مصادر القانون الدولي البيئي

اقرأ في هذا المقال


مصادر القانون الدولي البيئي:

يُعرَّف القانون البيئي الدولي: بأنه مجموعة من القواعد والمبادئ التي تنظم القانون الدولي العام، وتنظم أنشطة البلدان في منع وتقليل الأضرار المختلفة التي تسببها مصادر مختلفة للبيئة البيئية أو خارج نطاق السيادة الإقليمية، ويعرفها بعض الناس على أنها مجموعة من قواعد القانون الدولي العرفي واتفاقية متفق عليها بين الدول لحماية البيئة من التلوث.

المعاهدات والأتفاقيات الدولية:

تكاد تعاريف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية تحظى بالإجماع من قبل فقهاء القانون الدوليين. وهي اتفاقية دولية مكتوبة يتم التوصل إليها بين شخصين أو أكثر من الشخصيات الاعتبارية الدولية العامة بهدف ترتيب آثار قانونية محددة وفقًا للقانون الدولي العام. وينص قانون معاهدة فيينا لعام 1969 على ما يلي: تشير المعاهدة إلى اتفاق دولي تم التوصل إليه بين البلدان في شكل مكتوب ويخضع للقانون الدولي، بغض النظر عما إذا كانت الاتفاقية واردة في وثيقة واحدة أو في وثيقتين متصلتين.

وتجدر الإشارة إلى أن المادة السابقة حاولت تعريف المعاهدة دون حصر اسمها في بنود المعاهدة، لكنها حاولت تعريف المعاهدة دون النظر إلى اسمها أو مصطلحاتها، لأن المعاهدة لها عدة مرادفات تؤدي إلى نفس المعنى، مثل: (اتفاق، اتفاقية، عهد، ميثاق).

ونظرًا لأن الاتفاقيات الدولية تعتبر مصدرًا للقانون الدولي العام، فلا داعي للدخول في الخلافات القانونية حول قسرية الاتفاقات الدولية. قال بعض فقهاء القانون الدولي أن للمعاهدات الدولية وظيفتان رئيسيتان: الأولى تشريعية والأخرى تعاقدية، وفيما يتعلق بالتشريع فهي تعني الغرض من المعاهدات الدولية. وفي صياغة القواعد القانونية الجديدة، بمعنى آخر، في هذه الحالة، تكون المعاهدات الدولية مصدر القواعد العامة للقانون الدولي، ويعتبر أن التشريع الدولي صادر عن الإرادة المشروعة لأطرافه، لذلك فإن القانون الدولي يسمى المعاهدات الدولية “المعاهدات المعيارية”، وتعني وظيفة العقد أن إبرام معاهداتها الدولية هو تحديد التزامات أطرافها وفقًا للقواعد العامة للقانون الدولي. والوضع الراهن في هذه المعاهدات: أن المعاهدات هي مصدر الالتزامات، والفقه الدولي يأخذ في الاعتبار هذه المعاهدات الدولية.

فالمعاهدات والاتفاقيات والبروتوكولات هي أحد المصادر الرئيسية للقانون البيئي الدولي، لأن هذه الاتفاقيات مختلفة في مجالات بيئية مختلفة مثل البيئة الأرضية أو البحرية أو الجوية وتنوعها، بما في ذلك عام 1951 تحظر اتفاقية حماية النبات، واتفاقية بون للحفاظ على الحياة البرية في عام 1979، واتفاقية لندن عام 1954 لمنع التلوث النفطي للبحار، واتفاقية الأمم المتحدة لأعالي البحار في عام 1985، واتفاقية موسكو عام 1963 للتجارب النووية في الفضاء وتحت الماء.

العرف الدولي:

كما ورد في المادة 38 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، فإن العرف الدولي هو المصدر الثاني للقانون الدولي؛ لأن معظم قواعد القانون الدولي تشكل قواعد القانون العرفي، وقد تم تدوين هذه القواعد العرفية في المعاهدات الدولية العامة. ويمثل القانون الدولي العرفي البداية الحقيقية لقواعد القانون الدولي، لأن طريقة تشكيل القانون الدولي ماديًا ومعنويًا تستغرق وقتًا طويلاً، ممّا يوفر لأعضاء المجتمع الدولي فرصة كبيرة لتشكيل معتقداتهم.

وتنعكس أهمية القانون الدولي العرفي في وجود عدد كبير من القواعد التفصيلية. وتشكل هذه القواعد الموضوع المعترف به عمومًا للقانون الدولي العام، ويشكل هذا الجزء من القانون الدولي العام معظم القواعد. وتنص هذه القواعد على مناطق ذات سيادة مختلفة بين الدول. وحرية الملاحة والامتيازات والحصانات في أعالي البحار.

