فساد الصخور الكلسية:
يمكن لجميع الصخور الكلسية أن تفسد بتأثير المياه الجوية التي أضحت عدوانية لوجود حمض الكربون (وأحياناً حموض عضوية)، حيث يظهر فساد الصخور الكلسية على السطح بشكل طلاء كالطلاء الحواري للصخور الكلسية النقية، وطلاء أشقر للصخور الكلسية البيريتية وأبيض للكلس المارني، غير أن هذا الفساد يمكن أن يكون أكثر عمقاً إذ أن المياه المزودة بحمض الكربون تحول الكلس لحالة بيكربونات، فيمكن لـِ 10000 جزء من مياه حمضية أن تحل 10 إلى 12 جزءاً من الكلس وأن صخر الكل النقي هو الأكثر تأثراً.
كما أن المؤثرات لا تمارس دورها على نطاق كبير إلاّ على الصخور الكلسية المتشققة والتي تسهل اختراق الماء، فعندما يحدث الحت الكارستي بجميع أنماطه يحدث تحفير سطحي في الصخور الكلسية يؤدي لتشكل لابياز أو كارست كتشكل آبار آفين، شولان، سياله أو كان على حسب المناطق.
بالإضافة إلى تشكل إنهيارات كل من دولينات، بولييه، أنفاق، مغاور، وكلها تقابل جرياناً سطحي في تلك المناطق، إذ أن جميع الماء يغور ليغذي جرياناً داخلياً، حيث يكون في بعض الأحيان بغاية التعقيد وقد يكون ذا جريان حُر أو جريان مضغوط في النطاقات الأكثر عمقاً في الكلس دون أن توجد طبقات حقيقية حاملة للماء.
كما تكون المياه بصورة عامة مثبتة في أسفل مسيرتها بمستوى كتيم يسهل لها الخروج، ويطلقون على هذه الينابيع في بلاد الكلسية والمتميزة بعدم انتظام كبير في صبيبها وهنا تسمى باسم ينابيع انبعاثية أو ينابيع فوكلوزية أو إذا كانت تتغذى من غور مياه نهرٍ ما فتدعى حينها انبثاقية، ومن بين الهوتات الأكثر شهرة هو الكوسميجان وعمقه 207 متر ثم يليه باديراك في اللوت وله 54 متر، وثقب تريبيك في الكورنيول 32 متر، أما ما يتعلق بالإنبثاقات الأكثر شهرة فهي نبع فوكلوز.
تتواجد نتيجة للمياه الجارية في بلاد كلسية وهو أن مقارنة الأنهار في البلاد الكلسية بالإستناد إلى حوضها الطبوغرافي فحسب يصبح عملاً وهمياً، فيجب هنا أخذ الحوض الجيولوجي بعين الاعتبار، وهكذا نجد في الفركور سيلي البورن وفيرنيزون الذين يؤديات إلى بونتان روايان لهما حوذان سفحيان متساويان المساحة تقريباً 285 كيلو متر مربع للبورن و 289 كيلو متر مربع لفرنيزون، ومع هذا فإن صبيبهما مثل 10 بورن إلى 1، وينجم هذا الأمر عن الجريان الباطني الذي يحصل في الكلس الأورغوني ومن فيرنيزون نحو البورن.