ما هو تلوث الأنهار؟
هو عبارة عن شكل من أشكال تلوث المياه الذي يشير عادةً إلى إدخال مواد كيميائية مختلفة وملوثات أخرى مثل: مياه الصرف الصحي ونفايات الطعام ومخلفات المزارع السائلة في الأنهار، حيث تعد الأنهار من أهم مصادر المياه العذبة على كوكبنا، وهذا أحد أهم الأسباب التي تجعلنا نتعامل مع قضية تلوث الأنهار بجدية بالغة، وحتى الآن هناك العديد من الأماكن في العالم التي تعاني من مشكلة نقص المياه، وستكون الأمور أكثر صعوبة في السنوات القادمة لأن عدد السكان سينمو بشكل هائل في العقدين المقبلين.
ما هي الأنهار الأكثر تلوثاً في العالم؟
بشكل عام تعد الأنهار هي المصدر الرئيسي للحياة على كوكب الأرض، لأنها بكل بساطة توفر المياه العذبة، وهو أمر بالغ الأهمية لبقاء كل من النباتات والحيوانات، حيث تفرد الأنهار أنها قد توفر منازل للأسماك والزواحف والثدييات والبرمائيات، ولهذا السبب هناك حاجة إلى الحفاظ على الأنهار لأن دورة النظام البيئي تعتمد عليها، ومع ذلك كان هناك تلوث عالمي هائل على الأنهار، مما تسبب في حدوث تحول في النظام البيئي، وفيما يلي أشهر الأنهار الأكثر تلوثاً في العالم:
- نهر الغانج: يُعد نهر الغانج أقدس نهر موجود في الهند، ويعتقد الهندوس (الديانة الموجودة في الهند) أن النهر يطهر الناس من خطاياهم، كما أنه ثالث أكبر نهر في العالم مع قاعدة استهلاك لأكثر من ملياري شخص.
أدى الضغط المتزايد باستمرار على النهر إلى إلقاء بعض مياه الصرف الصحي في النهر، مما قد أدى إلى تلوثه الهائل، وبسبب مزيج المواد الكيميائية في النهر تؤدي المياه المستخدمة في الاستخدامات الأساسية مثل الشرب أو الطهي إلى انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، حيث يحتوي النهر على طبقة من البلاستيك العائم والنفايات الأخرى التي تعطي صورة سيئة للنهر المقدس، وإلى جانب ذلك هناك نفايات تأتي أيضًا من أداء الطقوس الدينية. - نهر السيتاروم: يمكن القول أن نهر السيتاروم هو أحد أكثر الأنهار تلوثًا في العالم، ومثله مثل نهر الغانج فهو يخدم عددًا كبيرًا من السكان، حيث يتدفق النهر في منطقة توجد بها مستوطنات بشرية ثقيلة مقرونة بعدد من المصانع، حيث أدت هذه النفايات الصناعية من حوالي 2000 مصنع إلى زيادة مستويات الزئبق في المياه، وهي أعلى بكثير من المستوى الشرعي، مما أدى إلى تلوث هذا النهر.
- النهر الأصفر: هذا النهر هو موطن للنفايات الصناعية من مختلف الصناعات بما في ذلك المصانع الكيميائية التي تجعل المياه شديدة السمية حتى بالنسبة للزراعة، وبشكل أكثر تحديدًا فإن صناعة تعدين الفحم تطلق الكثير من النفايات إلى النهر بعد استخدام المياه منه لتشغيل عملياتها.
ومع ذلك لا يزال الناس يعتمدون على النهر في الحصول على مياه الشرب، ولهذا السبب شهدت المنطقة المحيطة بالنهر ارتفاعًا في حدوث الأمراض المنقولة بالمياه والسرطان والتشوهات الخلقية، وفي الآونة الأخيرة كان هناك جهود لثني الناس عن شرب الماء من هذا النهر لأنه غير آمن للاستهلاك البشري أو الحيواني. - نهر سارنو: يمكن القول إن هذا هو أكثر الأنهار تلوثًا في القارة الأوروبية، حيث أصبح هذا النهر الذي يتدفق في إيطاليا بمرور الوقت سمًا للسكان، ومصدر النهر نظيف وآمن للشرب، ومع ذلك فإن تدفقه يواجه انبعاثات من الصناعات والزراعة، مما يؤدي إلى تلوث مجرى النهر، حيث تسببت سمية النهر في زيادة مقلقة في حالات سرطان الكبد في المنطقة، وعلاوة على ذلك فإن النهر يفيض بسهولة، مما يؤدي إلى الانهيارات الطينية.
- نهر ماريلاو: هذا النهر هو موطن لملايين من سكان الفلبين الذين يستخدمون المياه للشرب وكذلك للري، حيث يأتي تلوث هذا النهر في الغالب من نفايات المدابغ والإغراق ومصافي الذهب، وكذلك ايضاً من وجود مواد غير قابلة لإعادة التدوير مثل الزجاجات البلاستيكية على سطح الماء، وبالإضافة إلى ذلك تحتوي المياه على صخور تحمل معادن ثقيلة، مما يشكل خطراً على صحة السكان، كما أن هذا النهر أكثر عرضة للفيضانات، مما قد يؤدي إلى جلب النفايات إلى الأرض، مما يؤدي إلى تدهور التربة،
- نهر الأردن: إن مصدر نهر الأردن نظيف وصالح للاستهلاك الآدمي، ومع ذلك مع تدفق النهر قد تزداد سميته بسبب التخلص من العديد من النفايات فيه، حيث قد أدى ذلك إلى زيادة ملوحة المياه، كما يأتي معظم التلوث في هذا النهر من أزمة اللاجئين في البلاد – إلى جانب زيادة عدد السكان على الصعيدين المحلي والدولي.
- نهر المسيسيبي: يُعد الميسيسيبي واحداً من أطول الأنهار الموجودة في العالم، وعلى هذا النحو فهو يخدم ملايين المقيمين في الولايات المتحدة، كما أنه يظهر باللون البني؛ وذلك بسبب إطلاق النفايات المستمر في النهر.
انخفضت الحياة البحرية في هذا النهر بشكل مثير للقلق بسبب انسكابات النفط المختلفة في الماضي، وتأتي ايضًا المزيد من النفايات من الصناعات والمزارعين الذين يستخدمون مواد كيميائية ضارة ويطلقونها في النهر. - نهر النيل: يوجد نهر النيل في مصر، ومصر هي البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان والزراعية والصناعية، لذلك فإن معظم تصريف مياه الصرف الصحي للنهر يحدث في الوجه البحري، حيث تُشتق ملوثات النيل من مصادر مثل مياه الصرف الصناعي والتلوث النفطي ومياه الصرف الصحي البلدية والصرف الزراعي وتشمل ايضاً السموم السيانوتية الطبيعية.
- نهر رياتشويلو: يقع هذا النهر في الأرجنتين، ويمكن القول أنه أكثر الأنهار تلوثًا في أمريكا الجنوبية، حيث إن وجود الصناعات حول هذا النهر لم يجعله نظيفاً على الاطلاق، والسبب في ذلك هو أن هناك ملايين الأطنان من مياه الصرف الصحي التي تتسرب إلى النهر بشكل يومي من هذه الصناعات، كما يوجد في النهر معادن ثقيلة مثل الزئبق والرصاص، مما يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان، ولقد ظهرت هذه إلى الوجود بسبب الإطلاق من الصناعات الكيماوية.
- نهر موراي دارلينج: تعتبر صحة نهر موراي أمرًا بالغ الأهمية للرفاهية الحالية والمستقبلية لجنوب أستراليا، ففي نهر موراي تتعلق مشكلة جودة المياه الرئيسية بإدارة المياه والحاجة إلى الحفاظ على مستويات كافية من المياه في القناة الرئيسية للحد من تدفقات المياه المالحة إلى أعلى النهر.
وتشمل مصادر التلوث في هذا النهر والتي تثير قلق وكالة حماية البيئة: تسرب الصرف الصحي من المساكن المجاورة للنهر ومناطق السهول الفيضية، وجريان مياه الأمطار الملوثة من مناطق الأراضي المطورة، وإلقاء الرمال من إنشاء الشواطئ (غالبًا ما يرتبط بإزالة الغطاء النباتي). - نهر الدانوب: حددت دراسة عالمية واسعة النطاق أن نهر الدانوب هو النهر الذي يحتوي على أعلى نسبة تركيز للمضادات الحيوية في أوروبا والأكثر تلوثًا في القارة، كما أن النفايات الكيميائية هي العدو الأكبر لها، وهي ليست مجرد زراعة مبيدات حشرية بل نفايات من المصانع الصربية التي تم قصفها اعتبارًا من عام 1999. عامل آخر في زيادة تلوث هذا النهر هو زيادة حركة المرور النهرية.
- نهر سالوين: يعتبر نهر سالوين هو أكثر الأنهار تلوثًا على كوكب الأرض، ويقع هذا النهر في جنوب شرق آسيا، وعلى مدار مجراه يمر عبر مجمعات صناعية تتكون في الغالب من مصانع نسيج أدت نفاياتها الملوثة إلى زيادة مقلقة في مستويات الكبريت والكادميوم والنحاس والرصاص والزئبق والزنك في النهر.
- نهر اليانغتسى: يقع نهر اليانغتسى في الصين، وكان للتصنيع السريع في البلاد أثره على النهر، ونتيجة لذلك كان هناك نمو في الطحالب من خلال عملية التخثث، وايضًا كان هناك العديد من الآثار السلبية لذلك بما في ذلك موت الأحياء المائية، حيث يوجد الحد الأدنى من مصدر الأكسجين في الماء.