تشير المبادئ القانونية العامة إلى تلك المبادئ التي يستنتجها القضاء وتعلن ضرورة التزام الدائرة الإدارية بها ويكشف القاضي وينطبق على المنازعات المعروضة عليه من خلال الضمير القانوني العام للبلاد.
المبادئ العامة للقانون الإداري
لا يلزم تضمين المبادئ العامة للقانون الإداري في النص القانوني المكتوب لأنها قد تكون خارج النص القانوني. وينظر القضاة في طبيعة النظام القانوني والأهداف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وقيم الدين والثقافة السائدة في المجتمع. وعلى الرغم من وجود اختلافات في الاجتهاد القضائي فيما يتعلق بالقيمة القانونية للمبادئ القانونية العامة، فقد قرر القضاء أن هذه المبادئ ملزمة للسلطة التنفيذية ويمكنها بالتالي استئناف قرار إلغاء نشرها، بما في ذلك انتهاك هذه المبادئ وإلحاق الأذى بالأفراد.
من بين المبادئ القانونية العامة التي صاغها مجلس الدولة الفرنسي وأصبحت القواعد الأساسية للقانون الإداري ونظام القانون العام في سيادة القانون وهي:
- مبدأ عدم تتبع القرارات الإدارية.
- مبدأ المساواة في المرافق العامة.
- مبدأ المساواة في النفقات العامة.
- مبدأ حقوق التقاضي.
- مبدأ عدم التعدي على الحقوق ونظرية الحالة الخاصة.
بهذا المعنى، فإن العدالة الإدارية لا تخلق مبادئ قانونية عامة، بل يقتصر دورها على الكشف عنها والتحقق من وجودها في الضمير القانوني للبلد وبالتالي فإن على الإدارة والعدالة مسؤولية احترامها وتقييدها. وإنها تشبه القواعد المكتوبة كقواعد ملزمة.
أنواع المبادئ القانونية العامة
النوع الأول: المبادئ العامة للتقنين
مثل الأمور المدنية والتجارية والمبادئ الجنائية وهذه المبادئ لها أصل واسع ولها قوة إلزامية كمبادئ تشريعية. على سبيل المثال، عندما يفصل قاضي مدني في نزاع معروض عليه، سيجد أمامه مجموعة كاملة من القوانين، بما في ذلك المبادئ العامة للقانون المدني والقواعد المدنية التي يجب تطبيقها، وفي معظم الحالات، سوف يسري على نص النزاع المقدم إليه.
وفي حالة عدم وجود نص واضح، يجد القاضي نفسه مضطرًا إلى الرجوع إلى المبادئ العامة المذكورة في نص القانون المدني وهي مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة.
النوع الثاني: المبادئ غير المقننة
لا تستند هذه المبادئ القانونية إلى نصوص مكتوبة صادرة عن السلطات العامة التي لها الحق في النشر. وفي الواقع، هذه المبادئ مستمدة من العدالة، وليس التشريع، مما يعني أنها ليست محددة من خلال دستور واضح أو نص قانوني إلزامي بطبيعته ولكن من خلال قرارات قضائية. أو بعبارة أخرى، يتم تأسيسها من قبل الجهاز القضائي الإداري وفقًا لسلطاته في عملية إرساء مبادئ القانون الإداري.