مفهوم علم الأرض (الجيولوجيا):
هو العلم الذي يبحث في أصل الأرض، وعلاقتها بالكون، مكوناتها، شكلها، تاريخها، العمليات، الحوادث والتغييرات التي عاصرت نشأتها ولعبت دوراً أساسياً في تشكّلها بالصورة الحالية ونتائج ذلك، والجيولوجيا كلمة معرّبة من المصطلح الإغريقي حيث يدل المقطع (geo) إلى جيو بمعنى الأرض، والمقطع (loge) يدل إلى لوجيا وتعني العلم، وبذلك كلمة جيولوجيا تعني علم الأرض.
وقد تخصص علم الأرض أو الجيولوجيا، منذ البدء بدراسة المواد الصلبة غير العضوية والطبيعية التي تتواجد في محيط الإنسان، وهذه المواد تُكوّن القشرة الأرضية ذلك الغلاف الصلب الذي نعيش عليه، ولا يزيد سُمكه عن بضعة عشرات من الكيلومترات.
هذا وقد اقتصر علم الأرض أي الجيولوجيا على دراسة الجزء العلوي من هذه القشرة الأرضية، كما يشمل اهتمام هذا العلم على توضيح عناصر القشرة الأرضية وتكاوينها الجيولوجية (أشكال الكتل الصخرية المكونة للجبال والوديان والسهول والتي تفسر سبب تكون تضاريس هذه القشرة)، وفيما بعد، تبيّن أنّ فهم تطور هذه التراكيب الجيولوجية التي تكون القشرة الأرضية يرتبط بأمرين فيما يلي ذكرهما:
- فهم تطور الكائنات الحية على سطح الأرض من خلال دراسة الأحافير.
- فهم العمليات التي تساعد على تشكيل هذه التراكيب، وقد تبيّن أنّ هناك نوعين من هذه العمليات (الخارجية والداخلية) وفهم هذه العمليات يؤدي إلى تفسير القوى المؤثرة في تشكيل هذه التراكيب.
ولا شك أن النهضة العلمية التي نشاهدها في العصر الحالي وما توصلنا إليه من تقدمٍ وازدهار في علم الأرض مرهون بالثورة الطبيعية التي مصدرها الأرض، وتقاس حضارة الأمم والإنسانية بقدرتها على استغلال كنوز الأرض ودفنها، لذلك نشأة حركات ومنافسات دولية في محاولات لإستثمار ثروات الأرض الطبيعية مثل الفحم، النفط، الغاز الطبيعي والتي تعتبر مصادر الطاقة الأساسية، وأيضا محاولة التنقيب عن المعادن مثل الذهب والفضةوالحديد والماس والفوسفات وما إلى ذلك لما لها من أهميةٍ اقتصادية وصناعية.
والجيولوجيا (علم الأرض) -في وقتنا الحاضر- تحظى بالكثير من الإهتمام من قبل الدول والمجتمعات في العالم، وقد انعكس ذلك بإنشاء المؤسسات والمعاهد والجامعات التي تعنى بدراسة هذا العلم، كما لوحظ اهتمام الدراسات في مجال هذا العلم بما يحقق المزيد من الطاقات والمعرفة نحو الكشف عن مصادر الأرض واستغلالها.