ولتوافر العرف الدولي لا بُدّ من تحقق ركنان:

  • الركن المادي.
  • الركن المعنوي.

وفي الواقع، فإن المبادئ المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المذكورة في إعلان استوكهولم ككل، ولا سيما باعتبارها المصدر الرئيسي للقانون البيئي الدولي في نطاق القانون الدولي العرفي، تحتل مكانة مهمة في نطاق الأعراف الدولية. ويحدد القانون العرفي الدولي مسؤولية الدولة عن الأنشطة التي تسبب ضررًا عابرًا للحدود، بغض النظر عما إذا كانت هذه الأنشطة تحدث على أراضيها أو خارج ولايتها الإقليمية ولكن تحت إشرافها.

مبادئ القانون العامة:

وفقاً لنص المادة 38 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، تعتبر المبادئ العامة للقانون أحد المصادر الأساسية للفئة الثالثة بعد العرف الدولي. والمبادئ العامة للقانون الدولي من بين أولئك الذين يعتبرون المبادئ العامة للقانون مبادئ عامة للقانون المحلي. ويعتقد أن المبادئ العامة للقانون نفسه هي المبادئ العامة للقانون الدولي، والاتجاه الثالث هو القول بأن المبادئ العامة للقانون الدولي هي مزيج من المبادئ العامة للقانون الداخلي والمبادئ العامة للقانون الدولي، مثل مبادئ العقود في قانون العقود الإسلامي والقانون الدولي. ومبدأ سيادة القانون المحلي.

وتهدف المبادئ العامة للقانون إلى أن تكون بمثابة “مجموعة من القواعد التي تحكم النظام القانوني، والتي تكون منفصلة عن القواعد الأخرى المعمول بها والتي تصبح سارية المفعول في شكل قانون وتشريعات عرفية”. ونتيجة لتشكيل تلك المبادئ الخاصة بالقواعد العرفية العامة والملزمة التي ظهرت في المجتمع الدولي بسبب التلوث البيئي، بما في ذلك “مبدأ الاستخدام الإقليمي غير الضار”، حيث تم تعزيز الحماية البيئية الدولي.

 المبادئ القانونية المستمدة من المحاكم الدولية:

ليس من المستغرب أن يكون للسلطة القضائية مكانة في مصادر القانون على المستوى المحلي أو الدولي. وسواء كان القضاء قائمًا على القانون المدني أو القانون الجنائي، ومُنوطًا باللوائح القضائية الدولية. وتعتبر اللوائح القضائية الدولية عمومًا مصدر القانون الدولي العام ومحاكم التحكيم وأنظمة المحكمة الدائمة للعدل الدولي ومحكمة العدل الدولية.

ويعتبر القضاء من المصادر التفسيرية أو الخاصة للقانون البيئي الدولي، ويلعب دوراً هاماً في تفسير النصوص القانونية الصارمة وتصميم الحلول للقضايا العلمية التي لم يتم التعامل معها من قبل المشرعين. واختصاص المحكمة في حل الخلافات سواء كانت متعلقة بتفسيرها أو تطبيقها. وهذا هو الحال مع اتفاقية هلسنكي لعام 1974 واتفاقية لندن لعام 1954.

الفقه الدولي: 

يمثل الفقه الجانب العلمي للقانون لأنه يقوم على المنهج العلمي في استخلاص بعض الأحكام من المبادئ العامة للقواعد القانونية ومناقشة القواعد القانونية لكشف عيوبها ومزاياها.

ويختلف الفقه القانوني الدولي في فقه فقهاء القانون الدولي كمصدر للتحفظات على القانون الدولي العام، فقد سحب البعض دور القانون الدولي، مما يعني أنه لا ينشئ قواعد دولية، بل يفسر هذه القواعد الدولية القائمة، هذا يعني أننا قبل الكشف عن الأساس القانوني الدولي وليس مصدر الأساس القانوني الدولي. وعلى الرغم من أن معظم الفقهاء قد عادوا إلى هذا الدور من مصدر ثانوي كمصدر للقانون الدولي، إلا أن عصر القانون الدولي (جيسون) قد ولى، وأسس القواعد الدولية والتنمية. في النظرية القانونية، عند اللجوء إلى آراء الفقهاء، يجب أن تستند هذه الآراء إلى آراء عادلة وموضوعية، وليس على نزوة، أو دوافع سياسية، أو ميول وطنية.


شارك المقالة: