مكافحة الإجرام الاقتصادي الدولي

اقرأ في هذا المقال


تعريف الجريمة الاقتصادية:

يختلف تعريف الجريمة الاقتصادية من بلد الى بلد آخر؛ بسبب نظام الدولة السياسي ونظامها الرأسمالي أو النظام  الاشتراكي، لأنها تعتبر جريمة اقتصادية في دولة وقد تعتبر قانونية في دولة أخرى؛ لأن الجريمة الاقتصادية في ذلك البلد أكثر شيوعًا. والدول الاشتراكية والدول النامية أكبر من البلدان المتقدمة والرأسمالية. ونظرًا لأن الدول الاشتراكية والدول النامية تعتمد على السياسات لتوجيه الاقتصاد ومركزيته في خطط التنمية الخاصة بها، فإنها بحاجة إلى أسوار قانونية تحميها من الجرائم الاقتصادية، ويتم توفير هذه الأسوار من خلال التشريعات الاقتصادية العقابية.

وتُعرَّف الجريمة الاقتصادية بأنها: انتهاك القوانين والأحكام واللوائح السارية الحالية في الدولة، والتي تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني بأوسع معانيه، أو تؤثر بدورها على أي إجراءات أو امتناع عن التصويت من قبل الكيانات الاقتصادية للدولة. وهو أي عمل غير مشروع ضار بالاقتصاد الوطني إذا تم تجريمه في القانون الجنائي أو قانون تخطيط التنمية الاقتصادية الصادر عن السلطة المختصة.

حتى بالنسبة للبلدان التي سنت تشريعات مستقلة للجرائم الاقتصادية، من الصعب تعريف مفهوم محدد للجريمة الاقتصادية. ويرجع ذلك إلى أن تركيز التشريع ليس تحديد تعريف الجريمة الاقتصادية، ولكن تحديد الجريمة التي تقع في نطاق حدود الجريمة الاقتصادية. ونظراً للتغيرات الجديدة في العصر الحديث وظهور الأساليب السلوكية التي تمثل معجم الحياة الطبيعية، فقد شجع المجتمع الدولي على تجريم هذه الأساليب والمعاقبة عليها، وهو ما يتجلى في المجال الاقتصادي، حيث ظهرت الجرائم الاقتصادية.

الآلية الدولية لمكافحة الجريمة الاقتصادية:

تزايد الاهتمام الدولي بالجرائم الاقتصادية ونتائجها الاقتصادية والاجتماعية بشكل غير مسبوق، حيث بذل العديد من المنظمات الدولية والمؤسسات والهيئات الدولية جهوداً جبارة في مجال مكافحة الجريمة وتنفيذ العدالة الجنائية الدولية، منها:

  • أجهزة ووكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية والإقليمية لمكافحة الجريمة الاقتصادية.
  • الجهود الدولية لمكافحة الجريمة الاقتصادية وهي: اتفاقيات دولية متعاقبة تتعلق بمكافحة المخدرات، مثل اتفاقية فيينا عام 1988، والاتفاقيات المتعلقة بالرق والاتفاقيات الدولية لحماية البيئة وأشهرها اتفاقية كيوتو يتعلق ذلك بالحد من انبعاث الغازات السامة وتقليل استخدام الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
  • التعاون الدولي للتعامل مع جرائم المعلومات.
  • منظمة الشرطة الدولية الانتربول.
  • التعاون القضائي بين الدول.

مكافحة الجريمة الاقتصادية الدولية:

عقدت ندوة خاصة للدفاع الاجتماعي عام 1966 وناقشت موضوع الدفاع الاجتماعي ضد الجرائم الاقتصادية. وبعد مناقشات مطولة، قررت الندوة بعض التوصيات الأساسية لكل دولة لإدراج نصوص تشريعية تتناسب مع ظروفها واحتياجاتها الاقتصادية وتتفق مع الأفكار القانونية العامة. ومن حيث الإدانة الجنائية والعقوبة، يتوافق مع القواعد والإجراءات القانونية للعدالة.

حيث عقدت المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي المؤتمر العاشر للدفاع الاجتماعي في عام 1980، وناقشت في الاجتماع الجرائم التي أحدثها النمو الاقتصادي، ثم قدمت بعض الاقتراحات وأهمها:

  • تعريف الجرائم الاقتصادية من أجل اعتبار الجرائم الاقتصادية جميع انتهاكات الملكية العامة ووسائل الإنتاج والتعديات على الإنتاج الصناعي والزراعي والحرفي، بشكل يضر بالاقتصاد الوطني أو يحصل على منافع شخصية غير مشروعة.
  • يمكن لحماية القطاع الخاص أن تمنع القطاع الخاص من العقوبات الجنائية والجنائية.
  • معاقبة مرتكبي الجرائم التي تدمر خطط التنمية وتدمر الاقتصاد الوطني بصرامة.
  • تعيين موظفين مؤهلين للتحقيق والتحقيق في الجرائم الاقتصادية.
  • تبادل المعلومات حول المؤسسات والشركات الأجنبية المتورطة في الانتهاكات الجنائية أو المالية.

أركان الجريمة الاقتصادية الدولية:

يشتمل الأساس القانوني للجريمة الاقتصادية عادة على ثلاثة أركان وهي كالتالي:

  • الركن الأول هو الشريعة (مبدأ الشرعية)، وما لم تكن هناك سابقة قانونية فلا جريمة ولا عقوبة ولا إجراءات أمنية.
  • الركن الثاني فهو عنصر مادي ولا عقاب إلا على الأفعال الإجرامية المحكوم عليها بأحكام قانونية.
  • الركن الثالث فهو الركن المعنوي أي الأخلاقي للصلة بين جوهر الجريمة ونفسية الجاني.

وفيما يتعلق بالجرائم الاقتصادية، على الرغم من وجوب وجود الركيزتين الأولى والثانية في جميع الجرائم في القانون الجنائي، نظرًا لخصوصية محتواها، فإننا نميزها هنا لأننا وجدنا أن خصائص العناصر القانونية قد تغيرت. والغموض في العناصر المادية. أما العنصر المادي في الجريمة الاقتصادية، فلم يعد يحافظ على معاييره الأصولية، بل أصبح عنصراً ضعيفًا؛ لأن المشرعين يميلون إلى إعطاء الأولوية للجدوى الاقتصادية على فكرة الحرية الشخصية، وهو أمر مهم جدًا للفصل بين النية والإهمال.


شارك المقالة: