معلومات عن أبو بكر الرازي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أبو بكر الرازي:

هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازيّ، وُلِد وتوفيّ في إحدى مُدن إيران والتي كانت معروفة أنذاك بإسم” ري”، كان أبو بكر أعظم طبيباً عربيّاً إسلاميّاً شهدته المنطقة في ذلك الوقت، إذ تولّى العديد من المناصب المُهمة والمرموقة، إلى جانب تأثّره الكبير بمجموعة من العلماء والشعراء الذين سبقوه من أهمهم سقراط الذي أخذ عنّه العديد من علوم الفلسفة، كما أنّه أخذ عن أبقراط الفطنة والذكاء وكيفيّة إبداعه في مجال الطب.

هذا وقد تميّز أبو بكر الرازي بأخلاقه الفاضلة، حيث تحلّى بأمانتهِ وكرمهِ وسخائهِ، كما أنّه كان ممّن يؤمنون بالصداقة ويكرسون معانيها، إلى جانب تميّزه بعطفه على الفقراء والمساكين وخاصة المرضى منهم حيث كانت لهم مُعاملةً خاصة؛ الأمر الذي دفعه إلى أن يؤلّف كتاباً خاصاً بهم أُطلق عليه اسم” كتاب طب الفقراء” الذي ذكر فيه العديد من الأمراض المُختلفة وطرق علاجها والوقاية منها عن طريق الأغذية والأعشاب.

اشتهر الرازي بأمانته العلميّة، حيث أنّه كان لا يقوم بنشر أو ذكر أي أمر من الأمور المُكتشفة التي أخذها عن غيره من العلماء أو المُخترعين إلّا ويذكر اسم ذلك الذي أخذ عنّه؛ الأمر الذي جعله يكتسب ثقة كل من يدور ويعيش حوله.

أبو الطب العربي:

لُقّب أبو بكر الرازي بأبو الطب العربيّ؛ وذلك نظراً لتميّزه ونشاطه الدائم، إضافةً إلى فطنته وذكائه ومهاراته في مجال الطب، كما أنّه تميّز بكثرة إنجازاته وإبداعاته في ذلك المجال؛ الأمر الذي جعله واحداً من أهم رجال وأعلام الطب في العالم العربيّ والإسلامي.

تمكّن أبو بكر الرازي من تأليف مجموعة كبيرة من الكُتب التي تتناول مواضيع مُختلفة يدور محورها الأساسي حول الطب والأدويّة وكيفيّة علاج العديد من الأمراض؛ حيث كانت وما زالت هذه الكتب مصدراً ومرجعاً مُهم يتم اللجوء إليه من قِبل العديد من الطلبة والمُدرّسين.

أهم إنجازات الرازي في مجال الطب:

تميّز الرازي في مجال الطب بشكلٍ يفوق تميّزه عن باقي العلوم والمجالات، حيث عُرّف عنّه أنّه كان أول من استخدم الزئبق في إنتاج العديد من المراهم والكريمات التي تُستخدم لعلاج العديد من الأمراض، كما أنّه كان أول عالِم إسلامي عربي تمكّن من تفسير وشرح عمليّة استخراج الماء من العيون.

هذا وقد تميّز الرازي بشكلٍ كبير في علاج حالات السُّعال والكحة الجافة حيث كان أول من قام باستخدام مادة الأفيون لعلاج مثل تلك الحالات، إلى جانب أنّه كان أول من قام بصناعة المُليّنات وإدخالها إلى علم الصيدلة، كما أنّه اشتهر بإعتماده الكبير على الأعشاب والغذاء لعلاج العديد من الأمراض؛ الأمر الذي جعله يرفض في أغلب الأحيان استخدام الأدويّة الكيميائيّة في وصفاته الطبيّة.

إلى جانب ذلك فقد كانت أهم مُعتقدات الرازي هي أنّ فترة الشفاء والعلاج لا ترتبط بمدى خطورة المرض أو أثره، إيماناً منه أنّ نفسيّة المريض ومن حوله هي أفضل وسيلة يُمكن من خلالها تقليص فترة العلاج، فمثلاً وحسب اعتقاده كان يرى بأنّ المرض الذي قد يحتاج علاجه إلى عدة أيام أو شهور أو سنين قد يتم علاجه خلال ساعةً واحدةً؛ وهذا هو سبب قيامه بتأليف كتابه الشهير” برء الساعة”.

هذا وقد كان الرازي يرى أن لطبيعة الأجواء والظروف التي تُحيط بالشخص إلى جانب المكان الذي يعيش به وحتى وظيفته أو مهنته لها تأثيراً كبيراً قد يكون صحيّاً أو سلبيّاً على صحة ذلك الشخص، كذلك الأدويّة فمن وجهة نظره كان يؤمن بأنّ مفعول الأدويّة وتأثيرها يرتبط بشكلٍ كبير بإعتدال المكان أو انحرافه، وهذا ما تم تأييده من قِبل العلم الحديث.

استطاع أبو بكر الرازي أن يُفرّق بين كل من الحصبةوالجدري، كما أنّه تمكّن من تشخيص حالة كل من تلك الأمراض وتقديم وصفةً علاجيّةً لها، إلى جانب أنّه تمكّن من تطوير الغُرز الجراحيّة وإدخال العديد من المركبات الكيميائيّة في علاج العديد من الأمراض، كما أنّه كان أول من توصّل إلى وجود عدوى وراثيّة لمجموعة من الأمراض كالسكريوفقر الدم.

أشهر الأدلة التي تُبيّن ذكاء الرازي:

اشتهر الرازي من بين جميع العلماء العرب والمُسلمين بذكائه وفطنته، حتى قرر الخليفة العباسي أن يمتحن ويُحدد درجة ذكاء الرازي فطلب منّه أن يقوم باختيار مكاناً مُناسباً لبناء مشفى في بغداد، فقرر الرازي إجراء تجربةً بسيطة تُمكّنه من اختيار ذلك المكان.

كانت تجربة الرازي تعتمد على مجموعة من قطع اللحم الطازج، ثم بدأ بتوزيعها على أفضل أربع مناطق كان قد اختارها الرازي، وبعد انتهائه من التوزيع بدأ يُراقب تلك القطع ويُلاحظ مدى سُرعة تعفّنها وتأثرها بالرطوبة والهواء، إلى أن تمكّن من اختيار المكان الذي تأخر فيه فساد قطعة اللحم، والذي يُعتبر أفضل مكان لبناء المشفى؛ وذلك نظراً لتحليله الذي كان يقوم على مبدأ أنّه كلما كان الهواء أنقى كلما كانت المُحافظة على صحة وسلامة المريض بشكلٍ أكبر.

وفاة أبو بكر الرازي:

توفيّ أبو بكر الرازي في نفس المكان الذي ولد فيه، حيث وافته المنيّة في التاسع عشر من تشرين الثاني عام” 923″ ميلادي، هذا وقد ذكرت العديد من الروايات بأنه قد أصيب في العمى في آخر حياته إلى جانب أنّ صحته قد تدهورت بشكلٍ ملحوظ.


شارك المقالة: