ما هو عصر الميوسين الرومي المتوسطي؟

اقرأ في هذا المقال


عصر الميوسين الرومي المتوسطي:

لاحظ الجيولوجيين بأن المنخفض الحولابي ويضم (وادي الرون المنحدر السويسري والسهر البارفي وحوض فيينا) من أفضل الأمثلة لفهم عصر الميوسين الرومي المتوسطي، حيث أنه منذ مطلع الميوسين قام البحر الحر بعودة هجومية إلى كل هذه المنطقة الواسعة التي تهيمن جبال الألب عليها والتي انحسر عنها البحر في حوالي نهاية الأوليغوسين، وقد تقدم الطغيان القادم من نهر الرون عبر مراحل متعاقبة، وعاد البحر البورديغالي الأسفل وذلك بعد أن غادر منطقة مرسيليا ليغطي كل من منطقة ناربونة، مونبيللية، نيم، آفينون.
كما بلغ في تقدمه شمالاً بلدة وحوض فوركالكيية ورواسب رمال كثيرة، أما في البورديغالي الأعلى فقد كان الطغيان أكثر اندفاعاً نحو الشمال وبلغ سويسرا بالإلتفاف من حول السلاسل شبه الألبية ولكن دون أن يشغل غرب حوض نهر الرون، وتتميز هذه المرحلة بروسبات حثية في الشمال ومولاس كلسية ذات بريويات حيوانية وقنفذيات مبسطة كبيرة في الجنوب، ومن ثم قام البحر في الفيندوبوني (ولا سيما خلال الهلفيسي) باجتياح منطقة lyonnais وغطى من جديد سائر وادي نهر الرون.
وتوضعت في وسط وجنوب الحوض التشكلات الأكثر عمقاً وهي رمال غضارية غليظة ومارنيات ميكائية ومارنيات غنية بالمستحاثات في تورتوني، وفي السلاسل شبه الألبية تكون عبارة عن رمال مارنية مع تناوبات متواترة من رصيص في القمة وأخيراً نجد في مناطق الطغيان أن صخور الحث الصفراء هي السائدة وتكون سميكة جداً، ثم تختتم الدورة بعد فصل مياه أجاج بتوضع لحقيات قارية بونسية مع قواقع بحرية أو برية ووحيش الثديات ولا سيما في المكمن البديع، كما أن البحر قد بلغ السهل السويسري خلال البورديغالي الأعلى.
وقد كانت الرسوبايت على شكل صخور حث قوقعية متبوعة بمولاس مدينة برن وسان غال، ومن قبل كان قد توضع مولاس الماء العذب الأسفل وهو تركيب مركب يضم الشطي (فحم ليغنيت في كانتون)، والآكيتاني والبورديغالي الأسفل (مولاس مدينة لوزان الرمادي)، وقدج كانت الطبقات البحرية ذاتها متبوعة بفصل بحيري جديد يقابل الفيندوبوني (مولاس الماء العذب الأعلى) الذي يضم مكمن أونينغن المشهور (حشرات) والذي سمحت نباتاته بالتأكيد بأن سويسرا كانت تتمتع حينذاك بمناخ جزر كناري (الخالدات).
أما التاريخ الجيولوجي لحوض فيينا فهو يختلف قليلاً لأننا نعثر هنا على بورديغالي أسفل بحري والذي لا يمكن تبرير وجوده إلا بوجود اتصالات مع البحر الأبيض المتوسط الشرقي عن طريق منخفض شمالي الكاربات.


شارك المقالة: