الاختلافات بين إنهاء العقد الإداري والحالات المماثلة إذا كان الفسخ عقوبة توصف بأنها خطيرة على الأطراف المتعاقدة؛ لأنها تنهي العقد، ولكن للإدارة وسلطاتها العامة الحق في إنهاء العقد بالإلغاء بناءً على طلب المصلحة العامة، ويجوز للسلطة التنفيذية اللجوء إلى السلطة القضائية لطلب إنهاء عقد الامتياز، ولذلك نعتقد أنه من الضروري فهم إلغاء العقود ومصادرتها وشرح أوجه التشابه والاختلاف الرئيسية بينهما مع الإلغاء.
تمييز فسخ العقد الإداري عن أوضاع مشابهة
1- التفريق بين إنهاء العقد الإداري وفسخ العقد
تختلف العقود الإدارية عن العقود المدنية والعقود المدنية تسودها قواعد العقد وقوانين الأطراف وللإدارة وسائل السلطة العامة، ومن أهم مظاهرها الحقوق، ويجوز للجهة الإدارية إنهاء العقد أو تعديله من تلقاء نفسها دون موافقة الطرف الثاني في العقد.
ونظرًا لأن متطلبات المصلحة العامة قد تتطلب إنهاء العقد، والحق نفسه موجود بغض النظر عما إذا كان العقد ينص، فإن السلطة المختصة لها السلطة التقديرية لإلغاء العقد دون أي خطأ من قبل المقاول لإثبات ذلك.
وهذا يتفق عليه الفقه الإداري، كما نصت عليه المحكمة الإدارية قائلة: (للإدارة دائمًا الحق في إنهاء العقد، إذا رأت أن ذلك يقتضي المصلحة العامة، فالطرف الآخر لا خيار أمامه سوى المطالبة بالتعويض).
وأما بالنسبة لمجلس الدولة الإداري، فقد ذكر في القضية (في حالة عدم وجود خطأ جسيم من قبل المقاول، لا يُسمح بفكرة الإلغاء الجنائي ولكن يجوز للإدارة وفقًا لسلطتها العامة، إنهاء تنفيذ العقد مقابل تعويض مناسب)، أدى ذلك إلى إنكار سلطة السلطة التنفيذية من جانب واحد، والتي سرعان ما تبين أنها خاطئة، خاصة وأن معظم الفقهاء في فرنسا ومصر أكدوا وجود مثل هذه السلطة التنفيذية في العقود الإدارية.
2- إنهاء العقد وإلغاءه حسب تقدير الخاص
وفقًا للفقيه الإداري ريفيرو روسي، تم تعديل سلطة إنهاء العقد من جانب واحد كشكل من أشكال التعديل من جانب واحد للعقد، أما عن أساس هذه القوة، ونقطة الخلاف هي ما إذا كانت المصلحة العامة والمنفعة العامة تتطلب، أو ما إذا كان مفهوم السلطة العامة وامتيازات القانون العام تبرر مثل هذه السلطة.
يعتقد فقهاء إداريون أن أساس هذه السلطة يكمن في المصلحة العامة وأن المصلحة العامة للمنشأة هي تبرير لإلغاء العقد.
وأما البعض الآخر من الفقه فيؤكد أن أساس هذه السلطة هو تحقيق المصلحة العامة وضرورة المنفعة العامة وفكرة السلطة العامة وصلاحية القانون العام.
وأما بالنسبة للقضاء الإداري، فإن مفهوم المصلحة العامة ومتطلبات المرافق العامة يستخدم في معظم أحكامه كأساس قانوني للترخيص بإنهاء العقد الإداري من جانب واحد، ويجب على السلطة التنفيذية الإصرار على استخدام هذه السلطة من حيث الشرعية الإدارية وتحقيق المصالح العامة.
وإن فكرة وصف المصلحة العامة ومتطلبات المنفعة هي الأسس القانونية التي يمكن أن تمنح صلاحية إنهاء العقد من جانب واحد.
3- تمييز إسقاط العقود الإدارية وفسخها
الإسقاط هو مصطلح يستخدمه المستشار الإداري خلال قضية ما، حيث تم استخدام هذا البند أيضًا من قبل المجلس الإداري في حالة شراكة من أجل تزويدها نسبة الثقة التشريعية، والتي خصها بإنهاء عقد الامتياز. تختلف العقوبة عن الإلغاء في أن الأخير يقترح أن تقرر السلطة التنفيذية إنهاء جميع العقود الإدارية بناءً على صلاحيات الإنفاذ المباشر والقاضي المختص، ما لم تحتفظ السلطة التنفيذية بهذا الحق في العقد لنفسها دون الوصول إلى العدالة.
يجادل بلاندو بأن المصادرة هي عقوبة تعاقدية بحتة لا تُفرض ما لم ينص العقد على خلاف ذلك، وأن إنهاء العقد بسبب خطأ المقاول أو إهماله هو عقوبة بدلاً من المصادرة عندما لا يكون هناك دخل من العقد.
وفي هذه الحالة، يجب أن تطلب السلطة التنفيذية من السلطة القضائية إنهاء العقد بموجب القاعدة العامة، مع ملاحظة أن محتوى مطالبة الفقيه الإداري بيليندو قد انتقدها الفقيه الإداري جيز، الذي قال إن التمييز بين الإلغاء والمصادرة كان خاطئًا؛ لأن كلاهما صُمما لإبعاد المدين من المرفق العام، والفرق بين الاثنين هو فقط في طريقة التعبير، وكلاهما يتطلب من الطرف المتعاقد أن يرتكب أخطاء جسيمة.
وفي النهاية لا توجد صعوبة في الأمر عندما ينص العقد على أن للسلطة الإدارية الحق في إنهاء العقد وفقًا لتقديرها الخاص، حيث يعتبر هذا تنفيذا لقاعدة “الشريعة للأطراف المتعاقدة”، والتي تعد دائمًا إحدى القواعد وشروط العقد في قانون التخصيص، وينص العقد الإداري بوضوح على حق الإدارة في إنهاء العقد لبعض المخالفات.