نشأة الصخور الرسوبية في الجيولوجيا:
إن الصخور الرسوبية تتكون بسبب ترسب الرواسب وذلك من القطع الصخرية والفتات والمواد الذائبة في أحواض الترسيب، لكن كلمة الراسب لها معنى وهو أن كل مادة صلبة كانت معلقة في سائل ومن ثم تراكمت على قاع المنطقة التي تحتوي السائل، أما من الناحية الجيولوجية فيتم تسمية اسم راسب على جميع المواد الصلبة سواء كانت معلقة أو أنها كانت ذائبة في سائل (ماء) ومن ثم حصل لها ترسيب وتراكمت في القاع، وذلك من بعد إعطائها الوقت الكافي لذلك، فعلى سبيل المثال الأملاح التي تكون ذائبة في الماء يتم تسميتها رواسب وذلك بعد تبخر الماء كما أن رمال الصحاري المحمولة بواسطة الرياح يتم تسميتها رواسب في حال تراكمت على سطح القشرة الأرضية.
بالإضافة إلى مخلفات الكائنات الحية المختلفة يطلق عليها اسم راسب وذلك حين تتراكم على سطح القشرة الأرضية، حيث قال الجيولوجيين أن الصخور الرسوبية من الممكن أن نصنفها إلى ثلاثة أنواع وأولها هي الرواسب الطبيعية وهي عبارة عن المواد التي تشكلت بسبب تراكم المواد الصخرية الفتاتية، والقسم الثاني هي الرواسب الكيميائية وهي المواد التي تشكلت بسبب تبخر الماء من بعض المحاليل التي تكون منتشرة في الطبيعة، أما القسم الأخير فهو الرواسب العضوية وهو مواد تشكلت وتكونت بسبب تراكم المواد التي خلفتها الكائنات الحية، وهذه الرواسب من الأنواع الثلاث تختلف عن بعضها في تركيبها الكيميائي.
وتختلف الرواسب في الظروف التي ساعدت على تشكّلها وترسبها لذلك تمكن الجيولوجيين من تقسيمها إلى نوعين من الرواسب وهما الرواسب البحرية والرواسب القارية، كما يتواجد في الطبيعة الكثير من الأماكن التي تتراكم فيها الرسوبيات ويتواجد أماكن في القشرة الأرضية تكون أكثر استقبالاً للصخور الرسوبية من غيرها، وتسمح بتشكل فيها طبقات سميكة من الرواسب والفتات القادم من الصخور الرسوبية، ومن أولى هذه الأماكن هي البحار والمحيطات والتي تتجمع فيها الرواسب وتكون على مسافات قريبة من الشواطئ وفي العادة تبتعد عنه بضع مئات من الأمتار، ويكون مصدر هذه الرواسب إما المواد الذائبة داخل الماء أو من مخلفات الكائنات الحية التي تعيش فيها.
لكن في المناطق العميقة من البحار والمحيطات تترسب مواد من أنواع أخرى ومثال عليها الأصداف الحيوانية والرواسب المعلقة الدقيقة بالإضافة إلى الدقائق التي تحملها الرياح وتخلفها على سطح ماء البحار والمحيطات، حيث تترسب داخل قيعانها، وفي فصل الشتاء تقوم البحيرات باستقبال كميات كبيرة من ماء الأنهار والتي يكون معها مواد معلقة وذائبة ورواسب مثل الفتاتات الرسوبية وبقايا الصخور، أما في فصل الصيف فقد تتبخر كميات من الماء (ماء البحيرات) ويترسب بسبب ذلك معادن متعددة مثل معدن ملح الطعام.