البنية الإجمالية للكرة الأرضية:
إن الغلافات الأساسية المُختلفة في سماكتها وطبيعتها تكون متتالية لتكوّن الكُرة الأرضية، وذلك من خلال تغليف النواة المركزية، فلنستطيع شرِح البُنية الإجمالية للكرة الأرضية نُركز اهتمامنها على الأغلفة الصلبة متغاضيين في ذلك عن الغلافين الجوي والمائي وما يحويه كل من الغلافين في داخله؛ ويعود السبب في ذلك إلى أن الجيولوجيا بطبيعتها تجعلنا ذو اتصال كبير مع القشرة الأرضية أي القسم السطحي بشكلٍ خاص.
يتكون القسم السطحي بشكلٍ خاص من صخور خفيفة مثل صخر الغرانيت وصخر النايس والتي تكون غنية بالسليليس والألومين، قام العالم الجيولوجي سويس بتسمية هذا النطاق بنطاق سالي (سيال)، كما أن الغلاف الصخري (القشرة الحجرية) تتطابق أيضا في مجال العمل لدى الجيولوجيين والتي تكون كثافتها واقعة بين 2.7 إلى 3، حيث يعتبر هذا الغلاف ذو كثافة رقيقة جداً عندما تتم مقارنته مع الغلافات الأكثر سمكاً وعمقاً، فقد تكون سماكته تقريباً 1000 كيلومتر.
استند بعض المؤلفين على دراسة الإستحالة والتدرج الحراري للأرض (الغراديان)، كما اعتمدوا على الأحداث التجريبية التي تشمل الانصهار ومقاومة الصخور القوية، حيث يتفقون على أن سماكتها يجب أن تكون قليلة وألا تزيد عن بضع عشرات الكيلو مترات، أي أن تكون سماكتها بين 25 إلى 50 كيلومتر، كما تعمل الزلازل على اجتياح القشرة الأرضية بشكلٍ مستمر لكن لا تكون قابلة للتشوه فهذا نادر جداً.
ثم من بعد نطاق سالي يتبعه نطاق يتألف من مواد تتميز بثقلها من المواد الأخرى، حيث تكون مواد رئيسية تتميز بوجود مغنيسيا بالإضافة إلى كل من البازلت والبيروديت (السيليس)، كما أن هذا النطاق يطلق عليه اسم سيما سويس أو النطاق السيمي، حيث يتطابق هذا النطاق بشكلٍ عام مع البيئة الوسطية، كما يتكون من صخور البراكين تلك التي تُقذف على سطح الصخور (البازلت والبيروديتيت) والتي تخترق الغلاف الصخري (الليتوسفير) بشكل دوري.
بدأت هذه الدراسة منذ تطور الأرض حتى يومنا هذا، حيث أن الصخور الوسطية تبلغ كثافتها تقريبا 3، كما أن جميع المواد في هذا النطاق كانت تتشكل من مائع ذو لزوجة عالية وله القدرة على التشوه خلال الزمن حتى لو كانت القوى المؤثرة فيه ضعيفة، ولكن على الضغوط أن تتوزع فيه بشكل هيدروستاتيكي، كما أن البراكين في النهاية يتكون مصدرها الغذائي من طبقة الإنصهار الناري.