اقرأ في هذا المقال
ما هي ميكانيكية تشكل السلاسل الجبلية على القشرة الأرضية؟
مما لا شك فيه أن منشأ السلاسل الجبلية يتوضع في المعطف العلوي، حيث تصل حركات مواد بأحجام ضخمة، بالواقع إن السلسلة الجبلية تتشكل عندما تقترب كتلتان من بعضهما البعض، وبما أن هاتين الكتلتين لهما أبعاد كبيرة فإن سبب التقارب يجب أن يتوضع في الأستينوسفير.
ولأجل فهم منشأ السلاسل الجبلية لا بد من دراسة الكتل الصخرية وحركاتها وتصرفاتها، أي أنه لا بد من دراسة النظرية الجديدة التي تسمى (tectonique de plaques)، كما يوجد الكثير من الجيولوجيين الذين عملوا على دراسة النظريات والفرضيات التي تفسر تشكل الجبال.
أهم الفرضيات التي حاولت تفسير تشكل الجبال:
- تقلص الكرة الأرضية: وهي إحدى أقدم النظريات التي طرحت لتفسير تكون الجبال، وقد صيغت لأول مرة من قبل إيلي دوبومونت، وهي تستند على فرضية التبرد المستمر للأرض، مما يسبب تناقصاً في قطر محيط الكرة الأرضية يؤدي إلى خسف القشرة الأرضية.
وهذه الحوادث المركزية تترافق بعمليات انضغاط وتمدد؛ أي بحركات تماسية تصيب المناطق الضعيفة من القشرة وبخاصة نطاقات الجيوسنكلينال مولدة التواءات، وهكذا تنطوي وتتجعد قشرة الأرض كقشرة التفاحة، ونجد دعماً لهذه النظرية في كتاب الجيولوجي النمساوي بعنوان وجه الأرض.
إن الحسابات الترموديناميكية التي قام بها العالم قوقل (goguel) في كتابه الذي يسمى (la traite tectonique) بينت أنه في حالة جبال الألب يجب أن نتصور أن الأرض تبردت بمعدل 2000 درجة، وهو ما لا يتفق مع طبيعة الحياة في هذه المنطقة خلال الأزمان البعيدة. - نظرية انسياح القارات: إن فكرة القارات هي قديمة جداً تعود لعام 1858 عندما نشر العالم الجيولوجي (R.P.PLACET) مذكرة بعنوان (أين موضح أن أمريكيا لم تكن مفصولة قبل الطوفان عن الأجزاء الأخرى من العالم)، ولكن الفضل في هذه النظرية يعود للأمريكي تايلور والجيوفيزيائي فغنر اللذين دفعاً عنها بحماس وولع شديدين.
فقط لاحظ العالم فغنر التشابه في الشكل بين الشواطئ الأمريكية والشواطئ الأفريقية للأطلنطي بالإضافة إلى تطابقات جيولوجية وتطابقات مناخية وباليونتولوجية، مما دعاه إلى تعميم هذه النظرية على الأرض كافة، ويرى هذا العالم أن التقلص الأولي للقشرة السيالية العائمة فوق السيما يؤدي إلى تشكل قارة وحيدة يمتد حولها محيط واحد وقاعدته تكون مكونة من السيما.
إن جهة الانتقال مزدوجة نحو الاستواء بفعل قوى الدوران الطاردة وباتجاه معاكس لاتجاه دوران الأرض بفعل عملية المد والجزر، ومنذ العصر الجوراسي فإن القارة القطبية الجنوبية واستراليا انفصلت عن بعضها البعض، ثم تابعت أستراليا انتقالها نحو خط الاستواء مبتعدة عن (Tasmanie) ونيوزلندا.
بينما انفصلت مدغشقر والهند عن المجموعة الآسوية مؤدية إلى نهوض الهملايا وآسيا المركزية، كما تشكل الحوض الأطلنطي من جراء حركة أمريكا السريعة نحو الغرب بالنسبة للعالم القديم، ويغلق الجيولوجي ارغو (ARGAUD) أهمية كبرى على توضيح تشكل الجبال بدءاً من نظرية انزياح القارات بدلاً من التعمق في توضيح النظرية ذاتها، فهو يرى أن تشكل الجبال وبخاصة جبال الألب الناتجة عن دفعات مماسية. - اتساع الكرة الأرضية: تعتبر هذه النظرية معاكسة لنظرية التقلص وقد صيغت باسلوبين مختلفين وهما:
- يعتبر العالم ماتشينسكي أن بعد تصلب القشرة السيليكاتية فإن الخسارة الحرارية تقل ويعود مركز الكرة الأرضية فيتسخن من جديد مؤدياً إلى تمدد بسبب حصول انقطاع، ومن هنا أطلق على فكرته عبارة الانقطاع تحت تأثير الشد، كما أن الكتل التي تشكلت بهذه الطريقة يكون لها أقطار أصغر من الكرة الأرضية، وإن إعادة تصحيح توازنها واستقرارها يؤدي إلى تشكل الجبال.
- يعتبر الهنغاري ايجيد أن قوى الجذب بين جسمين منفصلين عن بعضهما بمسافة محددة تتناقص مع مرور الزمن، ومع تقدم الزمن ينخفض الضغط في كل نقطة داخل الأرض، بحيث تتناقص كثافة المادة المكونه بها وبالتالي يحدث تمدد، وقد اطلق على فكرته اسم النظرية الديناميكية للأرض.
ضمن الشروط السابقة يتضح أن القشرة الأولية كانت تغطي كرة نصف قطرها 3000 كيلو متر منذ 4 مليارات من السنين، وقد أدى تمزق هذه القشرة إلى صعود الماغما الأساسية، وبما أن كثافة هذه الماغما كبيرة فإنها تتصلب على عمق أكثر من 4 أو 5 كيلو متر من عمق القشرة السيالية مشكلة قاع المحيطات.
- يعتبر العالم ماتشينسكي أن بعد تصلب القشرة السيليكاتية فإن الخسارة الحرارية تقل ويعود مركز الكرة الأرضية فيتسخن من جديد مؤدياً إلى تمدد بسبب حصول انقطاع، ومن هنا أطلق على فكرته عبارة الانقطاع تحت تأثير الشد، كما أن الكتل التي تشكلت بهذه الطريقة يكون لها أقطار أصغر من الكرة الأرضية، وإن إعادة تصحيح توازنها واستقرارها يؤدي إلى تشكل الجبال.
- نطرية العوم: طرحت هذه النظرية من قبل الأمريكية غريجز الذي بين من جراء ملاحظته أنه إذا سخنا بالوناً يحتوي على ماء ونشارة خشب، فإننا نلاحظ انتقال السائل على شكل تيارات حملانية؛ وذلك لأن الماء الساخن في الأسفل أخف من الماء البارد على السطح، مما يؤدي إلى صعود الأول بحيث يتشكل لدينا طبقات مائية تتعاقب فوق بعضها البعض حسب كثافتها المتناقصة نحو الأعلى.