براءة اختراع رسمية للجهاز خلال عام 1878م، وتم نقل الاختراع إلى مكتب (Scientific American) في مدينة نيويورك وتم عرضه على الموظفين هناك، أثار هذا الاختراع اهتمامًا كبيرًا، حيث ذكرت عدة صحف في نيويورك هذا الاختراع، وظهر لاحقًا في الصحف والمجلات الأمريكية الأخرى، تم تأسيس شركة (Edison Phonograph Company) في عام 1878م، بهدف تطوير جهاز الفونوغراف وتحسين مبدأ عمله.

حصل إديسون على عشرة آلاف دولار من أرباح مبيعات جهازه، حيث حقق جهازه نجاحًا وأرباحًا هائلة، لكن كان جهازه من الصعب تشغيله باستثناء الخبراء، قدم إديسون الاستعمالات المحتملة للجهاز في مجلة بأمريكا الشمالية للأغراض التعليمية، كحفظ الملاحظات التي يقدمها المعلم للطلاب للرجوع إليها في أي وقت، ووضع التهجئة أو دروس أخرى على الفونوغراف، لجعل جهاز الفونوغراف أداة مساعدة لنقل المعلومات.

أهم التحسينات في تاريخ اختراع جهاز الفونوغراف:

في النهاية اختفت حداثة هذا الاختراع تدريجيًا عن الجمهور، ولم يقم إديسون بعمل إضافي أو أي تعديلات على الجهاز لفترة من الوقت، بل ركز على اختراع المصباح الكهربائي، بينما واصل الآخرون تحسين مبدأ عمل جهازه، خلال عام 1880م، تلقى ألكسندر جراهام بيل جائزة قدرها عشرة آلاف دولار بسبب اختراعه الهاتف، استخدم بيل هذا المبلغ لإجراء تعديلات على جهاز الفونوغراف الخاص بأديسون، مع تشيتشيستر أ. بيل وتشارلز سومنر تينتير، والعلماء ومصنعي الأجهزة.

لقد قاموا بإدخال بعض التحسينات على مبدأ عمل الجهاز، واستبدلوا القصدير بالشمع، واستبدلوا الإبر الصلبة، تم تقديم جهاز الفونوغراف بشكله الجديد خلال 1888م، قام رجل الأعمال المدعى جيسي ليبينكوت بالسيطرة على شركات الفونوغراف من خلال كونه المرخص الوحيد لشركة (Graphophone) الأمريكية وشراء شركة (Edison Phonograph Company) من أديسون في ترتيب شمل في النهاية معظم صانعي الفونوغراف، كما أسس شركة الفونوغراف في أمريكا الشمالية عام 1888م.

رأى ليبينكوت إمكانية استخدام الجهاز  في مجال الأعمال فقط وعرضه للعمل كآلة مكتبية، وتم الترويج للفونوغراف في عدة مناطق، لكن لسوء الحظ، لم يلاقي قبولًا واسعًا ولم يكن مربح للغاية، في يناير 1896م، تم تأسيس شركة الفونوغراف الوطنية التي ستصنع الفونوغرافات للاستخدامات المنزلية، خلال ثلاث سنوات، كانت فروع الشركة موجودة في أوروبا، بعد مرور عام تم تصنيع الفونوغراف القياسي، وتم اعتماد عمليه لتسجيل الأصوات في الموسيقى ثم عُرض عام 1898م.

دخلت عملية الإنتاج الضخم للترويج للجهاز وجعله ناجح بشكل تجاري وحيز التنفيذ في عام 1901م، تم تقديم فونوغراف تجاري بشكل مختلف بإضافة عدة مزايا خلال عام 1905م، على عكس الفونوغراف القياسي، كان هناك عدة اختلافات على الناسخ والمغزل، كانت الآلات الأولى صعبة الاستخدام، وهشاشتها جعلتها عرضة للفشل، لكن آخر التعديلات التي أجريت على الفونوغراف جعلته يعمل بإتقان ويبقى لمدة طويلة، وتم استخدام الأقراص بدلًا من الأسطوانات وذلك سنة 1913م.


شارك المقالة: