قضية اللاجئين في القانون الدولي

اقرأ في هذا المقال


يشهد العالم أعلى مستوى من النزوح في التاريخ، فاعتبارًا من نهاية عام 2018 نزح حوالي 70.8 مليون شخص على مستوى العالم بسبب الصراع والاضطهاد. ومن بين هؤلاء النازحين، هناك ما يقرب من 30 مليون لاجئ، وأكثر من نصفهم تقل أعمارهم عن 18 عامًا. وهناك أيضًا ملايين الأشخاص عديمي الجنسية الذين يستهدفون الأشخاص الذين حُرموا من جنسيتهم وحقوقهم الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل.

قضية اللاجئين من المنظور الدولي:

تعتبر قضية اللجوء والتهجير القسري من أكثر القضايا التي تواجه المجتمع الدولي؛ لأن فئة اللاجئين والنازحين من الناس هي الأكثر عرضة للمعاناة في العالم العربي، سواء كان ذلك بسبب الصراع أو الاضطهاد أو أنواع أخرى من انتهاكات حقوق الإنسان، لكننا اليوم بحاجة إلى التعامل مع هذه القضية دوليًا لإعادة تقييم التحديات التي تواجهها هذه القضية.

فعلى الرغم من أن الحماية الدولية للاجئين كانت تتم بشكل سلبي في الماضي، إلا أن إجراءات الحماية قد تحركت الآن في اتجاه آخر، حيث يقوم على نهج شامل لمشاكل اللجوء والتهجير القسري، خاصة عند ظهور تحديات ضخمة. وفي مواجهة قضايا اللاجئين، ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو التحديات الناجمة عن زيادة النزاعات المسلحة، والطبيعة المتغيرة للنزاعات الدولية والمحلية (الداخلية)، وزيادة تحركات السكان والتحديات العامة التي تواجه العمل الإنساني فشل المجتمع الدولي في تقديم الدعم المالي المفوضية والبلد المضيف.

حماية اللاجئين بموجب القانون الدولي الإنساني:

القانون الدولي الإنساني هو فرع من فروع القانون الدولي العام، وله أصل حديث نسبيًا، إذا سمح له أحد أطراف النزاع بتوفير حماية خاصة للاجئين. وفي حالة حدوث صراع مسلح دولي، يتمتع مواطنو أي بلد، بعد فرارهم من الأعمال العدائية واستقرارهم في بلد العدو، بالحماية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة على أساس أنهم أجانب يقيمون في أراضي الدولة الطرف في النزاع. حيث تطالب الاتفاقية الرابعة الدولة المضيفة بمنح معاملة تفضيلية للاجئين وتجنب معاملتهم كأجانب كثيرين على أساس جنسيتهم لأنهم غير محميين من قبل أي حكومة.

فإذا كان مواطنو دولة مسالمة يعيشون في أراضي دولة محاربة، فيجب حماية اللاجئين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة إذا لم يكن لبلدهم علاقات دبلوماسية مع الدولة المحاربة. وفي حالة احتلال أراضي دولة ما، سيحصل اللاجئون المنتمون إلى بلد مواطنيها على حماية خاصة؛ لأن الاتفاقية الرابعة تحظر على سلطة الاحتلال اعتقال اللاجئ، ولكنها بدلاً من ذلك تمنع محاولاتها أو تدينه أو تطرده من الأراضي المحتلة.

وإذا كان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ينفذ تدابير الحماية والمساعدة وفقًا للمعايير الدولية، فستلعب اللجنة الدولية نفس الدور وفقًا لقواعد القانون الإنساني الدولي وتكون مسؤولة بشكل مباشر عن ذلك.

وتتدخل اللجنة الدولية في مصير الضحايا المدنيين للنزاع المسلح أو الاضطرابات حتى تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من التدخل في هذا الشأن. وهذا يشمل اللاجئين المشمولين بالقانون الدولي الإنساني بحيث يمكن للمتحاربين تطبيق القواعد ذات الصلة لاتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك في ساحة العمل الميداني، فهو يحاول زيارة هؤلاء اللاجئين وتزويدهم بوسائل الحماية والمساعدة اللازمة.

وتتمثل إحدى الاهتمامات الرئيسية للجنة الدولية في إرجاع اللاجئين إلى بلادهم، حتى لو لم تشارك بشكل طبيعي في إجراءات إعادة اللاجئين إلى ديارهم، فإنها تتطلب من الدول والمنظمات ذات الصلة تحديد التاريخ الدقيق وشروط عودة اللاجئين.

وكما يحظر البروتوكول الثاني (المادة 17) النقل القسري للمدنيين؛ لأنه ما لم تكن هناك ظروف خاصة، فلا يجوز الأمر بترحيلهم، وهذا بالضبط ما تنص المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن نقل السكان قسرًا إلى جريمة ضد الإنسانية؛ لأن العديد من الأشخاص أجبروا على ترك منازلهم والبحث عن الأمان في مكان آخر لتجنب الاضطهاد والنزاعات المسلحة والعنف السياسي، حيث بدأ المجتمع الدولي في التعامل مع هذه القضايا، مع التركيز على الجوانب الإنسانية لمشكلة اللاجئين.

وهذا التمييز بين السياسة والإنسانية مكّن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين من العمل خلال حقبة الحرب الباردة وما بعد الصراع المسلح. لذلك، تُعرَّف الوظائف الأساسية للجنة بأنها الوظائف المزدوجة للسياسة والنزعة الإنسانية. مع زيادة عدد اللاجئين حول العالم، ازداد الاهتمام أيضًا بقضايا اللجوء، وفي الآونة الأخيرة اتخذت أساليب الحماية أشكالًا جديدة. وبالإضافة إلى قضايا إعادة التوطين، يأمل الناس أيضًا في تقديم المساعدة المادية، مثل الغذاء والسكن، فضلاً عن توفير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية الأخرى.


شارك المقالة: