يُعد قطاع النقل مصدرًا هائلاً لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويمكن أن يمثل تقليل الانبعاثات أيضاً تحدياً كبيراً خاصة عندما يتوقع معظم العلماء زيادة كبيرة في وسائل النقل على مدار الثلاثين عاماً القادمة، ففي عام 2007 على سبيل المثال كان الاهتمام السياسي العالمي بمشكلة تغير المناخ ملحوظاً في أغلب دول العالم؛ وذلك بسبب التأثيرات السيئة التي تمثلها على البيئة، ولحسن الحظ بدأت الحكومات في التحرك، مما أدى إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات.
أشهر بدائل النقل المذهلة لمكافحة تغير المناخ:
بشكل عام إن النقل ضرورة لا يمكن للعالم أن يعيش بدونها، فالتجارة وسلاسل التوريد وتنقل الموظفين والذهاب إلى المدرسة وجميع المهمات التي نقوم بها بشكل أساسي يعتمد عليها الإنسان من خلال النقل، ولكن قطاع النقل ساهم لفترة طويلة في تدهور البيئة، فعلى سبيل المثال تولد السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري أطنانًا من ثاني أكسيد الكربون وغيره من الملوثات المتغيرة للمناخ يوميًا في جميع أنحاء العالم.
لذلك فإن واجبنا كبشر هو إيجاد طريقة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تطلقها سياراتنا – خاصة في مدننا دون تقييد حركتنا، كما أننا بحاجة ايضاً إلى تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري من خلال اعتماد حلول النقل الأكثر صداقة للبيئة، وفيما يلي بعض بدائل للنقل التي يمكن أن تساعد في مكافحة تغير المناخ:
مؤشر تصميم كفاءة الطاقة في السفن (EEDI):
من بين وسائل النقل الرئيسية الثلاثة الطرق والجو والماء تعد السفن أكثر كفاءة في استخدام الطاقة؛ وهذا لأن السفن عادةً ما تستخدم المنتجات الثانوية لتكرير النفط الخام، لهذا فإن بصمتهم الكربونية ضئيلة، ولكنها تضر ببيئتنا رغم ذلك، حيث ينتج عن احتراق الوقود البحري انبعاثات الكربون الأسود التي تؤثر على الحياة البحرية.
وهنا تم تصميم (EEDI)، وهو معيار لتصميم السفن تم اعتماده في عام 2011)، حيث يتطلب من مصنعي السفن والمصممين تقديم سفن أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، حيث يقول بعض الخبراء إن هذه الخطوة لديها القدرة على تقليل البصمة الكربونية للشحن تدريجياً إلى أكثر من 50٪ في عام 2050، ولقد حدد التصميم الملزم عالمياً كيفية تصميم السفن منذ عام 2013، فمن المتوقع أن تكون السفن التي سيتم تصميمها بعد عام 2025 أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة 30٪ مقارنة بالسفن التي كانت موجودة قبل دخول (EEDI) حيز التنفيذ.
ركوب الدراجات:
سيؤدي استبدال السيارات بالدراجات إلى عملية عكس تغير المناخ، وهذا يعني إنقاذ الأرض، فعلى سبيل المثال أصدر خبراء تابعون لمعهد النقل وسياسة التنمية دراسة في عام 2015 أوضحت كيف ستنخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تزيد عن 11٪ إذا تخلى 20٪ من العالم عن استخدام السيارات للدراجات بحلول عام 2050؟
ولكن بعد ذلك يجب أن تتأثر التغييرات الرئيسية من حيث تخطيط المدينة وتصميمات الدراجات؛ وذلك من أجل تشجيع المزيد من الناس على التنقل بالدراجات، فعلى سبيل المثال يتعين على المدن بناء ممرات دراجات محمية لضمان سلامة الركاب، كما يجب أيضًا أن تكون هناك أماكن لوقوف الدراجات، ويمكن أيضًا تقديم شكل من أشكال ترخيص الدراجات لجعل سائقي الدراجات أكثر مسؤولية وتقليل سرقة الدراجات في مدننا.
وبعيدًا عن السلامة لا يُشجع الكثير من الناس على الركوب إلى العمل بسبب المسافة، فمن غير المنطقي عمليًا أن يقوم أي شخص بالدراجة للعمل على بعد 5 أميال و10 أميال ذهاباً وإياباً، مقارنة باستخدام مركبة يمكنها بالكاد قطع 3 أميال في الساعة، ومع ذلك وعند إدخال الدراجة التي تعمل بالدواسة والدراجة المزودة بمجموعة محرك تمت معالجة مشكلة المسافة جزئياً.
السيارات الكهربائية:
تقلل المركبات الكهربائية من البصمة الكربونية للنقل باستخدام البطاريات بدلاً من البنزين لتشغيل محركاتها، حيث يحدث معظم التلوث المرتبط بالسيارات على شكل انبعاثات مباشرة وخاصة غاز النيتروجين وثاني أكسيد الكربون، فغاز النيتروجين هو جزء من شبكة أوسع من الملوثات المعروفة باسم الملوثات المكونة للضباب الدخاني، في حين أن ثاني أكسيد الكربون هو أكثر غازات الاحتباس الحراري شيوعاً، كما تحدث هذه الانبعاثات من خلال ثلاثة طرق للمسار الرئيسي وهو أنبوب العادم، والطريقة الأخرى هي التبخر الذي يحدث داخل نظام الوقود، وفي المضخة أثناء عملية التزويد بالوقود، وايضًا تقلل السيارات الكهربائية بشكل كبير من إنتاج البنزين وهذا بحد ذاته مكسب للبيئة.
بشكل عام إن السيارات الكهربائية تكون أغلى قليلاً من السيارات التي تعمل بالبنزين للشراء والصيانة، حيث سيشتري المزيد من الناس المركبات الكهربائية إذا أرادت شركات تصنيع السيارات إيجاد طريقة لخفض تكلفة البطارية وزيادة نطاق البطارية، والخيار الأكثر قابلية للتطبيق حتى الآن هو المركبات الكهربائية الهجينة التي تستخدم محرك بنزين ومحرك كهربائي.
سيارات الهيدروجين:
تعتبر سيارات الهيدروجين بالنسبة للكثير من الناس بأنها سيارة المستقبل، فمركبة الهيدروجين هي عبارة عن مركبة تستخدم الهيدروجين كوقود على متنها للطاقة المحركة، وتشمل مركبات الهيدروجين صواريخ فضائية تعمل بالوقود والهيدروجين، بالإضافة إلى السيارات ومركبات النقل الأخرى.
كما تعمل محطات توليد الطاقة في هذه المركبات على تحويل الطاقة الكيميائية للهيدروجين إلى طاقة ميكانيكية إما عن طريق حرق الهيدروجين في محرك احتراق داخلي أو بشكل أكثر شيوعاً عن طريق تفاعل الهيدروجين مع الأكسجين في خلية وقود لتشغيل المحركات الكهربائية، كما يعد أيضًا الاستخدام الواسع للهيدروجين لتزويد النقل بالوقود عنصرًا أساسيًا لاقتصاد الهيدروجين المقترح.
ونظرًا لأن قطاع النقل مسؤول عن حوالي ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في معظم دول العالم فإن استخدام هذه المصادر لإنتاج الهيدروجين من أجل النقل يمكن أن يخفض من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما أن هذه المركبات التي تعمل بالهيدروجين لا تصدر أيًا من المواد الضارة التي تؤثر بشدة على بيئتنا.
القيادة البيئية:
وهنا إذا كان علينا قيادة سيارة تعمل بالبنزين فمن الأفضل أن نتبنى طرق قيادة صديقة للبيئة، وهي كما يلي:
- غالبًا ما تتراكم الأوساخ في محرك السيارة مع تقدمها في السن، مما قد يقلل من أداء السيارة ويضاعف كمية انبعاثاتها الضارة، وهنا يمكننا تنظيف الرواسب عن طريق إضافة عامل تنظيف في نظام الوقود.
- تجنب التسارع الشديد والكبح والتباطؤ.
- استخدام دائمًا الدرجة الصحيحة من الزيت والقيام بتغييرها بشكل منتظم.
- القيام بتغيير مرشحات الهواء بانتظام لمنع تراكم الرواسب في المحرك.
- استبدال السيارة إذا كانت قديمة جدًا.
يمكن أن يؤدي إجراء بعض التغييرات الصغيرة على كيفية التنقل واستخدام المركبات المختلفة إلى تقليل انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة، ولكن السؤال هو: هل نحن مستعدين لإجراء التغييرات؟ يجب أن تكون الإجابة نعم؛ لأنه يجب علينا جميعًا توحيد الجهود لمكافحة تغير المناخ، وذلك أيضًا لأن الأرض بدأت بالفعل بتأثيرات الاحتباس الحراري خاصة مع مواسم الجفاف العديدة وموجات الحرارة الشديدة والأعاصير الأكثر انتشاراً في الماضي القريب، وهذا الاتجاه سوف يزداد سوءاً فقط إذا لم نلعب دورنا في عكس الآثار السلبية لتغير المناخ.