اقرأ في هذا المقال
- ما هو الوقود الأحفوري؟
- إلى متى سيستمر الوقود الأحفوري؟
- لماذا الوقود الأحفوري سيء؟
- بناء مستقبل للطاقة النظيفة بدلاً من الوقود الأحفوري
بشكل عام في العقود الماضية كان يوجد هناك العديد من التنبؤات حول زوال الوقود الأحفوري، ومع ذلك فقد أثبتت صناعة الوقود الأحفوري أنها مرنة بشكل ملحوظ لمثل هذا التنبؤ، فبالنسبة للنفط كانت النهاية متوقعة لكل عقد تقريباً منذ تأسيس صناعة النفط الحديثة، وبدأ الغاز كوقود ممتاز، ولكن في الواقع كان الأمر ثميناً للغاية لدرجة أن العديد من الدول حظرت حرقه لتوليد الكهرباء حتى عام 1990، ومع ذلك يبدو الآن أنه وفير بشكل كبير.
ما هو الوقود الأحفوري؟
هو عبارة عن بقايا بعض النباتات والحيوانات المتحللة، حيث أنه توجد هذه الأنواع من البقايا داخل القشرة الأرضية، وهي تحتوي على كل من الكربون والهيدروجين والتي يمكن حرقها للحصول على الطاقة، حيث تتشكل هذه الطاقة بسبب تعرضها لضغط ودرجة حرارة شديدة منذ ملايين السنين، وإن كل من الفحم والنفط والغاز الطبيعي هي من الأمثلة على الوقود الأحفوري.
إلى متى سيستمر الوقود الأحفوري؟
بينما تشكل الوقود الأحفوري منذ ملايين السنين كنا نستخدمه للوقود لفترة قصيرة إلى حد ما، ومع ذلك فقد استهلكنا كمية هائلة من الوقود الأحفوري منذ ذلك الحين، مما قد دفع الكثير من الناس إلى التساؤل عن المدة التي سيستغرقها حتى نفاد الوقود الأحفوري.
ولكن إن الجواب ليس واضحاً تماماً، حيث قدمت مصادر مختلفة تقديرات مختلفة مع عدم وجود إطار زمني متفق عليه عالميا، كما أن هناك الكثير من العوامل المختلفة التي يجب أخذها في الاعتبار مثل نوع الوقود الأحفوري الذي نبحث عنه ومستويات استخدامنا الحالية والمستقبلية وما إذا اكتشفنا أي احتياطيات أخرى.
وإذا واصلنا حرق الوقود الأحفوري بمعدلنا الحالي فمن المقدر عموماً أن يتم استنفاد جميع أنواع الوقود الأحفوري لدينا بحلول عام 2060، ولكن من المحتمل أن يتم العثور على احتياطيات جديدة قبل هذه النقطة لتمديد الموعد النهائي إلى حد ما.
لماذا الوقود الأحفوري سيء؟
يوجد لدينا إمدادات محدودة من الوقود الأحفوري، وأن الكمية التي نستخدمها الآن ببساطة ليست مستدامة، والمشكلة تزداد سوءاً مع زيادة عدد سكان العالم، حيث إن الموارد المحدودة في الأرض ليست حتى أكبر مشكلة فهناك الكثير من الجوانب السلبية لنهب الأرض من أجل الفحم والغاز الطبيعي والنفط:
- انبعاثات الكربون: تمثل انبعاثات الكربون العالمية من الوقود الأحفوري حوالي 90٪ من جميع الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري، وبينما تنخفض انبعاثات الكربون في بعض دول العالم تتزايد انبعاثات الوقود الأحفوري العالمية ودرجات الحرارة العالمية (آخذة في الارتفاع).
- تلوث الهواء: يؤدي حرق الوقود الأحفوري عادةً إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي، مما يلوث الهواء الذي نتنفسه، وتم ربط تلوث الهواء في المدن بزيادة أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن إلى جانب قصر متوسط العمر المتوقع.
- تلوث المحيط: يذوب ثاني أكسيد الكربون في البحر، مما يسبب تحمضاً يؤثر على دورات حياة الكائنات البحرية، حيث تمتص محيطاتنا كمية الحرارة الناتجة عن انبعاثات الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتبييض الشعاب المرجانية وموتها.
- تدمير الموائل: تم تدمير مساحات شاسعة من الأراضي لتوفير مساحة لحفر الآبار وخطوط الأنابيب ومنشآت المعالجة المستخدمة في عمليات التنقيب عن النفط والغاز، ويعد اضطراب الموائل والضوضاء الناتجة عن الحفر من أكبر التهديدات للحياة البرية في جميع أنحاء العالم.
بناء مستقبل للطاقة النظيفة بدلاً من الوقود الأحفوري
تدفع الحوافز الحكومية والفيدرالية جنباً إلى جنب مع انخفاض الأسعار أمتنا والعالم ككل نحو مصادر طاقة متجددة وأنظف مثل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية، حيث أن الطاقة المتجددة في طريقها لأن تصبح مصدراً أرخص للطاقة من الوقود الأحفوري، مما يحفز طفرة في تطوير الطاقة النظيفة والوظائف، كما يمكن دمج مستويات أعلى بكثير من مصادر الطاقة المتجددة في شبكتنا الحالية على الرغم من أنه يجب توخي الحذر وبناء الطاقة المتجددة بشكل مسؤول.
وفي الوقت نفسه فإن كفاءة الطاقة من الوقود الأحفوري أنظف وأرخص وأكبر مواردنا للطاقة، حيث أنها تساهم بشكل أكبر في احتياجات الطاقة في معظم دول العالم على مدار السنين الماضية سواءً كان ذلك من النفط أو الفحم أو الغاز الطبيعي أو حتى الطاقة النووية.
وإذا تمكنا من وضع السياسات الصحيحة في مكانها الصحيح فإننا حقاً على استعداد لتحقيق تقدم كبير نحو مستقبل للطاقة النظيفة، وفي الواقع أن العديد من الأبحاث تقول أنه يمكننا خفض استخدام طاقة الوقود الأحفوري في معظم دول العالم بنسبة حوالي 80 في المائة بحلول عام 2050، وللقيام بذلك فإننا نحتاج إلى خفض الطلب على الطاقة إلى النصف وتنمية موارد الطاقة المتجددة بحيث توفر ما لا يقل عن 80 في المائة من الطاقة وكهربة جميع أشكال النقل تقريباً واستخراج الوقود الأحفوري من مبانينا، وسيتطلب ذلك جهوداً متواصلة ومنسقة في مجال السياسات من جميع مستويات الحكومة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية.