كيف يتم معرفة الأحجار النيزكية؟

اقرأ في هذا المقال


الأحجار النيزكية:

تُعرف الأحجار النيزكية على أنها رجوم سقطت من السماء إلى الأرض، وهي أقدم شيء استطاع الانسان أن يمسك به ويكون عمرها من عمر المنظومة الشمسية، وتعد دلائل غامضة الأهمية تجبرنا على إلقاء نظرة شاملة على الأرض والسماء في وقت واحد، وتعتبر مواد علمية تمنح منفذاً للبحث المعاصر عند دراستها بواسطة الأدوات الأكثر تقدماً، كما أن التصريف بين الماضي والحاضر وبين التاريخ الطبيعي والبحث المتطور، يجعل من الأحجار النيزكية مواداً لا مثيل لها.
إن دراسة الأحجار النيزكية تعرف بعلم الكيمياء الكونية، وتعرف في اللغة الفرنسية باسم cosmochimie وعلم النيازك يعرف باللغة الإنجليزية باسم meteoritics، ومن المحاور العلمية التي تعتمد عليها علم النيازك هي تفاعل جسمين يوجدان خارج الأرض مع الغلاف الجوي وتشكيل منظومتنا الشمسية بالإضافة إلى التقدم الجيولوجي الذي يخص الأجرام السماوية إلى نشأة الحياة على سطح الأرض.
هناك الكثير من العينات القمرية التي عادت البعثات الفضائية (أبولّو ولونا) حاملة بها، بالإضافة إلى غبار المذنبات الذي تم جمعه مؤخراً من قبل البعثة الفضائية (ستاردست) الذي أطلقته الإدارة القومية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا)، لكن الأحجار النيزكية (العينات الصلبة) الوحيدة الخاصة في أجسام المنظمة الشمسية هي التي تمكنا من دراستها مخبرياً.
إن الأحجار النيزكية قد عرفت طريقها إلى أرضنا هذه منذ بداية زمن طول جداً، فهناك الكثير من الأساطير والحكايات القديمة التي تبيّن كمية النيازك التي ارتطمت بكوكب الأرض، ويوجد الكثير أيضاً من الرسومات القديمة التي دلت على حدوثها، وما زالت حتى اليوم تصطدم نيازك كثيرة في كوكبنا قد تتجاوز مئتي وثلاثين نيزكاً يومياً، والتي يتراوح شكلها ووزنها من عدة غرامات لتصل إلى أطنان كثيرة.

كيف يتم معرفة الأحجار النيزكية:

يوجد الكثير من الاختبارت التي تساعد في معرفة الأحجار النيزكية فكثيراً ما يصعب التفريق بين الأحجار العادية التي توجد على سطح الكرة الأرضية، وبين الأحجار النيزكيّة التي تسقط من السماء بالنسبة للإنسان العادي، لهذا السبب يجب علينا عمل الكثير من الاختبارات البسيطة والكاملة، والتي يمكن في المحصلة معرفة إن كان هذا الحجر هو حجر أرضي أو نيزك سماوي.
وأول هذه الاختبارات هي معرفة مظهر الحجر وشكله، حيث تعرف النيازك بشكل عام، على أنها تأخذ شكل الحجر الحديدي، لكن من الممكن أن نحصل على نيزك يحتوي على الصفة الحديدية، وحجر آخر يحتوي على الصفة الحجريّة، على الرغم من ذلك من الممكن أن نميز الفرق بينهما من خلال ثقل الحجر، حيث أن النيزك بشكل عام يكون ذو وزن أكبر من الحجارة الأرضية، وعلى الرغم من ذلك فإن العوامل الجويّة تملك تأثير كبير على الحجارة وخاصة القشرة الخارجية التي تتآكل مع مرور الوقت والزمن.
وثاني هذه الاختبارات هو تأثير المغنطة في الحجر النيزكي، والسبب في ذلك أن الحديد بشكل عام يدخل في تركيب النيازك والأحجار النيزكية، لذلك يجب علينا أن نمرر قطعة من المغناطيس على الحجر، فإذا لاحظنا بحدوث انجذاب للمغناطيس فهو يُعد دليل على وجود الحديد في تركيبته، وإن لم يحدث الانجذاب، فيكون حجر من الأرض بكل تأكيد.
أما الاختبار الثالث فهو تأثير الاحتكاك بالحجر النيزكي، فإذا تم حك الحجر عن طريق قطعة سيراميك (معروفة في المنازل وهذا يعتبر أفضل طريقة لتوضيح أصل الحجر)، من المعروف أن الاحتكاك لا يقوم بترك أي لون على النيزك، أي أنه إذا لم يظهر لون للاحتكاك فهو بالتاكيد يكون حجر نيزكي.
أما إذا ترك لون يقرب للون البني أو للون الأحمر، فهو يُعد من حجر الهيماتيت الذي من الممكن أن ينجذب لقطعة المغناطيس، وإن ترك لون قريب من لون الرصاص، فيكون من حجر المغنيتايت الذي يملك القدرة أيضاً على الانجذاب لقطعة المغناطيس.
أما بالنسبة لتأثير المبرد في الحجر النيزكي فهو من الاختبارات التي تتم لمعرفة أصل الحجر، حيث أنه إذا تم حك الحجر من خلال المبرد، فهو يتسبب في إذابة الطبقة السطحيّة منه (سطح الحجر)، حيث يمكننا من ملاحظة إن كان هذا الحجر يمتلك على أي لمعة، يكون دليل على أنه نيزك، وإن لم يكن هناك أي لمعة فهو عبارة حجر من الأرض بكل تأكيد.
وآخر الاختبارات هو اختبار النيكل في الحجر من خلال وضع الأسيد، حيث أنه إذا وضع الأسيد على النيكل فإن لونه يتغير إلى اللون الوردي، والسبب في ذلك أن النيازك تحتوي في تركيبتها على النيكل، وإن لم يتغيّر لونها فتكون عبارة عن حجر أرضي عادي.


شارك المقالة: