اقرأ في هذا المقال
صفارة الإنذار:
تُعد صفارة الإنذار جهاز يصدر ضوضاء من خلال إصدار صوتًا عاليًا يتم استخدامه كإشارة تحذير، اخترعه الفيلسوف الاسكتلندي جون روبسون في أواخر القرن الثامن عشر، ابتكر المهندس الفرنسي تشارلز كانيارد دي لا تور، آلة صوتية من هذا النوع في عام 1819م، يتم تدوير قرص به فتحات متباعدة بشكل متساوٍ حول حافة صفارة الإنذار بسرعة عالية، يتسبب ذلك في حدوث موجة صوتية في الهواء المحيط.
أنظمة الإنذار وطرق التصدي للكوارث قديمًا:
الكوارث الطبيعية التي يحتاج الإنسان إلى الاستعداد لها مثل: الحرائق والفيضانات والعواصف والأعاصير والانهيارات الأرضية، هي شيء خطير للغاية تُؤثر بشكل خطير على حياة البشر، في العصور القديمة كان الناس يشعرون بأنّهم غير محميين وضعفاء ولا يمكنهم التنبؤ بمثل هذه الأخطار ومع ذلك كان من المهم دائمًا تحذير الناس في أقرب وقت ممكن والاستجابة لحالات الإعلان عن الطوارئ وإيجاد طرق لتحذير الآخرين بالتالي تقليل الخسائر المادية والحفاظ على أرواح الناس.
مع تطور الحضارة ونمو العلوم والتكنولوجيا، ابتكر الناس الكثير من طرق الحماية والإنذار واستخدموها في حالات الطوارئ، من ناحية أخرى فإنّ عدد وتنوع الأخطار المحتملة خاصةً تلك التي من صنع الإنسان مثل التفجيرات الكيميائية أو النووية وحوادث التلوث والتسرب الإشعاعي أو انفجارات السدود قد ازدادت بسرعة وعادةً لا يتم التصدي لها لأنّها تحدث في أوقات مفاجئة، على مدى القرون الماضية كانت أنظمة الإنذار المبكرة تتطور وتتغير باستمرار.
في فجر الحضارة، استخدم الناس النيران كإشارات تحذير، عادةً ما يتم إشعال مثل هذه النيران على التلال لمنع الكوارث الطبيعية أو هجمات العدو، كانت أول الإنذارات المسموعة البدائية عبارة عن آلات النفخ والطبول والتي لا تزال تستخدمها بعض القبائل المحلية في إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية، في العصور الوسطى بدأ الناس في استخدام أجراس التنبيه (أجراس الكنائس خاصة) يعتقد الكثير من العلماء أنّ الوظيفة الرئيسية للجرس هي التنبيه في حالات الكوارث، تم استخدام الجرس كوسيلة لتحذير السكان من الكوارث الوشيكة أو حالات هجوم الأعداء لسنوات عديدة.
بمرور الوقت نمت المدن والبلدات وتطورت ولم يعد جرس التنبيه وسيلة مناسبة لأنّ صوته لم يكن مرتفعًا، هناك حاجة إلى حلول تقنية جديدة في مجال الإنذار المبكر، في نهاية القرن الثامن عشر، جرت أولى المحاولات لإنشاء جهاز إنذار ميكانيكي وتشغيله آليًا، تطورت أنظمة الإنذار المبكر بسرعة بسبب الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، يُعد الراديو والتلفزيون مصدرًا رئيسيًا للتحذيرات في حالات حدوث الكوارث بالنسبة للكثيرين.
ما هي قصة اختراع صفارات الإنذار؟
يعود تاريخ تطوير وإنتاج أنظمة الإنذار المبكر الخاصة إلى أوائل التسعينيات، ظهرت صفارات الإنذار الكهرو ميكانيكية (التي تحركها المحركات) وأصبحت تلك الأجهزة أكثر قوة، تستخدم صفارات الإنذار من هذا النوع الدوارات المتحركة وتم تنشيطها بواسطة التيار الكهربائي لتنبيه الإنذارات وإصدار أصوات مرتفعة مثال على هذا النوع من صفارات الإنذار هو الإشارة الفيدرالية (2T22) والتي تم تطويرها في الأصل خلال الحرب الباردة وتم إنتاجها من أوائل الخمسينيات إلى أواخر الثمانينيات.
يستخدم هذا التصميم الخاص دوارات وثوابت مزدوجة لإصدار صوت كل نغمة، نظرًا لأنّ الطاقة الصوتية لهذا النوع من صفارات الإنذار هو نفسه في كل اتجاه في جميع الأوقات، فإنّه يوصف بأنّه متعدد الاتجاهات، تم تسويق (Federal 2T22) أيضًا في تكوين ثلاثي الإشارات يُعرف باسم (Federal Signal 3T22) ومع ذلك فإنّ مسيرة التقدم التكنولوجي لا تتوقف تتزايد بسرعة وحجم نقل صوت صفارات الإنذار لمسافات بعيدة، يتم تطوير المزيد من الأنظمة الحديثة بهدف توفير ميزات أخرى محسنة، تم طرح أحدث أنواع أنظمة الإنذار المبكر وهي صفارات الإنذار الإلكترونية في السوق.
تصدر صفارات الإنذار الإلكترونية صوتها بطريقة تختلف اختلافًا جوهريًا عن صفارات الإنذار الكهرو ميكانيكية، بدلاً من الدوارات المرتفعة، تتكون صفارات الإنذار الإلكترونية من مولدات النغمات الإلكترونية ومكبرات الصوت عالية الطاقة ومكبرات الصوت التي تشتمل عادةً على واحد أو أكثر من محركات الضغط، يتمتع هذا النوع من صفارات الإنذار بعدد من المزايا مقارنة بالصفارات التي تعمل بالمحرك، فهي أعلى صوتًا وقابلة للتطوير ومدعومة ببطاريات خارجية وقادرة على نقل الصوت بشكل كبير والتواصل باستخدام قنوات الاتصالات السلكية واللاسلكية، والعديد من المزايا الأخرى.
من الأمثلة على صفارات الإنذار الإلكترونية الدوارة (Whelen Engineering Vortex) و (American Signal Alertronic RE1600) و (Federal Signal SiraTone 408) تتضمن هذه التصميمات أربع خلايا مكبرات صوت مصفوفة رأسياً، تم توفير صفارات الإنذار الخارجية، المصممة للاستخدام في حالات هجوم العدو وللاستخدام أثناء تحذيرات الإعصار حوالي عام 1970م.
