الكوليرا: هي عدوى تصيب الأمعاء الدقيقة بعدة سلالات من بكتيريا ضمة الكوليرا، حيث يمكن أن تتراوح الأعراض من لا شيء أو خفيف إلى شديد.
ما هي قصة اكتشاف مرض الكوليرا
تأتي كلمة الكوليرا من اليونانية: (χολή kholē) والتي تعني الصفراء، وقد تكون الكوليرا قد نشأت في شبه القارة الهندية كما يتبين من انتشارها في المنطقة على مر القرون، وظهر المرض في الأدب الأوروبي في أوائل عام 1642، من وصف الطبيب الهولندي جاكوب دي بوندت في كتابه (De Medicina Indorum)، كما قدم أول وصف أوروبي لأمراض أخرى.
يُعتقد أن حالات التفشي المبكرة في شبه القارة الهندية ناتجة عن بيئة المعيشة الرديئة بالإضافة إلى وجود برك راكدة، وكلاهما يوفر ظروفًا مثالية لتطور الكوليرا، حيث انتشر المرض لأول مرة عبر طرق التجارة إلى روسيا في عام 1817 ثم إلى جميع أنحاء أوروبا، ومن أوروبا إلى أمريكا الشمالية وجميع أنحاء العالم، كما حدثت 7 أوبئة للكوليرا في المائتي عام الماضية مع ظهور جائحة سابع في إندونيسيا عام 1961.
حدث وباء الكوليرا الأول في ولاية البنغال في الهند بالقرب من (Calcutta) من عام 1817 إلى عام 1824، وتفشى المرض من الهند إلى جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وشرق إفريقيا، واستمر الوباء الثاني من عام 1826 إلى عام 1837 وأصاب الشمال على وجه الخصوص، كما قطعت أمريكا وأوروبا خطوات كبيرة في النقل والتجارة العالمية وزادت الهجرة البشرية بما في ذلك الجيش.
انتشرت الجائحة الثالثة في عام 1846 واستمر حتى عام 1860 وانتشر إلى شمال إفريقيا ومن بعدها إلى أمريكا الجنوبية، وللمرة الأولى أصاب البرازيل على وجه الخصوص، كما استمرت الجائحة الرابعة من 1863 إلى 1875 وتفشى من الهند إلى نابولي وإسبانيا، كما كانت الجائحة الخامسة بين عامي 1881-1896 وبدأ في الهند وتفشى في أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية، كما بدأ الوباء السادس في 1899-1923، وكان هذا الوباء أقل فتكًا بسبب الفهم العميق لبكتيريا الكوليرا.
وكانت مصر والجزيرة العربية وغيرها من الدول هي الأكثر تضرراً من الوباء، بينما كانت مناطق أخرى مثل ألمانيا في عام 1892 وخاصة مدينة هامبورغ التي سجلت أكثر من 8600 حالة وفاة، ونابولي من عام 1910 –1911 أصيبت أيضًا بالجائحة الشديدة، كما نشأت الجائحة السابعة في عام 1961 في إندونيسيا وتفردت بظهور سلالة جديدة، أطلق عليها اسم الطور والتي لا تزال مستمرة (منذ 2018) في البلدان النامية.