الصخور النيوجينية:
النيوجين هو الطابق المتوسطي الرومي الكبير لدى العالم suess والذي يشكل لاحقاً لانحسار نهاية الأوليغوسين، ويبدأ بطغيان ويمكن تقسيمه فرعياً إلى دورين رسوبيين (الميوسين والبليوسين) المنفصلين بانحسار جديد، ويختتم البليوسين ذاته بانحسار رد البحر لما دون مستواه الحالي ثم بفترة الحفر التي مهدت للرباعي، ويكون النيوجين هو عصر النهوض النهائي للسلسلة الألبية واختفاء قارة الأطلنطي وتجزئة البحر الأبيض المتوسط الذي راح يتخذ مظهره الحالي وانغلق من طرف الشرق، ولكنه ظل يحتفظ في الغرب بإتصال مع الأطلنطي بمنخفضين.
حيث كات يتصل من خلال ما يسمى بالشمال الطيقي أي الشمال من غرناطة وجنوب ريفي أي جنوب جبال الريف في المملكة المغربية، وعن طريق هذين البحرين سيتسلل إلى البحر الأبيض المتوسط عناصر وحيشية ذات أنساب شمالية، هذا وتكون ستراتغرافية النيوجين دقيقة نوعاً ما لأن المنخربات الكبرى والفلسيات قد تلاشت، ولحسن الطالع راحت تكتسب الفقاريات ولا سيما الثديات أهمية فريدة ويمكن اعتبارها كأجداد للأشكال الحالية، غير أن الوحيشات البحرية التي كانت على الخصوص قواقع فالون فلا يمكن استخدامها إلاّ مكانياً لأنها تختلف من حوض لآخر.
وهكذا فإن الوحيشات الأطلنطية والرومية التي تكون متشابهة إلى حد ما تختلف بشكل محسوس عن وحيشات بحر الشمال، وتتألف على الخصوص من pectinides تكون إلى جانب الآخينوسات (القنفذيات) المنبسطة هي الأكثر استعمالاً في الستراتيغرافيا النيوجينية، أما من وجهة النظر إلى وحيشات الفقاريات فنذكر أن الخرطوميات ظهرت في أوروبا خلال البورديغالي وأن البليوسين الأعلى يتميز بقدوم أجناس مختلفة مثل bos، أما النبيت الشديد الشبيه بالنبيت الحالي فلم يكن مختلف إلاّ بتوزع الأنواع، وهكذا كان يوجد أشجار نخيل في فرنسا ولكنها كانت تجنح للهبوط في اتجاه الجنوب.
وقد كان النيوجين هو العصر الكبير لانتشار النباتات ذات الأوراق النفضية مما يستدعي وجود فصول، وقد أمكن وذلك بالاستناد على كل هذه الصفات وضع تقسيمات فرعية وكانت كلها من أصل رومي، مما أمكن الجيولوجيين من متابعة المكامن الرئيسية للثديات المتميزة، ويكون للوحيشات في كل هذه الطوابق صفة لاتزال مختلفة جداً عن صفة البحر الأبيض المتوسط الحالي، وإذ نجد فيه بعض الأنواع الحالية فإن الأخرى لا نعثر عليها في أيامنا إلا في السنغال، وما علينا إلا الانتظار حتى بداية البليوسين الأدنى كي يكون الوحيش البحري الرومي مكتملاً.