ملاحظات الجيولوجيين بعد زمان الحياة الظاهرة:
تم تقدير زمن الحياة الظاهرة تقريباً 600 مليون عام لغاية وقتنا الحاضر، وكانت صخور هذا الزمان تتميز بالأحافير الكثيرة التي مكنت العلماء وساعدتهم في وضع تصورات واضحة لطبيعة الحياة وأشكالها خلال هذا الزمان وكانت الحياة الظاهرة تتميز بوجود نقاط تغيير في درجة الحياة ونوعها على سطح الأرض خلاله، حيث أن ذلك ساعد العلماء على تقسييم هذا الزمان إلى ثلاثة أحقاب فأولها هو حقب الحياة القديمة والذي طوله عبارة عن 375 مليون عام، حقب الحياة المتوسطة وكان طوله 160 مليون عام وأخيراً حقب الحياة الحديثة الذي طوله 65 مليون عام، ومن بعد ذلك لاحظ العلماء الجيولوجيين على وجود ترتيب في الصخور الرسوبية في القشرة الأرضية وكان ذلك وفق نظام أو نسق متتابع حيث يتميز بأن كل طبقة صخرية منها تملك طبيعة خاصة بها تحتوي على أحافير معينة.
كما قام علماء الجيولوجيا بربط هذه الطبقات الصخرية ومستحاثاتها بالعصور الجيولوجية التي تمثل تاريخ الأرض ومن بعد ذلك قاموا بترتيب العصور زمنيًّا بالاعتماد على زمن تكونها ونشأتها، وهذا الزمن يكون نسبي وليس مطلقاً فعلى سبيل المثال يقال أن عصر البيرمي هو عصر أحدث نسبياً حسب وضعه في سلم الزمن الجيولوجي من عصر السيلوري، على الرغم من أن عصر الترياسي يعتبر أحدث من عصر البيرمي، وهذا التقدير النسبي لعمر طبقات الصخور خلال العصور الجيولوجية المختلفة يعتبر أكثر دقة من التقدير المطلق لعمرها؛ ويعود السبب في ذلك لوجود أحافير معينة ضمن طبقات الصخور التي لا يمكن تخطيه.
فظهور هذه الأحافير في تتابع معين بين الطبقات وفي أنحاء المعمورة يدل على عصراً جيولوجياً معيناً عاشت فيه خلال الزمن الجيولوجي، لكن فإن زمن وجودها لا يمكن تحديده بشكل مطلق بل هو يكون بشكل تقريبي ونسبي، كما لاحظ الجيولوجيين من خلال نتائج دراسة صخور العصور الجيولوجية المتتابعة على وجود اختلافات داخل الطبقات والتراكيب الصخرية أي أن كل طبقة منها تتميز عن غيرها بنوعية صخورها وتركيبها كما أنها تتميز بمكوناتها ومحتوياتها وعلى قدرتها بالاحتفاظ بمجموعات هامة من الكائنات الحيوانية الأحفورية والتي تبين حدود معينة داخل التتابعات الجيولوجية، وذلك سهل عملية تقسيم المجموعات الصخرية ومن ثم تصنيفها إلى مجموعات تبدأ من الصخور النارية.
وقام سلم الزمن الجيولوجي بتوضيح هذه المجموعات التي ساعدت الجيولوجيين على دراسة العصور المختلفة إلى يومنا هذا.