فانوس رمضان:
لرمضان أجواء خاصة وزينة خاصة، طقوسه عظيمة تبعث السرور والفرحة في قلوبنا، إنّ الفانوس من أبرز ما يصور أجواء الشهر الكريم وحضوره مع أنّ في الواقع استخدامه يُعد كرمز للفرح، يتدفق الناس إلى المتاجر المحلية والباعة الجائلين من مختلف دول العالم لشرائه خاصةً في الدول العربية والإسلامية وهو معروف باسم فانوس رمضان.
بدأ في مصر ثم انتشر في الدول العربية الأخرى، إنّه تقليد مصري عمره ألف عام ربما منذ العصور الفرعونية، اليوم يتم تصنيعه في مختلف دول العالم بعدة أشكال وألوان وأحجام متنوعة، لا يمكننا القول أنّ صناعة فوانيس رمضان هي صناعة موسمية، لكنها تستمر طوال العام مع الفوانيس بأشكال مختلفة، ويتم تخزينها للبيع خلال شهر رمضان.
ما هي قصة اختراع فانوس رمضان؟
في مكان مثل مصر، لطالما كانت صناعته خاصة للمصريين، في الفلكلور المصري والتصميمات الإسلامية كان يتم تعليقه بجميع أنواعها في جميع أنحاء المدينة؛ في الشوارع تقوم المقاهي وواجهات المحلات والمنازل، بتعليق الفوانيس الرمضانية من النوافذ والشرفات، من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل إيجاد شارع في مصر بدون فانوس.
هناك العديد من القصص والفلكلور القديمة عن نشأته وبداية استعماله، لكن لم يتضح قط متى ارتبطت العادة بشهر رمضان، ظهرت العديد من الأدلة المختلفة على نشأته لكن يُعتبر المصريون هم أول من قام باختراع فانوس رمضان في العصر الفاطمي وهم أنفسهم المصدر الرئيسي للفانوس اليدوي في جميع أنحاء العالم وخاصة للعرب والإسلام وكانت القاهرة هي مسقط صناعة الفانوس، من المحتمل أنّ الكلمة نفسها مأخوذة من الكلمة القبطية/ اليونانية “هانوس” والتي تعني النور أو الشمعة.
عام 358 هـ في عهد السلالة الفاطمية، كانت الفوانيس مقيدة الاستخدام فقط للتجول ليلاً، الفوانيس المصنوعة يدويًا مصنوعة من المعدن: نحاس وحديد وبرونز وصفيح، يمكن صنعها من الخشب أيضًا بزخارف على الطراز الإسلامي لتكون أحد الزخارف الرمضانية التقليدية، في ورش العمل تم ابتكار الفانوس اليدوي من الأساليب التقليدية التي تبدأ من تصميم الشكل إلى الألوان والحجم وأخيراً المرحلة الأخيرة من فانوس رمضان بمظهره المبتكر.
في الواقع في الثقافة المصرية وأغلب الدول الشرق الأوسط في الأسابيع التي تسبق شهر رمضان، يمكنك أن تجدها معروضة في كل مكان في الطرقات، تشير بعض المصادر إلى أنّ التقليد الحالي لفوانيس رمضان يعود إلى حكم صلاح الدين الأيوبي (1174-1193 م)، تم نسخ تصميمات الفوانيس من قناديل ومشكاة (مصابيح) المساجد، ولكن قد يكون لها تقليد سابق، ينسب تطورها إلى الخلافة الفاطمية في عام 968 م.
ذلك عندما دخل الزعيم الفاطمي المعز لدين الله مصر حيّاه المصريون بالفوانيس، استمر تطور صناعته في الثقافة المصرية، خاصة في القرن العاشر، كما زعم آخرون أنّ نشأته تعود إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي كان يتفقد سماء الليل بحثًا عن الهلال في بداية شهر رمضان برفقة أطفال يضيئون طريقه بالفوانيس أثناء غناء الأغاني، كان الخليفة الفاطمي الحكيم بأمر الله، مفتونًا بفكرة إضاءة الفوانيس في الشوارع.
أصدر قرارًا لجميع أئمة المساجد في مصر بتعليق الفوانيس التي يمكن أن تضيء بالشموع عند الإفطار كمؤشر للمسلمين ليفطروا، كما أصدر قانونًا يلزم أصحاب المحلات التجارية في أن يكون لكل حي فانوس معلق عند مدخله ومساجده ومتاجره، قصة أخرى تتحدث عن أن الفوانيس جاءت من ديانة مختلفة تمامًا، تعود للمسيحيين واليهود للاحتفال بالاحتفالات الكبرى.
يعتقد البعض أنّه ربما يكون قد نشأ في تقليد مسيحي قبطي يتم الاحتفال به خلال فترة عيد الميلاد (النسخة القبطية)، في العصر الحديث، أصبح تصنيع الفانوس أمر شائع في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ووضعه في المنازل احتفالًا بالشهر الكريم، لا تزال العديد من أحياء القاهرة القديمة، يوجد بها أسواق مخصصة لبيع وإنتاج الفانوس الرمضاني، يمكن للمرء أن يجد مجموعة لا نهاية له من الأكشاك التي تبيع فوانيس مصنوعة من الخشب والمعدن.
يُصنع الآن بشكل متكرر من علب الصفيح المعاد تدويرها أو الفوانيس البلاستيكية أو الزجاج الملون المستخدم بشكل أساسي خلال شهر رمضان المبارك، بغض النظر عن شكله أو صنعه، فهو لا يزال من الرموز الرئيسية للشهر الكريم، اليوم يوجد فوانيس كهربائية تعتمد على بطارية ومصباح، رغم أنّ غالبية القصص تروي أنّ انطلاق صناعة الفوانيس في مصر، إلّا أنّ ارتباطه برمضان مع مرور الوقت انتشر في جميع أنحاء البلاد الإسلامية، ليصبح تجسيدًا لشهر رمضان المبارك.