كيف كان العصر الترياسي في جبال الألب؟

اقرأ في هذا المقال


العصر الترياسي

العصر الترياسي هو أول عصور حقب الحياة الوسطى (الميزوزويك) ويمتد من حوالي 252 إلى 201 مليون سنة مضت. يُعتبر هذا العصر من الفترات الزمنية المهمة في تاريخ الأرض بسبب التحولات البيئية والجيولوجية الكبيرة التي حدثت، وكذلك بسبب التطور الهائل في الحياة البرية والبحرية. 

بداية العصر الترياسي

بدأ العصر الترياسي بعد انقراض البرمي-الثلاثي، وهو أكبر انقراض جماعي في تاريخ الأرض حيث انقرض حوالي 96% من الأنواع البحرية و70% من الأنواع البرية. هذا الانقراض الجماعي فتح المجال لتطور أنواع جديدة من الكائنات الحية التي استطاعت التكيف مع الظروف البيئية الجديدة.

العوامل الجيولوجية والمناخية

شهد العصر الترياسي تحولات جيولوجية كبيرة. كانت القارات خلال هذه الفترة متجمعة في قارة عظمى واحدة تعرف باسم بانجيا. هذا التجمُّع القاري أثر بشكل كبير على المناخ والبيئة، حيث كان المناخ جافًا وحارًا بشكل عام مع وجود مواسم مطيرة قصيرة. التغيرات المناخية أدت إلى تنوع البيئات الطبيعية، مما وفر موائل جديدة للكائنات الحية.

تطور الحياة البرية

مع بداية العصر الترياسي، بدأت الديناصورات في الظهور والتنوع. تعتبر الديناصورات من أشهر الكائنات التي عاشت في هذا العصر، وقد تنوعت في الأشكال والأحجام. بالإضافة إلى الديناصورات، شهد العصر الترياسي ظهور أول الثدييات والزواحف الطائرة (البتروداكتيلات).

الزواحف البحرية، مثل إكتيوصورات وبليزيوصورات، تطورت وازدهرت في البحار والمحيطات الترياسية. هذا التنوع الكبير في الحياة البرية والبحرية يعكس قدرة الكائنات الحية على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة.

العوامل البيئية والجيولوجية

العوامل الجيولوجية، مثل النشاط البركاني والزلازل، لعبت دورًا مهمًا في تشكيل معالم الأرض خلال العصر الترياسي. النشاط البركاني كان له تأثير كبير على المناخ، حيث أدى إلى زيادة درجات الحرارة وتغيرات في التركيب الكيميائي للغلاف الجوي.

الانقراض الثلاثي-الجوراسي

نهاية العصر الترياسي كانت مع انقراض جماعي آخر، وهو الانقراض الثلاثي-الجوراسي، الذي قضى على العديد من الأنواع الحية وفتح المجال لتطور الديناصورات بشكل أكبر في العصر الجوراسي.

العصر الترياسي في جبال الألب

وفي جبال الألب الغربية يلعب الترياس فيها دوراً كبير الأهمية وتتغير سحنته حسبما تتجه خارج السلسلة نحو داخلها، وعملياً يمكن التعرف عليه دائماً بصخوره الجبسية والكارنيول، وهكذا يكون الترياس ضامراً جداً في نطاق الكتل المتبلورة الخارجية (الكتل الهريسينية)، بل قد يكون معدوماً ومن هذا جاءت فرضية السلسة الفينديليسية، وعندما يوجد هذا الترياس فهو يظهرمتنافراً فوق الأراضي السابقة (متبلور، فحمي) حيث يتألف من صخور حثية غليظة مغطاة بصخور لاغونية (دولومي ذات طلاء أصهب، شيست، جبس وآنهيدريت) مع تناوبات من مسكوبات بازلتية.
وقد عثر على مستحاثات بحرية نادرة في صخور الدولوميا في جنوب كتلة بلفو في حين يبدو الترياس إلى الجنوب من ذلك أي في البرفانس متكاملاً، وفي نطاق داخلي أكثر (نطاق بريانسونية) نشهد تدريجياً تفرد ترياس شديد الثخانة يشتمل عند قاعدته على طبقة سميكة من الكوارتزيت، وفي الوسط معقد من جبس وكارنيول وأخيراً في القمة صخور كلسية رمادية سميكة جداً تؤلف الصخور الغالبة في جبال ضواحي مدينة بريانسون، وأخيراً وفي نطاق البييمونت أو نطاق الشيست المتقزح فإن الترياس الذي ينتظر أن يكون له تركيب مماثل يكون متحولاً ومصفحاً ورقيقاً.

العصر الترياسي كان فترة زمنية محورية في تاريخ الأرض، حيث شهد بداية ظهور الديناصورات وتطور الحياة البرية والبحرية بشكل كبير. العوامل الجيولوجية والمناخية التي شهدها هذا العصر كانت أساسية في تشكيل البيئات الجديدة وتوفير موائل متنوعة للكائنات الحية. هذه التحولات الكبيرة مهدت الطريق للتنوع البيولوجي الهائل الذي نشهده في العصور اللاحقة.


شارك المقالة: