عمر الالتواءات والالتواءات المنضدة:
يأتي مفهوم عمر الالتواء الذي لم نصل إليه تدريجياً ناتج عن وجود ثغرة وتنافر زاوي بين زمرتين من الطبقات المنتضدة، ويكون الالتواء دائماً أحدث من أحدث طبقة في الزمرة الملتوية (حد أسفل)، ويكون أقدم من أكثر الطبقات قدماً التي تغطي بشكلٍ متنافر على الزمرة الملتوية (حد أعلى)، وسيكون تحديد عمر الالتواء أكثر دقة كلما كان هذان الحدان أي عمر الزمرتين وكلما كانت الثغرة التي تفصلهما هامة ولكن هذين الحدين كثيراً ما يتواجدان بشكلٍ قليل أي دقيقتين تقريباً.
وبتطبيق هذه المبادئ أمكن تمييز زمرة من النطاقات الالتوائية الأساسية في أوروبا والتي شكلت في الماضي سلاسل جبلية هامة أصبحت اليوم متهدمة بشكلٍ متفاوت بفعل الحت، مثل: السلسلة الهورونية أو السابقة للكامبري وتكون كل الطبقات فيها للآنغونكي أفقية، أما السلسلة الكاليدونية أو الديفونية تكون الطبقات عائدة للسيلورية غير المصابة بالالتواءات والسلسلة الهريسينية أو الآرموريكية وتتميز بالتواء كل الطبقات العائدة للحقب السابقة للفحمي أو حتى ما قبل البيرمية محلياً، وأخيراً السلسلة الألبية وهي آخر سلسلة وتعتبر تالية للميوسين.
امتداد وتنضُّد الالتواءات لا يتم فيه بناء نطاق التوائي كلياً دفعة واحدة أي أن يكون الالتواء تدريجياً ويمتد رويداً رويداً، وهكذا فإن جبال البيرينية انتصبت في آخر الإيوسين بينما أن الإلتواء الرئيسي الألبي حدث في الميوسين في حين لم تنجز جبال الكاربات التواءها إلا في البليوسين، وينطبق الأمر نفسه على السلسلة الهريسينية لأن أول نطاق ملتو مبتدئاً من وسط فرنسا حتى بوهيما، كان متبوعاً بجعدة موازية تبدأ من جنوب انجلترا مارة ببلجيكا وستفاليا كي تبلغ بولونيا وأخيراً كان هناك جعدة ثالثة نجد آثارها في جنوب إيقوسيا وجنوب روسيا أيضاً.
وقد تتعرض بعض المناطق إلى عدة التواءات متعاقبة فإذا كانت الطيات بالنسبة لنطاق التوائي ذاته تظل نوعاً ما متوازية فيهما بينها، على الرغم من التعرجات التي تكون أحياناً كبيرة جداً في السلسة، فقد يصدف أن يتقاطع اتجاه الطيات في نطاقين التوائيين من عمر مختلف، وهكذا فإن القوس الألبي الكرباتي الذي تتوازى فيه نوعاً ما طياته الألبية مع الطيات الهيرسينية في منطقة جبال الألب الفرنسية، نجد في منطقة جبال الكربات أن الطيات الهريسينية الممتدة بين السوديت في بوهيما حتى دوبروجه في رومانيا تتقاطع بزاوية قائمة تقريباً مع الطيات الألبية.