كيف كانت الحياة في العصر الجيولوجي الرابع؟

اقرأ في هذا المقال


الحياة في العصر الجيولوجي الرابع:

يتصف مطلع الفترة الرباعية بتبرد عام، فتعرض شمالي أوروبا وأمريكا وكل الكتل الجبلية إلى زحوفة جمودية، ويعتبر اثنان من هذه الزحوف خاصة مهمين جداً وهما يظهران منفصلين بحقبة بين جمودية مصحوبة بتسخين في الحرارة، وبعد الحقبة الجمودية الأخيرة جاء تسخين جديد يمهد فوراً للحقبة الحالية، وتقهقرت الغابات الكثيفة التي استقرت فوق القارات خلال البليوسين نحو الجنوب.
لكن بينما كانت الكتل الجبلية في اوروبا ذات الإتجاه العرضاني السائد كانت تلعب دوراً حاجزاً، إذ أصبحت كمحنة قاسية للنباتات التي ظلت فيها محرومة من عناصر الحرارة، كما كان الوضع الطولاني للجبال في القارة الأمريكية على العكس أي أنه موائماً لهذه الهجرات، وكذلك الحال بالنسبة لعودة نباتات البليوسين في فترة التسخين الحالية، ولوحظ في أوروبا الغربية تعاقب ثلاث أنواع رئيسية من النباتات وهي: (فلور شبه قطبي، توندرا أو فلور ذو رافق تقدم الجمودية القارية بإتجاه الجنوب).
وإلى الجنوب من ذلك ظهر نبات سهبي من نجيليات وشجيرات صغيرة مع أشجار الصنوبر والسندر، وأخيراً نبات حراجي مع مخروطيات وذات أوراق مثل البلوط والزان، ويستطيع هذا التعاقب الذي يظهر في المكان أن يظهر محلياً في الزمان على الشاقول نفس،ه وذلك في التوضعات بين الزحوف الجمودية الرباعية في شمال اوروبا، وستؤثر الشروط المناخية أيضاً على تقلبات ظروف الحيوانات، كما أن البحار التي لم تختلف حدودها كثيراً عن حدودها الحالية لم يختلف فيها نوع الرخويات عما هو عليه حالياً إلاّ من حيث هجرة الأجناس وتلاشيها.
وتضم الحيوانت الصقلية (الرباعي الأسفل، زحف جمودي مندل) بعد الأنواع البائدة البليوسينية وأشكالاً باردة، وخلال الفترة التيرينية لم يحدث تلاشي لأي من الأنواع تقريباً، ولكن التسخن الناتج عن الفترة الفاصلة بين الزحف الجمدي المنديلي والرئيسي قد سمح بوصول أنواع سينغالية، ولم تتشكل الحيوانات الحالية ابتداءً من تلك الفترة إلا بعد تلاشي بسيط للأشكال الحيوانية الحارة التي ارتدت إلى مناطقها الأصلية.
ولا يظهر تأثير الزحفين الجموديين الأخرين (الريسي والفورمي) تقريباً على تطوير الحيوانات التي أصبحت منذ ذلك الوقت مألوفة ومماثلة للحيوانات الحالية، ففوق القارات كانت الثديات هي نفسها التي سمحت بإقامة أفضل تاريخ، ثم سمحت الحرارة وشروطها بعودة الحيوانات الحرة أي أن الفقاريات الكبيرة ترافق الفقاريات الصغيرة السابقة مثل الحصان والثور والأسد ودب الكهوف، مما يشهد على وجود غابات واسعة ومناخ معتل.


شارك المقالة: