الإرهاب الدولي وشرعية المقاومة

اقرأ في هذا المقال


أصبح الاستخدام غير القانوني للعنف ظاهرة جديدة، ولكن في ظل الأزمة الأخلاقية التي يمر بها النظام الدولي والانتقائية وفقًا لقواعد القانون الدولي المعمول به، أصبح الإرهاب محور التركيز في السنوات الأخيرة. ويتم تطبيق القانون الدولي والشرعية الدولية سياسيًا، ممّا أدى إلى زيادة العنف في أجزاء مختلفة من البلاد.

تعريف الإرهاب:

الإرهاب: هو الاستخدام غير المشروع للعنف أو التهديد بالعنف بدوافع غير مشروعة، وهدفه الأساسي نشر الرعب بين الدول وتعريض حياة الأبرياء للخطر، سواء أكان بلدًا أو جماعة أو فردًا هو من يقوم بارتكاب الإرهاب. وهذا ينتهك القواعد الأساسية للسلوك الإنساني، كما أنه ينتهك القوانين المقدسة والشرعية الدولية؛ لأنه يقوم بانتهاك حقوق الإنسان.

وتشير ظاهرة انتشار الإرهاب في جميع أنحاء العالم إلى الأزمات الفكرية التي تعيشها المجتمعات المختلفة، وهذا يتعلق بفلسفة العنف لتحقيق أهدافه، وانتشار العنف على المستوى الدولي يعبر عن قضايا سياسية تتعلق بالإرهاب. وجوهر العلاقات الدولية القائمة على الحكم العسكري لدولة قوية ومصالح دولة ضعيفة.

الإرهاب الدولي وشرعية المقاومة:

على الرغم من أنه تم التوصل إلى إجماع دولي حول مفهوم النضال المشروع للأمم والشعوب، إلا أن المجتمع الدولي لم يتوصل بعد إلى اتفاق بشأن تعريف محدد لمفهوم الإرهاب؛ بسبب اختلاف المعايير بين الدول والآراء المختلفة بشأنها. ولذلك، فإن العنف ومصطلح استخدام القوة هو مفهوم نسبي، مع وظيفته الخاصة والغرض والظروف والبيئة وليس مجرد مصطلح موات أو مسيء.

وقام بعض الباحثين من الفقهاء الخبراء بتوسيع نطاق تعريف الإرهاب ليشمل الاعتداء على الأشخاص والممتلكات، واعتبر البعض دوافع الجناة للتمييز بين الاعتداءات الإجرامية والاعتداءات السياسية.

ويخلط فقهاء آخرون بين الإرهاب المحظور والحق في المقاومة والاستخدام العادل للقوة لإنهاء الاستعمار والاحتلال وممارسة الحق في تقرير المصير، إلا أن النصوص والأعراف الدولية والإنسانية وأحكام الشريعة الإسلامية من جهة أكدت الاختلاف بين المقاومة والجهاد في مختلف الجوانب القانونية والسياسية والاجتماعية، ومن جهة أخرى أكدت على آثار الإرهاب في حالتين الاختلافات والوسائل المستخدمة والأهداف المنشودة في هاتين الحالتين.

وبعد مراجعة الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية المختلفة المتعلقة بحقوق الإنسان، وخاصة فيما أتى في العهدين الدوليين، (العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية)، فإن الحق المعترف به عالمياً في تقرير المصير، فضلاً عن حقه الخالص المبدأ السياسي عندما يتعلق الأمر بتغيير الحقوق القانونية، يجب القول إن على كل دولة التزامًا بتجنب أي أعمال قسرية تحرم الشعوب غير المستقلة من حقها في تقرير مصيرها أن تخضع للاحتلال أو الاستعمار.

ومنذ أن أثارت عصبة الأمم هذه القضية عام 1937، بذل المجتمع الدولي جهودًا لتعريف مفهوم الإرهاب، وخلصت الجهود اللاحقة إلى أن الاستعمار من أهم دوافع المقاومة الاستعمارية، ويسمى إرهاب المحتلين إرهابًا؛ لأن المراجعة من الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال السبعينيات أن أحد الأسباب الأساسية لاستخدام العنف هو استمرار سيطرة الاستعمار وسيطرته على الأراضي التي تم انتهاكها بعنف، لذلك تبنت الأمم المتحدة الدافع وراء هذه الظاهرة الأسباب، حيث يوفر فهمًا معياريًا وموضوعيًا، ويميز ما إذا كان الإرهاب جريمة دولية أو ما إذا كان الكفاح المسلح يعتبر من الجرائم الدولية.

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن كفاح الشعب من أجل التحرر من الحكم الاستعماري والأجنبي، بما في ذلك القوات المسلحة للمستعمرات، هو كفاح قانوني ووافقت على تصميم دول العالم على تقديم المساعدة للشعوب التي تكافح من أجل تقرير المصير و مساعدة الأمم المتحدة في هذا الصدد، فجهود هؤلاء الأشخاص في الكفاح المسلح حيث يمكنهم الحصول على دعم خارجي، فهم يقاتلون ضد دول استعمارية أو عنصرية أو احتلال أجنبي.

ونظراً لجهود الأمم المتحدة في حصر مفهوم الإرهاب بدلاً من الخلط بينه وبين حق وشرعية المقاومة، لم تتعاون الولايات المتحدة في السعي لاستبدال المعايير واستبدالها بشكل انتقائي لإنجاح هذه الجهود من أجل تحقيق النجاح. وتمكنهم من اتباع معاييرهم الخاصة. وتؤدي اتجاهات الرغبة والتنمية إلى تصنيف فريد لأعمال العنف. ويجب أن يشمل مفهوم الإرهاب المقاومة القانونية والجهاد والكفاح المسلح.

وفي ظل هذه الظروف الجديدة، من الضروري إعادة التأكيد على المفهوم الصحيح للمقاومة والنضال والجهاد، والحفاظ عليها كحقوق إنسانية مستقرة، والحفاظ على شرعيتها، وضمان دعم المجتمع الدولي لها، وفصلها تمامًا عن أي منها. وما تحاول الوثيقة التأكيد عليه هو ما يمكن وصفه بالإرهاب والأعمال الوحشية، وذلك انطلاقاً من العمق الثقافي والبراعة الفكرية والطموحات المستقبلية للدول العربية والإسلامية، ويؤكد تاريخها أنها دولة تحارب الإرهاب والرد على العدوان ودفع المعاملة غير العادلة.


شارك المقالة: